مصر الجديدة تشهد ختام إعداد القادة لاستثمار الابداع عند الاطفال

القاهرة – هبه الخولي
اختتمت الدكتورة منال علام رئيس المركزية لإعداد القادة الثقافيين ظهراً فعاليات الورشة التثقيفية ” استثمار الإبداع عند الأطفال ” للعاملين بقصور الثقافة بمصر الجديدة مشيرة أن للمبدعين مكانة هامة في تطوير المجتمعات وتقدُّمها باعتبارهم من أهم القوى في مواجهة التحديات التي نعاني منها كالجهل والبطالة وعمالة الأطفال وغيرها.
فهو سلاح قوي نواجه به الملل الذي نعاني منه نتيجة التطور الذي نشهده على كافة الأصعدة. ويجب أن نوجه اهتمامنا الدائم حول النوع وليس العدد، فمستقبل الأمم لا يتعلق فقط بعدد القوى العاملة؛ بل بنوعيتهم وطرق تفكيرهم، للكشف عن المبدعين في عمر مبكر لتأمين ما يلزمهم من برامج تعليمية وتربوية لاستثمار ما لديهم من طاقات على أفضل وجه. فلا مجال للشك أنَّ الإبداع موجود لدى كل الأطفال دون استثناء ، فجميعهم لديه القدرة على الابتكار والتفكير، وعلى الرغم من اختلاف هذه القدرة وتفاوتها إلا أنَّها موجودة، وعلينا بصفتنا مربين اكتشافه و تطويره وتنمية قدراتهم الإبداعية .
وعلى صعيد موازي أوضحت الدكتورة نهى سويلم دكتوراه الصحة النفسية واستشاري تدريب مؤسسي في آخر محاضرات الورشة أن تنمية وتطوير الإبداع والتفكير الإبداعي عند الأطفال ينبت بالتشجيع ومساعدة الأطفال على تطوير وتنمية الإبداع والتفكير الإبداعي لديهم، فالنشاط الإبداعي مثله مثل أي سلوك إنساني يتحقق من خلال إبعاد الأطفال عن كل ما يعوق تفكيرهم ويقف في وجه سيل الأفكار عبر مواجهة التحديات التي تعيق الإبداع ودور المشكلات الأسرية على تطور ونمو الأبداع لدى الطفل وما ينتج عنه من انفعالات ناتجة عن القلق والخوف من رد فعل الأهل عن أفعالهم .
وهو ما يستوجب تحفيز الأطفال على التفكير من خلال توجيههم عبر طرحهم للأسئلة، فالمعروف أنَّ الأطفال يسألون كثيراً ومن الخطأ أن نعطيهم مباشرةً إجابات أو حلولاً دون تحريضهم ومساعدتهم على تقديم الأدوات اللازمة لإيجاد الحل بأنفسهم.
كما يجب تعويد الأطفال أنَّ الأفكار مرنة وليست جامدة يتم تحقيق ذلك للطفل عبر مشاركته بألعاب مختلفة فردية وجماعية تتطلب منه انتباهاً وتذكُّراً وتصوُّراً وغيرها من العمليات العقلية التي تُحتِّمها المرونة، وتنمية حساسية الأطفال تجاه المشكلات من خلال تعريضهم لمواقف إشكالية ونشاطات صعبة وتحفيزهم لإيجاد حل لها وإعطاء مثال لمساعدتتهم على هذه النقطة، فعلى سبيل المثال بعد ملاحظتك وجود استعداد لدى طفلك للرسم، واجهه بمشكلة عدم وجود ورقة مثلاً أو قلم، ففي هذه الحالة سيبحث الطفل عن الحلول الممكنة أمامه، وهذا ما يدفعه للتفكير بطريقة مبتكرة، وهنا يجب الانتباه إلى عدم تصعيب الأمور كثيراً على الطفل حتى لا يصيبه الإحباط.
وانه من الأهمية بمكان الابتعاد كل البعد عن وسائل التربية القسرية القائمة على العنف والتسلط والقهر والتمييز وتنميط الدور الجنسي، والاعتماد الكبير على التعليم غير المباشر من خلال استغلال الأحداث ومجريات الحياة اليومية لتحقيق ذلك.
خاتمة الورشة بأهمية أن لا نجعل من مشاعر أطفالنا وانفعالاتهم عُرضةً للاستغلال، وأن لا نستخف بها ؛ لذلك لا نخوِّف الطفل بأحد الأشخاص، أو نربط الخوف بأحد المواقف، لأننا بذلك تعبث بحواسه ومشاعره.
صحيح أنَّ الخوف عامل هام في التهذيب الاجتماعي، وبالتأكيد لا يجب أن يكون موقف الطفل تجاه العقاب قائماً على عدم المبالاة، ولكن في الوقت نفسه لا يجب أن يكون قائماً على التخويف والترهيب؛ لذا، يجب أن يكون خوفاً منطقياً يجعل الطفل يضطرب في حال تصرَّف تصرُّفاً سيئاً أو أخلَّ بأحد القواعد الاجتماعية، لا أن يجعله في حالة هلع.
لا يمكن للوالدين معرفة كل خبرة قد تسبب الخوف لأطفالهم، ولكن يجب عليهما أن يكونا منبع الثقة لهم؛ وذلك ليتمكن هؤلاء الأطفال من التعبير عن مخاوفهم، وهذه أول خطوة لتجاوزها، فمن واجب الأهل مساعدة الطفل على تجاوز مشاعر الخوف التي يشعر بها، ودعمه عند تعرضه لتجربة مخيفة، وليس المبالغة في حمايته لدرجة حبسه ومنعه من خوض الحياة بمواقفها المختلفة؛ لأنَّ هذا الخوف وهذه المواقف هي التي ستحسن تصرفاته في نهاية المطاف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى