“ذهب العيد… بين بريق الأمل وتقلبات السوق”

القاهرة- رينال عويضة
مُذيعة في الشأن الاقتصادي والتكنولوجي
مدرس بكلية الاعلام جامعة ٦ أكتوبر
في وقت يمر فيه العالم بتقلبات اقتصادية واضحة، أصبح من الطبيعي أن يبحث الناس عن الأمان، والذهب دائماً ما كان هو الخيار الأول.
فهو ليس مجرد معدن، بل رمز للقيمة والاطمئنان، لكن في الفترة الأخيرة، لم يعد الذهب مستقراً كما اعتدنا.
أسعاره ترتفع وتنخفض بشكل متكرر، وكأنه هو الآخر متأثر بحالة القلق في الأسواق العالمية.
مؤخراً أشار تقرير مجلس الذهب العالمي لشهر مايو 2025 إلى أن أسعار الذهب تأثرت بتوقعات استمرار التضخم في الولايات المتحدة، مما جعل المستثمرين يتجهون للتحوّط عبر المعدن الأصفر، وسط تذبذب ملحوظ في الأسواق العالمية.
أما في مصر، فالأمر لا يختلف كثيراً، أسعار الذهب تتغير يومياً، وأصبح الكثير من الناس يتابعونها مثلما يتابعون الأخبار أو الطقس.
وتُظهر بيانات بورصة الذهب المصرية أن السعر يتغير يوميًا بمعدلات تجاوزت أحيانًا 50 إلى 100 جنيه في الجرام الواحد، مما جعل المواطنين في حالة متابعة لحظية وتحفظ في قرارات الشراء.
ومع اقتراب عيد الأضحى، تبدأ حركة الشراء في الزيادة، سواء من أجل الزينة أو كهدايا بين الأقارب،ومع قلة المعروض في السوق بسبب ضعف الاستيراد، من المتوقع أن ترتفع الأسعار قليلاً خلال هذه الفترة.
لكن، لا توجد مؤشرات مؤكدة ،كل شيء أصبح مرتبطاً بتغيرات عالمية، مثل قرارات البنك الفيدرالي الأمريكي، وحالة الاقتصاد العالمي، وأيضاً التوترات السياسية.
كمذيعة تهتم بالشأن الاقتصادي، أرى أن دور الإعلام لا يقتصر فقط على نقل الأرقام، بل على توصيل المعنى وراءها.
المواطن لا يحتاج دائماً إلى تحليلات معقدة، بل يحتاج لمن يشرح له ببساطة ما يحدث، ويساعده على اتخاذ القرار.
في النهاية، الذهب اليوم لم يعد فقط زينة أو استثمار، بل أصبح قراراً يحتاج إلى تفكير وهدوء ،لأنه في عالم يتغير كل لحظة، لا يمكن الاعتماد فقط على البريق… فليس كل ما يلمع يُطمئن.