الصراع الإيراني الإسرائيلي والتدخل الأمريكي لضرب المنشآت النووية الإيرانية

بقلم/ العميد طيار الركن الدكتور
عبدالاله عبدالواسع الخضر
باحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية
الصراع ليس ثنائيًا فقط
إنّ الصراع الإيراني الإسرائيلي لا يُعد مجرد نزاع بين دولتين. بل هو جزء من شبكة معقدة من التوازنات والمصالح الإقليمية والدولية. وأي تصعيد عسكري ستكون له تداعيات خطيرة تتجاوز حدود البلدين لتشمل الشرق الأوسط بأكمله وتهدد استقرار النظام الدولي
أولًا_ المستفيدون دوليًا
الولايات المتحدة والدول الغربية هي المستفيد الأبرز من تصعيد هذا الصراع وذلك يعد. تعزيز الوجود العسكري في الشرق الأوسط بذريعة حماية الاستقرار. تنشيط تجارة السلاح حيث يتحول التوتر إلى سوق نشط لبيع الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية لدول الخليج وإسرائيل. إضعاف إيران سياسيًا وعسكريًا وتقليص نفوذها في العراق وسوريا واليمن ولبنان.
المستفيدون إقليميًا
إسرائيل وبعض الدول العربيةالمطلة على البحر الأحمر والدول الخليج خاصتاً المملكة السعودية والإمارات في التصعيد ضد إيران فرصة لتحقيق مكاسب استراتيجية
منها.إضعاف إيراني وعدم دعم الحوثيين وحزب
الله والحشد الشعبي.
تعزيز القدرات الدفاعية وتحسين الوضع الأمني الداخلي العربي. لكن هذه المكاسب هشة ومؤقتة إذا اتساع رقعة الحرب قد يؤدي إلى كارثة إقليمية يصعب احتواؤها.
والخاسر الأكبر الخليج
والشعوب العربية
حتى مع وجود بعض المكاسب الآنية فإن الخسائر ستكون جسيمة وتشمل. هجمات صاروخية محتملة على منشآت حيوية كما حدث في بقيق وخريص.
ارتفاع أسعار التأمين والوقود واضطراب الإمدادات.
ضرب المشاريع التنموية وعلى رأسها رؤية السعودية 2030.
يمكن توقف الاستثمارات وتراجع السياحة وارتفاع التوترات
الداخلية تفكك الدول العربية وتزايد التدخلات الأجنبية والمعاناة الإنسانية.
حتى من يظن أنه سيربح تكتيكيًا سيدفع لاحقًا ثمنًا استراتيجيًا باهظًا. ماالمطلوب من دول الخليج. لضمان الاستقرار وحماية المصالح الوطنية على دول الخليج.دعم
اتباع سياسة من اجل التوازن الرشيد. ضبط النفس وتجنّب الانخراط العسكري المباشر.
تعزيز التحالفات الإقليمية البناءة.
العمل على تهدئة الصراع لا تأجيجه. الأمن الحقيقي لا يُبنى على الرماد بل على رؤية استراتيجية تحفظ الأوطان وتخدم الشعوب.