مناصرة ” الحق الفلسطيني ” واجب

كتبت د. ليلى الهمامي
في كل ما يجري، هنالك مسائل مبدئية وهنالك مسائل ثانوية. والحكمة في ان نميز بين المركزي والثانوي. المركزي في سياق ما هو مطروح الان هو الحق الفلسطيني وكيف نناصره.
والقضية الفلسطينية لا تنفصل عامة عن القضية العربية… والخصوصية العربية هي ان كل مكونات الوطن العربي باقطاره بحكوماته بانظمته معنيٌّ بنفس الخطر، من حيث انه مستهدف، باليات واستراتيجيات الاستعمار الجديد… والحالة العراقية أكدت ان الاستعمار المباشر، الاستعمار التقليدي، يمكن ان يعود في كل لحظة. لذلك قلت سابقا بان المسالة الوطنية مطروحة بقوة اليوم قبل أي وقت مضى.
لا احد في امكانه، متى كان عاقلا، ان يتنكر للمطلب الديمقراطي . مطلب الحرية مطلب لا نقاش ولا جدال بصدده.
لكن هنالك شرط حيوي، كما اكدت على ذلك في أكثر من مناسبة، وهو شرط الحفاظ على الامن القومي والسيادة الوطنية.
هنا، ليست المسالة مسألة شعارات، وليست المسألة مسالة مطلق نظري او مطلق قيمي، المسالة تتعلق بضمان الحد الادنى من استقلالية القرار… المسالة تتعلق بالحفاظ على الحد الادنى من المناعة… هذا هو المقصود بالسيادة الوطنية، هذا هو المقصود بالاستقلالية.
المسالة الفلسطينية أو القضية الفلسطينية أو مسألة الحق الفلسطيني حاضرة في قلب كل مواطن عربي، وحاضرة في ذهن وعقل كل سياسي عربي… المشكل الحقيقة والحلقة المفقودة في اختلاف مواقف العرب تكمن في المعادلة المطروحة وهي الاتية:
هل اننا كعرب فعلا بصدد مناصرة القضية الفلسطينية؟ هل نحن بصدد دعم الشعب الفلسطيني الذي يقتّل، الذي يذبّح، الذي يباد امام اعين كل العالم؟؟؟ ام اننا من خلال ما يسيل من دماء وأحداث، بصدد البحث عن مَداخل، ومطيات لتصفية حسابات داخلية؟؟؟ ولتصفية حسابات عربية-عربية من خلال استخدام ملابسات القضية الفلسطينية ؟؟؟
هذا هو المزعج عندي والمؤسف…
ليس عندي اي احتراز حول الأشكال النضالية التي يمكن ان تكون داعمة فعليا للقضية الفلسطينية، لكن لدي احترازات حول تحالفات ارى بوضوح انها تجمع بين اقصى اليمين واقصى اليسار.
وهذا السؤال أخلاقي يجب ان يطرح في وضح النهار وان لا تكون الاغطية: غطاء قناه الجزيره، وغطاء قطر، وغطاء تركيا، وغطاء التحالفات الانتهازية غير الصريحة وغير المعلنة، بين اقصى اليسار واقصى اليمين لغاية اعادة انتاج سيناريوهات الربيع العربي…
هذا ما يزعجني.
من حقي ان اكون في وضع المحترز بصدد ما نشهده من تحركات اكاد اقول بانها بعيدة كل البعد عن الشفافية، بعيدة كل البعد عن الوضوح النظري، بعيدة كل البعد عن الصراحة التي من شانها ان تكون عقدا بين الطرف الفاعل والطرف المتابع… لان هنالك الراي العام وهنالك شعوب واجب ان نحترمها. عندما نطرح اي تحرك، علينا ان لا نكون في جبة المخاتل الجبان الذي يسعى الى تحقيق اهداف من خلال هذا التحرك، باستخدام المخادعة والمغالطة والانتهازية… هذه اكيد صفات ليست تتناسب مع نبل القضية الفلسطينية…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى