مولد الرسول… إشراقة أبدية

أم عبدالوهاب
وُلِدَ الضياءُ، فأشرقت الأرجاء،
وبهى الوجودُ، وطابت الأسماءُ.
جاء الحبيبُ رحمةً مهداة،
فانجابت عن دربِ الورى الظلماء.
صلّى عليه اللهُ ما غرّدت الصبا،
وتلألأت في مكةَ الأضواء.
يا قمرًا منيرًا، ملأتَ الدنيا هدى ورحمة، فما بقي قلبٌ إلا أضاءه نورُك.
في يوم مولده شعّت بشائر قدومه، نورِ الهُدى والهداية، ليُخرجنا من ظلماتِ الشرك والضلال، والكبر والحقد والحسد، والفساد، إلى نور العدل والمساواة، والحبِّ والترابط، الذي غرسه بالفضيلة والأخلاق.
إشراقةٌ أبديةٌ تنير الدرب، فانقشعت ظلماتُ الجهل، وأشرقت الأرواح بأنوار الحبيب.
ما نقص ضياؤه يومًا، ولا خبا نوره لحظةً. فهو شمسُ النهارِ وقمرُ الليل، وقد وصفه الله تعالى بقوله: ﴿سِرَاجًا مُّنِيرًا﴾.
سراجٌ أبديٌّ يهدي الأممَ إلى الصراط المستقيم.
ما ذكرناك إلا واطمأنّت قلوبُنا، وما صلّينا عليك إلا وانفرجت همومُنا.
وكيف لا، وأنت الحبيبُ القريب، الذي جرت دموعُه خوفًا وحرصًا وشفقةً على أمته.
كنتَ دائمَ العطف عليهم، مشفقًا بهم، تدعو لهم، وتذرف الدموع من أجل نجاتهم، وترفع يديك بالدعاء:
«اللهم أمتي أمتي»،
فاستجاب لك من لا يغفل ولا ينام، وقال: «سنرضيك في أمتك ولا نسوءك».
لهذا لم تكن مجرد تاريخٍ يُروى، بل منهاجٌ يُحتذى… سيرةٌ عطرةٌ امتلأت بالنور والرحمة، حملت أعظم رسالة، وأدّت الأمانة، وبلّغت الدين، فكنتَ مثالًا للصدق والعطاء والصبر والرحمة.
يهدي القلوبَ، ويضيء الدروبَ