تصاعد التوترات: إغلاق مسجد الأقصى مجددًا أمام المصلين والسماح بالدخول فقط للعاملين في الأوقاف

يارا المصري
على خلفية التصعيد الأخير في المنطقة وازدياد الهجمات المنسوبة لإيران، قررت الجهات الأمنية إغلاق المسجد الأقصى مجددًا أمام دخول المصلين، كإجراء احترازي ضمن خطة أمنية تهدف إلى منع تفجر الأوضاع في واحدة من أكثر النقاط حساسية في الشرق الأوسط.
ووفقًا للتعليمات الجديدة، سيسمح فقط للعاملين في دائرة الأوقاف الإسلامية بالدخول إلى المسجد، فيما تُمنع صلاة المصلين حتى إشعار آخر.
وأكدت إدارة الأوقاف الإسلامية في القدس أن هذا القرار جاء استجابة لتوجيهات أمنية طارئة، مشيرة إلى أن عودة الصلاة داخل المسجد ستكون مرهونة بتخفيف الإجراءات الأمنية وتحسن الظروف، على غرار التسهيلات الجزئية التي سُمح بها نهاية الأسبوع الماضي.
الخلفية: توتر إقليمي ومخاوف من انفجار أمني
يأتي هذا الإجراء في ظل أجواء مشحونة نتيجة تصاعد الهجمات المرتبطة بإيران وتزايد التوتر الإقليمي. ويُعد المسجد الأقصى أحد أبرز الرموز الدينية والوطنية في العالم الإسلامي، وغالبًا ما يكون مركزًا للتوترات والاحتكاكات خلال الأزمات الأمنية.
وقد شددت مصادر أمنية على أن الإغلاق لا يعني تغييرًا في الوضع القائم، بل هو إجراء مؤقت يهدف لحماية الأرواح ومنع أي اشتباكات محتملة قد تنفجر في باحات المسجد.
وقال مصدر أمني: “نتفهم حساسية الموضوع، لكن المسؤولية تفرض علينا اتخاذ خطوات حذرة لحماية الجميع. نأمل أن يكون هذا الإغلاق لفترة قصيرة فقط”.
في القدس الشرقية، أثار الإعلان استياءً واسعًا بين السكان والمصلين المعتادين على أداء شعائرهم في المسجد بشكل يومي.
وقال أحد سكان البلدة القديمة: “هذا المكان هو قلبنا، إغلاقه يعني قطع أرواحنا عن مصدر الطمأنينة”.
فيما دعا آخرون إلى إيجاد حلول أكثر توازناً، مثل السماح بالدخول المشروط أو تحديد الفئات العمرية بدلًا من الإغلاق التام.
من جهتها، أدانت السلطة الفلسطينية القرار واعتبرته “انتهاكًا خطيرًا للحقوق الدينية للفلسطينيين”، محذرة من تداعياته على الاستقرار في المدينة.
وفي العالم العربي، عبّرت جهات رسمية وشعبية عن قلقها، خاصة في الأردن الذي يتمتع بوصاية دينية على الأماكن المقدسة في القدس، حيث طالبت عمان بإعادة فتح المسجد فورًا.
حتى اللحظة، لم يتم الإعلان عن موعد واضح لإعادة فتح المسجد أمام المصلين، لكن مصادر من الأوقاف أكدت أن التنسيق مستمر مع الجهات المعنية، وأن التقييمات الأمنية الجارية هي التي ستحسم موعد رفع القيود.
ودعت إدارة الأوقاف إلى التهدئة وتفادي الاستفزازات، مؤكدة في بيان لها: “نحن ملتزمون بإبقاء المسجد الأقصى مفتوحًا للعبادة، ولكن دون تعريض حياة الناس للخطر. نسأل الله أن تمر هذه الأزمة بسلام وأن يُعاد فتح الأبواب قريبًا أمام جميع المصلين”.
حتى ذلك الحين، يبقى المسجد الأقصى – ثالث الحرمين الشريفين – مغلقًا أمام مئات الآلاف من المصلين، الذين يراقبون الوضع بأمل في أن تعود الأبواب مفتوحة قريبًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى