العرب يواجهون الخطر بمزيد الخيانات

كتبت : د ليلي الهمامي
أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة لندن
مرة أخرى الى السودان، السودان كمشغل إنساني، وما يحصل من تقتيل، ومن تذبيح، ومن وأد لاحياء..، أمر فضيع، لا يمكن أن يمرّ مرور الكرام… هذه جريمه شنيعه، ضروري ان نتحرك على مختلف الواجهات لإيقاف ما يحصل من جرائم فيها.
لكن، المخطط واضح أنه يستهدف عموم المنطقة المخطط يستهدف في المقام الأول مصر والجيش المصري. مناعة مصر هي في آخر التحليل، وفي آخر الأمر آخر حاجز وآخر معقل أمام التوسع الصهيوني والتمدد الصهيوني في المنطقة.
الجيش المصري بما يمثله من وزن تاريخيا، تراثيا، وبما يمثله من اقتدار عسكري، هو في آخر التحليل وفي آخر الأمر، ركيزة من ركائز الأمن القومي العربي، قلت، ما تبقى من الامن القومي العربي.
لكن لننتبه الى مسألة لافتة: غياب الجامعة العربية عن التحرك العاجل. أذكر الجامعة العربية، لتحميل الاطراف المتدخلة في السودان، الأطراف التي تدفع نحو التعفين والتقسيم، والتي تشتغل لصالح الاجندة الصهيونية ومن أجل الأجندة الصهيونية كامل المسؤولية.
ضروري ان يتم استعجال قمة عربية.
هذا امر لا يحتمل التأجيل. هنالك أطراف متورطة في عملية تعفين الاوضاع. وضع الاقتتال في السودان مموّل ومدعّم ومسلّح من أطراف عربية.
ضروري حسم هذه المسألة، حتى نفهم بالضبط من يقف في صف الشعوب العربية، ومصالح الشعوب العربية، بمنطق الواقعية، بمنطق البراجماتية، ولكن ليس بمنطق الخيانة.
من يقف في صف الخيانة؟ من يقف في صف تصفية الامن القومي العربي؟ هذه مسالة عاجلة!!!!
أعتقد ان هذه الدعوة هي دعوة مسؤولة، تنطلق من ملاحظة واحصاء الخسائر، الخسائر في غزة، الخسائ في اقتطاع جنوب السودان من مجاله السيادي، الخسائر في العراق في أوضاع عدم الاستقرار، الخسائر في سوريا وتجزئة سوريا فعليا وواقيعيا، الخسائر على جبهة شمال أفريقيا في النزاع حول الصحراء، الخسائر في ليبيا والتقسيم الليبي الى فرعين او إلى منطقتين أو الى رئاستين او سلطتين… كل هذا لا يمكن ان يدفعنا الا الى الإستنفار !!!!
د. ليلى الهمامي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى