مأمون الشناوي يكتب: ماذا جري لنا !!

كنت أتابع فيلم ( في بيتنا رجل ) ، للراحل العظيم { إحسان عبد القدوس } ، أسرة مصرية عادية ، متوسطة الحال ، الزوج موظف في إحدي المصالح الحكومية ، لكنه يرتدي بدلة كاملة ورابطة عنق ، ولايخرج من البيت إلا بها ، والزوجة ربة منزل ، ولديهم شغالة ، فتاة ريفية تقيم معهم ، تنجز شغل البيت ، والبيت واسع رحيب ، حجرة للمسافرين ، وحجرات للبنات والزوجين والولد الوحيد !!.
العلاقات حميمية راقية بين الجميع ، الزوج والزوجة تحكمهما علاقة هي مزيج من الصداقة والأخوة والحب ، عندما ينادي الأب علي ابنته ، تجيبه ( أفندم يابابا ) ، لا نقاب ولاحتي حجاب ، وإنما اعتدال في المظهر ، واحتشام عقلي وأخلاقي وذوق رفيع !!.
عندما فاجأهم الشاب الفدائي الهارب من البوليس ، للاختباء عندهم ، صافحه الجميع مرحبين بحفاوة ، ولم تمتنع واحدة منهن عن مصافحته بحجة أنه رجل غريب ، سيدة المنزل اعتبرته منذ اللحظة الأولي إبناً لها ، وشقيقاً لابنها الوحيد ، وكثيراً ماكانت تردد ( ربنا يطمن قلب أمك عليك ياضنايا ) ، وعندما عزم علي الرحيل ، ومغادرة البيت إلي المجهول ، أعطته مصحفاً صغيراً ليحميه من غدر الغادرين ، بينما منحه الزوج مبلغاً من المال لتدبير أموره به !!.
كان هذا هو حال الطبقة المتوسطة المصرية ، والتي تشكل العمود الفقري للمجتمع ، والتي ترتكز عليها البلاد في نهضتها وتقدمها ، وحتي في نضالها ضد المحتل ، هذه الطبقة كانت هي الرصيد الانساني والاحتياطي الحقيقي للوطن ، والذي لاينفد أبداً ، وتلك كانت سماتها وأخلاقها وعلاقاتها !!.
فأين ذهبت تلك الطبقة ، وماذا جري لنا ياسادة !!.