د محمد سعيد يسلط الضوء على تأثيرات التكنولوجيا الرقمية على الصحة النفسية للأسرة المصرية

متابعة علاء حمدي
أطلق مجلس الأسرة العربية للتنمية، أحد مجالس الاتحاد العربي للتنمية المستدامة، فعاليات المنتدى الثاني للأسرة العربية، وذلك بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، ضمن أعمال المؤتمر الخامس عشر للاتحاد، برئاسة الدكتور أشرف عبد العزيز، الأمين العام للاتحاد العربي للتنمية المستدامة، وبمشاركة الدكتورة آمال إبراهيم، رئيس مجلس الأسرة العربية للتنمية، وبحضور نخبة من الأكاديميين والخبراء والمتخصصين في القضايا الأسرية والنفسية والاجتماعية من مختلف الدول العربية.
وفي إطار فعاليات المنتدى، ألقى الأستاذ الدكتور محمد سعد، أستاذ ورئيس قسم الصحة النفسية والإرشاد النفسي بجامعة عين شمس، الضوء على نتائج تحليل بحثي معمق بعنوان «تأثيرات التكنولوجيا الرقمية على الصحة النفسية للأسرة المصرية: تحليل نفسي–اجتماعي متعدد المستويات»، والذي استهدف رصد وتحليل التأثيرات النفسية والاجتماعية والسلوكية للتكنولوجيا الرقمية على الأسرة المصرية في ظل الطفرة الرقمية المتسارعة.
وأوضح د محمد سعيد حسب النبي أن الدراسة كشفت امتلاك أكثر من 72% من الأسر المصرية اتصالًا بالإنترنت، مؤكدًا أن هذا التحول لم يعد مجرد تطور تكنولوجي، بل أصبح عاملًا مؤثرًا ومتحكمًا في أنماط التفاعل الأسري وأساليب التربية، وانعكاسًا مباشرًا على الصحة النفسية داخل الأسرة. وأشار إلى أن نتائج البحث بينت أن تأثير التكنولوجيا يمتد عبر أربعة محاور رئيسية: المعرفي، والانفعالي، والسلوكي، والعلاقات الأسرية.
وكشفت الورقة عن عدد من المؤشرات المثيرة للقلق، من أبرزها تراجع التواصل المباشر وجهًا لوجه، وهو ما أشار إليه 52% من الآباء، وظهور خلافات أسرية متكررة حول وقت استخدام الشاشات لدى 44% من الأسر بشكل أسبوعي، فضلًا عن رصد ظاهرة العزلة الانفعالية، حيث يشعر 39% من أفراد الأسرة أنهم يعيشون معًا ولكن في انفصال رقمي، إضافة إلى ارتفاع معدلات الاحتراق النفسي الرقمي لدى 62% من الأمهات.
وفي المقابل، لم يغفل البحث الجوانب الإيجابية للتكنولوجيا الرقمية، حيث أشار إلى دورها في تحسين التواصل الأسري في الحالات التي يعمل فيها أحد الوالدين خارج البلاد، فضلًا عن دعم منظومة التعليم عن بعد وتيسير الوصول إلى مصادر المعرفة.
واختتمت الورقة بالتأكيد على أن تأثيرات التكنولوجيا على الأسرة تتوقف بالأساس على كيفية الاستخدام وطبيعة المناخ الأسري، مشددة على أن تحقيق التوازن بين العالم الواقعي والرقمي يمثل حجر الأساس للحفاظ على الصحة النفسية للأسرة. كما أوصى البحث بضرورة تبني ما أطلق عليه «الاتفاق الأسري الرقمي» كأحد الحلول العملية للحد من الفجوة الرقمية وتنظيم استخدام التكنولوجيا داخل الأسرة.
ويأتي المنتدى الثاني للأسرة العربية في إطار جهود مجلس الأسرة العربية للتنمية لتعزيز الوعي بالقضايا الأسرية المعاصرة، وطرح رؤى علمية وتطبيقية تسهم في حماية الأسرة العربية ودعم استقرارها في ظل التحولات الرقمية المتسارعة.



