المغرب يشتعل ومطالب الشباب وصلت الى الادنى!!!

كتبت د. ليلى الهمامي
أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة لندن
بصدد ما يحصل حاليا في المغرب الشقيق، أردت ان أوضح مسالة كنت أشرت اليها في السابق ؛ وضع الشباب العربي وضع مهمش، وضع المضطهد اقتصاديا… الشباب العربي ممزق بين الاندفاع نحو الهجرة أو مغادرة الوطن، ونحو تعاطي المخدرات، ونحو المثير الارهابي والتعصب…
هو بكل تاكيد الفراغ الثقافي الذي يقود الى اشكال التطرف واشكال الانتحار النفسي…
وبقطع النظر عن مشروعية المطالب التي ترفعها الحركة الشبابية في الوطن العربي -ولو من حين الى اخر-، ولو بصفه غير منتظمة، تطل الحركة الشبابية برأسها في مناسبات… عندما تتازم الاوضاع، عندما تركد الاوضاع وعندما يكون الحراك الاجتماعي التقليدي في حالة خفوت، فتطفو الحركة الشبابية في شكل من اشكال الاحتجاج اليائس الذي لا يخلو من مرارة وشعور بالظلم والضيم والاضطهاد.
أعلم جيدا أن المطالب المشروعة تكون مطية لاطراف مشبوهة ومدخلا لتسرب الاجندات الاجنبية… لكن بقطع النظر عن هذا وذاك ، علينا أن نفهم ما يحصل، علينا ان نفكك ما يحصل وعلينا ان نفسح المجال لمناخات الحوار والتواصل، مع الشباب ومع كل الفئات المهمشة.
الأمر لا يتعلق فقط بالشباب،،، الأمر يتعلق بالهامشية لدى المجتمعات العربية…
انكسار حصل في جدار الوحدة الاجتماعية… هذا الانكسار ترجمته انهيارات الطبقات الوسطى… وانهيارات الطبقات الوسطى كُلفتها باهضة، لا فقط في مستوى السلم الاجتماعي، بل ايضا في مستوى التطرف، بل ايضا في مستوى العنف الذي من شأنه ان يدق اخر اسفين في نعش الحرية والامن القومي…
هذا ما يدفعني اليوم الى الدعوة الى فتح سبل وقنوات الحوار مع الشباب، الى الاحتضان الشباب، الى الاستجابة الى مطالبه.
المطالب التي رفعت في حراك جيل زاد في المغرب هي مطالب مشروعة تخص كل المجتمع ولا تخص فئه الشباب فقط…
عندما يطرح موضوع الصحة، عندما تطرح استحقاقات العناية بالصحة وصيانة صحة الافراد والعناية باجسادهم، هذا يسمى حق الحقوق؛ الحق الاساسي لحقوق الانسان…
الحالة الاجتماعية لم تكن لتكون ممكنة دون العناية بالجسد دون الاستجابة للحاجات الاولية والحاجات الاولية هي حاجات الجسد…
لذلك ضروري ان ننبه الى اللوبيات الجاثمة على صدر الشعوب العربية، لوبيات الطب، اللوبيات التي تتاجر بالصحة، التي تتاجر بالدواء، التي تتاجر بالعيادات والتي تضارب على المعدات الطبية…
الدول والدولة العربية مطالبة بان تكون الراعية لضعاف الحال وللطبقات الضعيفه، للطبقات الوسطى، وللطبقات الشعبيه.
هذه الطبقات، ان ترعاها في صحتها فهذا ادنى الواجبات … دونه يصبح وجود الدولة عبثي ولا معنى له…
نواصل… وأواصل شخصيا المتابعة، ولي عودة على هذا الملف، اعتبارا للمخاطر التي يمكن أن تقود اليه تحركات غير محسوبة النتائج، تحركات قد تشعل النار في عموم الاقليم. وهذا أمر يحتاج الى جملة من المراجعات من طرف الحكومات ومن طرف المؤسسات الضامنة والماسكة بزمام القرار وزمام الامور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى