سفارة فلسطين لدى مصر تحيي الذكرى الـ21 لاستشهاد القائد المؤسس ياسر عرفات

علاء حمدي
أحيت سفارة دولة فلسطين لدى جمهورية مصر العربية، اليوم الثلاثاء، الذكرى الـ21 لاستشهاد القائد الرمز ياسر عرفات، حيث وقف الحضور وقفة ترحم على روحه الطاهرة وأرواح شهداء فلسطين كافة، في ظل ما يتعرض له شعبنا رغم توقف حرب الإبادة الجماعية في غزة وتصاعد وتيرة هجمات المستعمرين في الضفة الغربية.
وتطرّق سفير دولة فلسطين لدى مصر دياب اللوح إلى مراحل الثورة الفلسطينية والدور المحوري الذي لعبه الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات ورفاقه في مسيرة النضال الوطني، مشيرًا إلى أن ذكرى استشهاد “أبو عمار” تأتي هذا العام في ظل حرب إبادة وتطهير عرقي تستهدف الوجود الفلسطيني.
وقال اللوح إن الحادي عشر من تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام سيظل يشكل ذكرى أليمة برحيل قائد خاض نضالاً تحرريًا لعشرات الأعوام، وواجه معارك عسكرية وسياسية حتى استشهاده عام 2004 بعد حصار وعدوان إسرائيلي دام أكثر من ثلاثة أعوام على مقره في مدينة رام الله.
كما أكد السفير اللوح التفاف الشعب الفلسطيني خلف قيادة الرئيس محمود عباس الأمين على الثوابت الوطنية الفلسطينية، مشددًا على أن منظمة التحرير الفلسطينية ستبقى المرجعية الوطنية الأولى والوحيدة لشعبنا، رغم كل المحاولات التي تستهدف شرعيتها ومكانتها التمثيلية.
وحذر السفير من محاولات كسر إرادة الشعب الفلسطيني ومساعي فصل قطاع غزة عن الجسد الوطني، مؤكدًا أن الشهيد عرفات جسّد وحدة الأرض والشعب في إطار دولة فلسطين الواحدة وعاصمتها القدس، مشيدًا بالدور المصري التاريخي في دعم القضية الفلسطينية ورفض كل مشاريع التهجير أو تصفية القضية.
كما ألقى أمين سر حركة “فتح” في مصر محمد غريب كلمة استعرض فيها سيرة الشهيد النضالية ومسيرته الثورية، مؤكدًا أن “أبو عمار” سيظل حاضرًا في وجدان كل فلسطيني، فيما شدّد المحافظ الأسبق إبراهيم أبو النجا على أن دماء الشهداء يجب أن تبقى منارة تهدي الأجيال على طريق الوحدة والتحرر، محذرًا من خطورة الانقسام وضرورة تغليب المصلحة الوطنية العليا.
من جانبه، أكد مدير مؤسسة ياسر عرفات في القاهرة اللواء عرابي كلوب أن إرث القائد المؤسس سيبقى خالدًا في الذاكرة الفلسطينية، وأن قيمه الوطنية والنضالية ستظل مصدر إلهام للأجيال القادمة.
وفي كلمة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، تحدث الرفيق أسامة أحمد من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مؤكدًا أن استذكار القائد المؤسس ياسر عرفات هو استذكار لمعاني الوحدة الوطنية والإصرار على التمسك بالحقوق والثوابت، مشيرًا إلى أن المرحلة الحالية تتطلب وحدة الصف الفلسطيني أكثر من أي وقت مضى، لمواجهة التحديات الماثلة إقليميًا ودوليًا، والتصدي لمحاولات التهجير التي قوبلت برفض فلسطيني ومصري شعبي ورسمي.
وأكد أحمد على ضرورة الحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، وتعزيز دورها في حماية المشروع الوطني وقيادة النضال الفلسطيني على المستويين السياسي والميداني. كما شدد على أهمية توحيد الجهود الوطنية كافة خلف برنامج وطني يضمن صمود الشعب الفلسطيني في وجه العدوان وسياسات الاحتلال.
وفي كلمة الطلبة الفلسطينيين في الجامعات المصرية، تحدث الطالب حسام عبيد مؤكدًا الدور التاريخي والمستمر للحركة الطلابية الفلسطينية في مسيرة النضال الوطني، مستشهدًا بدور القائد المؤسس ياسر عرفات في تأسيس الحركات الطلابية التي شكّلت نواة الانطلاقة الأولى للثورة الفلسطينية المعاصرة.
وأشار عبيد إلى أن الحركة الطلابية ستبقى ذراعًا وطنيًا وشعبيًا داعمًا للمشروع الوطني بقيادة الرئيس محمود عباس، وستواصل رفع راية الكفاح بالعلم والعمل والانخراط في الفعل الوطني والدبلوماسي والإعلامي، مؤكدًا أن جيل الشباب الفلسطيني يحمل الأمانة التي تركها الشهيد “أبو عمار” جيلًا بعد جيل، حتى تحقيق الحرية والاستقلال الكامل لدولة فلسطين بعاصمتها القدس
وشارك في الفعالية طاقم السفارة، وكادر حركة “فتح”، وممثلو الفصائل والاتحادات الشعبية الفلسطينية، والجالية والطلبة الفلسطينيون في الجامعات المصرية، وعدد من جرحى العدوان، حيث تضمن الحفل عرض فيلم تسجيلي يوثق مسيرة القائد الشهيد ومواقفه الوطنية.
وردّد الحضور هتافات تجدد العهد بالتمسك بالثوابت الوطنية، مؤكدين الاستمرار على درب الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس، بقيادة الرئيس محمود عباس.



