تعز الحزينة تبكي .. مجلس القيادة وتفاقم معاناة اليمنيين

العميد الركن الدكتور عبدالاله عبدالواسع الخضر
باحث في الشؤون السياسية والاستراتجية
منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي برئاسة الدكتور رشاد العليمي وعضوية سبعة آخرين دخلت المحافظات اليمنية المحررة مرحلة جديدة من التدهور الشامل لم تُحقق هذه القيادة الآمال التي علّقها عليها اليمنيون بل زادت معاناتهم واتسعت رقعة الفقر والجوع وانهارت الخدمات الأساسية في وقتٍ عصيب الشعب تحت وطأة أزمات كبيرة منذ فترة .
لقد أُنشئ المجلس كمحاولة لإعادة هيكلة السلطة وتوحيد الصفوف لمواجهة التحديات لكن الواقع أثبت أن غياب الكفاءة وكثرة الأعضاء وتفشي الفساد كانا سيدَ الموقف فبدلاً من العمل على إنقاذ الاقتصاد وتحسين أوضاع المواطنين انشغل القادة بالصراعات الداخلية وتقاسم النفوذ مما عمّق الانقسام وأفقد الدولة هيبتها ومكانتها.
المواطن اليمني اليوم يعيش في مجاعة حقيقية ليس فقط بسبب الحرب والظروف الإقليمية بل نتيجة مباشرة لسوء الإدارة وانعدام الرؤية وتغليب المصالح الشخصية على المصلحة الوطنية. الوظائف والمناصب لم تُمنح للكفاءات العلمية لكن تمنح وفقًا للمحسوبية والانتماءات مما حرم آلكثير من أصحاب المؤهلات وابعادهم عن المساهمة في بناء الوطن . ما أدى إلى تهميش عدد كبير من الكفاءات .
الجيش الوطني في مارب يعاني من الإهمال. الدولة تفقد سيادتها على الأرض والعملة المحلية تنهار بشكل متسارع. كل ذلك يحدث في ظل صمت رسمي وعجز كامل عن تقديم حلول حقيقية تُخرج اليمن من هذا النفق المظلم.
إن المرحلة الراهنة تتطلب إعادة تقييم شاملة لأداء القيادة الحالية والاعتراف بالفشل وفتح المجال أمام الكفاءات الوطنية المخلصة التي وضعت مصلحة اليمن فوق كل اعتبار. كما أن على المجتمع الإقليمي والدولي أن يتحمل مسؤوليته الأخلاقية والسياسية وممارست الضغط من أجل الدفع بعجلة الإصلاح السياسي الشامل
يبدأ من رأس السلطة لانقاذ اليمن .
ختامًا لا يمكن للوطن أن يُبنى على المحاصصة والتجريب بل يحتاج إلى قيادة حقيقية صادقة ذات كفاءة تنتمي إلى نبض الشعب وتعمل من أجل كرامته وحقه في العيش الكريم. الشعب اليمني من الشعوب العربية الأصيلة لكن في ظل التآمر يخسر الكثير.
( تعز الحضارة والثقافة)
دموع متظاهرة تكشف مأساة المدينة أجهشت إحدى المتظاهرات بالبكاء خلال وقفة احتجاجية في تعز احتجاجًا على تدهور الأوضاع الإنسانية وغياب الأمن والخدمات الأساسية ونقص حاد في المواد الغذائية والماء وايضّاً العائق الوحيد عدم قدرتهم المالية الشرائية للقوت الضروري .
موجة واسعة من التعاطف في المجتمع .
المشهد أثار تعاطفًا واسعًا في أوساط اليمنيين الذين عبروا عن استيائهم من الإهمال الحكومي لمعاناة المواطنين في المحافظات وخاصة مدينة تعز التي تعاني منذ سنوات من الحصار وتردي الخدمات دون حلول حقيقية.