خالد السلامي: قيادة واعية لجمعية أهالي ذوي الإعاقة نحو تمكين شامل

علاء حمدي
في خطوة تعكس التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بتمكين أصحاب الهمم وتعزيز دورهم في المجتمع، أُعلن عن فوز المستشار الدكتور خالد علي سعيد السلامي برئاسة مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة في الانتخابات التي أُجريت عام 2025 تحت إشراف وزارة تنمية المجتمع ودائرة الخدمات الاجتماعية.
جمعية أهالي ذوي الإعاقة: مسيرة من العطاء
تأسست جمعية أهالي ذوي الإعاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1996، بهدف دعم وتمكين ذوي الإعاقة وأسرهم. تسعى الجمعية إلى توفير بيئة شاملة تضمن حقوق هذه الفئة وتعزز مشاركتهم الفاعلة في المجتمع. من خلال برامجها ومبادراتها، تعمل الجمعية على تقديم الدعم النفسي والاجتماعي، وتنظيم الفعاليات التوعوية والثقافية، بالإضافة إلى التعاون مع الجهات الحكومية والخاصة لتطوير الخدمات المقدمة لذوي الإعاقة.
المستشار الدكتور خالد السلامي: مسيرة حافلة بالإنجازات
يحمل الدكتور خالد السلامي سجلًا حافلًا في مجال العمل الاجتماعي والإنساني. شغل منصب رئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة، وهو مؤسس ورئيس مجلس إدارة “تفاصيل” للاستشارات والدراسات الإدارية. كما يشغل منصب المدير العام لشركة “آر إم بي (تسهيل)” في أبوظبي. كما وتم تكريمه بعدة جوائز، منها جائزة الشخصية المؤثرة لعام 2023 في فئة دعم أصحاب الهمم.
قد يُدهش البعض من أن مسيرة الدكتور خالد السلامي لم تبدأ في مجال العمل الخيري أو التطوعي، بل في الإدارة المؤسسية. حصل على درجة الدكتوراه في إدارة الأعمال من المعهد البريطاني للاقتصاد والعلوم السياسية، مما منحه قدرة تحليلية ورؤية استراتيجية نادرة في قطاع العمل الإنساني. أسس لاحقًا شركة “تفاصيل” للاستشارات والدراسات الإدارية، وتولّى إدارتها، إلى جانب إشرافه على شركة “تسهيل” للخدمات الحكومية.
لكنه لم يلبث طويلًا حتى جذبته قضايا المجتمع، وخصوصًا تلك المتعلقة بالفئات الخاصة التي بحاجة إلى من يدعمهم. ومع الوقت، أصبح واحدًا من أبرز المدافعين عن حقوق أصحاب الهمم، وشارك في مؤتمرات محلية ودولية تُعنى بدمج ذوي الإعاقة وتمكينهم من كافة النواحي. ومثلما يقول هو دائمًا: “احتضان أصحاب الهمم ليس التزامًا وظيفيًا، بل خيارًا إنسانيًا وروحيًا”.
ماذا يعني فوزه في رئاسة الجمعية؟
فوز الدكتور السلامي لم يكن مفاجئًا لمن يعرفون الحراك المجتمعي عن قرب، لكنه مثّل لحظة فارقة من حيث التوقيت والظروف. في وقت تُواجه فيه جمعيات المجتمع المدني تحديات متشابكة: تمويل محدود، منافسة مؤسساتية، وتغير في أولويات المجتمع، جاء هذا الفوز ليعيد بوصلة الاهتمام إلى أساسيات العمل المجتمعي: الحضور، المبادرة، والرؤية.
أُجريت الانتخابات بإشراف رسمي من الجهات المختصة، في أجواء شفافة ونزيهة، وكان الملف الذي قدّمه السلامي حافلًا بخطط عملية تُعالج أولويات المرحلة القادمة: من تطوير خدمات الدعم الأسري، إلى تفعيل دور الجمعية في صياغة السياسات، وصولًا إلى إدماج التكنولوجيا في تسهيل حياة أصحاب الهمم.
ولعل أبرز ما ميز برنامج السلامي الانتخابي هو تركيزه على “دمج العائلة”، لا الفرد فقط. فهو يرى أن التمكين الحقيقي لا يحدث في مركز التدريب وحده، بل يبدأ من البيت، مرورًا بالمدرسة، وينضج في سوق العمل. ولذلك دعا إلى إنشاء منصات توجيه إلكترونية لأهالي ذوي الإعاقة، تساعدهم في اختيار البرامج، ومتابعة التقييم، وحتى الإبلاغ عن التحديات اليومية.
رؤية مستقبلية لتعزيز دور الجمعية
مع تولي الدكتور السلامي رئاسة مجلس إدارة الجمعية، يُتوقع أن تشهد الجمعية تطورًا في برامجها ومبادراتها، مع التركيز على تمكين ذوي الإعاقة وأسرهم، وتعزيز الشراكات مع الجهات المعنية، وتوسيع نطاق الخدمات المقدمة. كما يُتوقع أن تستمر الجمعية في تنظيم الفعاليات التوعوية والثقافية، والمشاركة في المبادرات الوطنية والدولية التي تهدف إلى دعم ذوي الإعاقة.
يُعد فوز الدكتور خالد السلامي برئاسة مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة خطوة مهمة نحو تعزيز دور الجمعية في دعم وتمكين ذوي الإعاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة. ومن خلال خبرته الواسعة والتزامه بقضايا أصحاب الهمم، يُتوقع أن يقود الجمعية نحو تحقيق المزيد من الإنجازات في هذا المجال الحيوي.
كلمة أخيرة
حين يُسأل الدكتور خالد السلامي عن طموحه، يجيب غالبًا: “أن يأتي يوم لا تكون فيه جمعيات كهذه ضرورة… بل مجرد تذكير جميل بأننا انتصرنا على العجز الاجتماعي”. كلماته هذه تلخص فلسفة قيادة تُراهن على الوعي، لا الشفقة؛ وعلى الحقوق، لا التبرعات.
قد تكون الجمعية بدأت ككيان صغير منذ ثلاثين عامًا، لكنها اليوم، تحت قيادته الجديدة، تتجه لتكون منصة استراتيجية تُعيد تعريف مفهوم التمكين في العالم العربي
عضو الامانه العامه للمركز العربي الأوربي لحقوق الإنسان والقانون الدولي وممثل عنه في دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة.