استغاثة للشعوب العربية .. تصدوا للفتن والشائعات

بقلم : سميحة المناسترلي
رسالة استغاثة من القلب، موجهة للقراء والأصدقاء والمتابعين الكرام، أخمدوا نار الفتنة المستعرة على مواقع التواصل الاجتماعي .. !!
إنها حرب شرسة تشعل مشاعر الشقاق، وتوقظ خبايا الشر والشيطنة بداخل مستخدمي مواقع السوشيال ميديا، فهى غارقة بالفتن والنميمة، ولموبقات كفيلة بإسقاط دول وليس مجتمعات مسالمة، بل هي كفيلة بتفكيك أمم وتغيير مسارها، وسقوطها في أيدي مطلقي هذه اللجان الإليكترونية، بخبثها وسمومها المميتة الكاسحة لكل خير وتقى، وتمسك بتراث أو مبادىء أديان، تنهينا عن اتباع مسار المحتويات القذرة التى تسمم الفكر والروح، وتجَرِف العقول من المعتقد والدين والهوية، والتراث الثري الزاخر بمفاهيم الخير والقيم الأصيلة، والسلوكيات القويمة، فتراها تجذب المستخدم بما يغذي غرائزه من شهوات، كالنهم والجنس وجني المال الحرام وحب القتل والحقد والنقمة وغير ذلك من موبقات حقيرة منها النميمة، والتلاعب بسمعة مشاهير ليحل لك اقتراف الذنب، أو أشخاص بسيطة تستخدمهم للتلاعب بالعقول، ثم تأتيك بأخبار مغلوطة لتلويث السمعة وكشف السنر وما أمر الله به لتجنبه أو ذكره حنى لا تنتشر الرذائل ( فإذا بليتم فاستتروا).
ويتم جذبك انت وغيرك للدخول والمشاركة بتعليقات تثير الفرقة بين أفراد المجتمع الواحد، فيبدأ التفكك وعدم التمسك بمعتقدات الدين، والتراجع عن مبادءه في تصرفاتك، ويحل مكانها الفكر الشيطاني الحقير، وهكذا تتبدل الألفاظ في التعامل، ويقل الإحترام، وتتراجع مقومات القدوة الحسنة، وتتفكك الأسر، وتضعف البنية المجتمعية بسبب ما يبث من فتن وشائعات ينجرف وراءها مستخدمى “المواقع التخريبية” دون وعي كاف بما يذهب إليه من بلاء وفتن .
فبسقوط المفاهيم الصحيحة للفرد، يسقط بعدها الترابط الأسري، ويحدث التباعد الفكري والتواصل الدافىء داخلها، وتبدأ الخلافات، وتباين الأراء في تصاعد نتيجة للوقيعة التى تبث من خلال الإنترنت – دون أن تنتبه- تجد نفسك داخل حرب شيطانية متأججة، لن نخلص منها سوى بأن نعي أهمية الإبتعاد عن تلك المواقع، ومقاومة سحر لشيطان قد نجح في جذبنا إليه بعناوين وصور خادعة براقة، تجعلك تتراجع بل تتنازل عن كرامة إنسانيتك، وإعمال عقلك الذى أهداك إياه الله سبحانه وتعالى لتحيا عزيزاً مكرماً في الحياة.
هل هذا كل ما في الأمر من خطورة بالطبع “لا” .. هناك الكارثة الأكبر التى تُنجح العقلية الشيطانية لهذه اللجان والذباب الإليكتروني، في عمل هجوم شرس لبث الفرقة، ونشر الكره داخل شعوب المنطقة العربية، ليتسرب إلينا الإحباط، وزرع معتقدات تفقدنا الأمل في تكاتف الشعوب العربية لإضعاف قوتها وهزيمة فكرة الإتحاد، ورغبتنا الأكيدة في التماسك كقوة واحدة، ولهذا مع كل أخبار جيدة لعمل تواصل أو تكامل اقتصادي عملاق مع أحد الدول الشقيقة، تظهر حرب شرسة لتأجيج المشاعر ضد هذه الدولة، بغض النظر عن تحالفات، أو سياسات الحكومات لتسيير مصالح شعوبها مع دول أخرى، فهناك روابط لا يمكن التراجع عنها أو التخلى عن جذورها، وهذا ما لا تفهمه قوى الشر مهما حاولوا زرع مفاهيم “مطبوخة” بأيديهم وفكر شياطينهم، بالرغم من أي فتن، أو رسم صور وصناعة أخبار مفبركة، وتعليقات تؤجج المشاعر بين أبناء الأمة الواحدة، فما يحدث على أرض الواقع بين الحكومات من تعاونيات وصفقات عملاقة ” خاصة مع مصر” يؤكد على فبركة الأخبار المنثورة هنا وهناك، فيدحض ما تثيره اللجان الإليكترونية من فتن وشائعات شرسة مسمومة .
قد يقع أفراد في براثن الفتنة !! ولكن يظل الواقع واضح وأقوي بعيداً عن هيستريا الفتن، وحرب الشائعات الممولة، والتى لايمكن القضاء عليها طالما انك لا تمتلك الوعي، والحُجة التى تجعلك صامد قوى ذو عزيمة وإرادة تصدي .. فدورك ودوري أن نكون مجندين ضد الفتن والشائعات، قوة واحدة ووطن واحد بعيداً عن أي خلافات أو تدخلات تعيق تقدمنا .. الفكر و الوعي المستنير سر القوة والتقدم والتصدي لأي حروب شرسة، فلا تخسر أخيك ولا تخذل وطنك وقوميتك .. مسئوليتنا أن نجعل من الفتن والشائعات مجرد “فقاقيع في الهواء” نصرك في صمودك ووعيك وإرادتك الحرة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى