آلاف المصلين يصلون إلى الأقصى رغم موجة الحر الشديدة في القدس

يارا المصري
ضربت القدس موجة حر شديدة في الأسبوع الماضي، حيث تجاوزت درجات الحرارة 40 درجة مئوية،على الرغم من ذلك توافد آلاف المصلين إلى المسجد الأقصى لأداء صلواتهم. تحولت هذه الظاهرة إلى رمز للتفاني الديني والعزيمة، حيث امتلأ المسجد بالمصلين منذ ساعات الصباح الباكر، قادمين من مختلف أنحاء المدينة ومناطق الداخل.
روى أحد المصلين، محمد، البالغ من عمره 55 عامًا من القدس الشرقية، أنه وصل لأداء صلاة الفجر في الساعة 4:30 صباحًا، قبل شروق الشمس. وقال: “كان الحر لا يطاق، لكن الشعور بالوجود هنا، في هذا المكان المقدس، يستحق كل شيء.” وأضاف: “رأيت كبار السن والأطفال وحتى النساء الحوامل يصرون على الحضور، رغم التحذيرات الصحية. هذا يظهر مدى أهمية هذا المكان بالنسبة لنا.”
ومن الأمثلة الأخرى، فاطمة، البالغة من العمر 32 عامًا من الناصرة، التي جاءت مع عائلتها إلى القدس خصيصًا للصلاة في الأقصى. قالت: “سافرنا ثلاث ساعات بالحافلة، وكان الحر شديدًا جدًا، لكن بمجرد دخولنا إلى الساحة، شعرنا بالراحة. فقد وفر الأوقاف نقاطًا للمياه الباردة وأماكن للظل، مما ساعد كثيرًا.”
استعد موظفو الأوقاف الإسلامية، المسؤولون عن إدارة المسجد، مسبقًا لمواجهة موجة الحر. وشملت الإجراءات المتخذة: فتح نقاط لتوزيع المياه في جميع أنحاء الساحة، وتوفير أماكن للظل، وتواجد فرق طبية لمعالجة حالات الإجهاد الحراري أو الجفاف. قال أحد المسؤولين: “هدفنا هو تمكين كل مصلٍ من عيش قدسية هذا المكان بأمان.”
رغم الظروف القاسية، ظل الجو في المسجد هادئًا ووقورًا. حرص المصلون على النظام والنظافة، وتجنبوا إزعاج بعضهم البعض. قال خالد، مصلٍ دائم يبلغ من العمر 40 عامًا: “كلنا ندرك أننا هنا معًا، ويجب علينا الحفاظ على قدسية هذا المكان.”
يعد المسجد الأقصى، أحد أقدس الأماكن في الإسلام، ليس فقط مركزًا للصلاة، بل أيضًا رمزًا روحيًا وثقافيًا للمسلمين في جميع أنحاء العالم. قالت ليلى، البالغة من العمر 60 عامًا من القدس: “الأقصى ليس مجرد مسجد، إنه جزء من هويتنا. حتى الحر لا يمكن أن يمنعنا من المجيء إلى هنا. هذا هو المكان الذي نشعر فيه أقرب إلى الله.”
مع استمرار موجة الحر المتوقعة في الأسابيع القادمة، يأمل المصلون والطاقم على حد سواء أن تستمر الأجواء الوقورة. قال محمد: “نحن نصلي أن يخف الحر، ولكن حتى لو لم يحدث ذلك، سنستمر في المجيء. هذا المكان يستحق كل جهد.”
إن توافد آلاف المصلين إلى الأقصى رغم موجة الحر هو دليل على قوة المجتمع المسلم وعزيمة المؤمنين للحفاظ على قدسية المكان. الأجواء الهادئة والوقورة التي سادت رغم الظروف القاسية هي شهادة على قوة الإيمان والتعاون بين المصلين والطاقم.
مع انتهاء الأسبوع الحار، يأمل المصلون والطاقم أن تستمر الأجواء الإيجابية، وأن يبقى المسجد الأقصى مكانًا للصلاة والسلام والاحترام لكل من يأتي إليه.