صراع أثرياء باريس.. ناصر الخليفي يُثير أزمة بين قطر وفرنسا

 

تدرس قطر إبطاء وتيرة استثماراتها في فرنسا، بالتزامن مع توجيه اتهامات لعضو مجلس إدارة صندوقها السيادي “جهاز قطر للاستثمار” ناصر الخليفي بإساءة استخدام السلطة.

يخضع ناصر الخليفي، بصفته رئيس شركة قطر للاستثمارات الرياضية التابعة للسيادي القطري، منذ الأربعاء الماضي للتحقيق الرسمي أمام سلطات القانون الفرنسية، في قضية تتعلق بمجموعة لاغاردير الإعلامية الفرنسية، التي يعد جهاز قطر للاستثمار مساهمًا رئيسًا فيها من خلال شركة قطر للاستثمارات وتطوير المشاريع القابضة.

ناصر الخليفي وصراع أثرياء فرنسا
ووجهت السلطات الفرنسية لرجل الأعمال القطري ناصر الخليفي 51 عامًا، تهمة التواطؤ في شراء أصوات وإساءة استخدام السلطة للتأثير على قرارات مجلس إدارة مجموعة لاغاردير.

وتعود جذور القضية إلى العام 2018 عندما دخل ناصر الخليفي على خط الصراع بين اثنين من أشهر مليارديرات فرنسا المتواجدين داخل مجلس إدارة لاغاردير، وهما قطب الإعلام فينسينت بولور وقطب السلع الفاخرة وبرنارد أرنو.

وفي 2018 كان ناصر الخليفي رئيسًا لجهاز قطر للاستثمار، ووفقًا للاتهامات المزعومة تواصل معه رئيس مجلس إدارة مجموعة لاغاردير، أرنو لاغاردير للحصول على دعمه في عملية تصويت داخل مجلس إدارة المجموعة، من خلال سلطته على “شركة قطر للاستثمارات وتطوير المشاريع القابضة”.

وأفاد تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية، بأن ناصر الخليفي تدخل لتغيير قرار شركة قطر للاستثمار وتطوير المشاريع القابضة إذ صوتت في 24 أبريل 2018 لصالح مقترحات مقدمة من قبل صندوق أمبر كابيتال المدعوم من الملياردير فينسينت بولور، وفي يوم 29 أبرير قامت بتغيير موقفها لصالح مقترحات أرنو لاغاردير ووقتها كان مدعومًا من الملياردير برنارد أرنو، خامس أغنى رجل في العالم.

قطر تدافع عن ناصر الخليفي
ونفى ناصر الخليفي هذه الاتهامات جملة وتفصيلًا، ومن جانبه أكد جهاز قطر للاستثمار أنه لا يتدخل في الأمور اليومية التي تتعلق بالشركات التي يمتلك فيها حصصًا، إذ تقع مهمة إدارة هذه الأمور على عاتق المديرين التنفيذيين في هذه الشركات وليس من قبل أعضاء مجلس إدارة الجهاز مثل ناصر الخليفي.

وتابع جهاز قطر للاستثمار، الذي يدير أصولًا بقيمة تتجاوز الـ510 مليارات دولار: بناءً عليه لم يكن للخليفي أي دور للتأثير على قرارات جهاز قطر للاستثمار أو أي جهة تابعة فيما يتعلق بشركة لاغاردير.

يذكر أنه سبق وأن تعرض ناصر الخليفي لاتهامات تتعلق بقضايا فساد وإساءة استخدام للسلطة، ففي فبراير 2023 جرت تبرئته من التورط في قضية فساد تتعلق بعرض قطر لاستضافة كأس العالم لألعاب القوى لعام 2017، كما وُجهت له اتهامات قبل عامين ونصف من الآن بالفساد في قضية تتعلق بحقوق وسائل الإعلام في كأس العالم.

من هو ناصر الخليفي؟
وناصر الخليفي هو لاعب تنس سابق، ويشغل حاليا عدة مناصب من بينها رئيس مجلس إدارة نادي باريس سان جيرمان، ورئيس اتحاد قطر للتنس والاسكواش، وعضو مجلس إدارة الدوري الفرنسي لكرة القدم للمحترفين، كما أنه عضو في اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم ورئيس رابطة الأندية الأوروبية.

ويشغل ناصر الخليفي منصب رئيس مجلس إدارة مجموعة “بي إن” الإعلامية، التي تعمل في نحو 43 دولة حول العالم. ووفقًا للقانون الفرنسي فالخليفي لا يزال مشتبهًا به وجهت إليه تهمًا أولية، ما يعني أنه قد يفرج عنه حال لم تسفر التحقيقات توجيه اتهامات رسمية تقتضي مثوله أمام المحكمة المختصة بالقضية.

قطر تهدد فرنسا بسحب استثماراتها
وأفادت تقارير لصحيفة الجارديان البريطانية وشبكة “آر أم سي” الفرنسية، بأن قطر هددت بسحب استثماراتها من فرنسا وتحديدًا من نادي باريس سان جيرمان، المملوك لشركة قطر للاستثمارات الرياضية، وشبكة “بي إن”، في ضوء شعورها بالاحباط مما اسمته نقص الدعم في فرنسا، ومحاولات لابتزازها عبر إفتراءات قانونية .

وقالت مصادر لـ” الجارديان” إن شركة قطر للاستثمارات الرياضية تدرس خفض استثماراتها في السوق الفرنسية، كجزء من تحرك أوسع للتركيز القطري على الاستثمار خارج فرنسا.

وباعت شركة قطر للاستثمارات الرياضية حصة بنحو 12.5٪ في نادي باريس سان جيرمان في نهاية 2023 إلى شركة Arctos Sports Partners الأمريكية، وبالتالي قطر بدأت بالفعل إبطاء استثماراتها في فرنسا منذ أكثر من عام ضمن استراتيجية جديدة لا علاقة لها بخضوع ناصر الخليفي للتحقيق داخل فرنسا، وفقًا لتقرير لشبكة (ايه اس بي إن) الأمريكية.

وتمتلك قطر حاليًا حصة في النادي الفرنسي الشهير بقرابة 87.5٪، فيما يقدر إجمالي استثماراتها في فرنسا بنحو 30 مليار دولار، الأغلبية العظمى منها استثمارات حكومية من خلال جهاز قطر للاستثمار وشركاته التابعة، وتغطي هذه الاستثمارات العديد من القطاعات الحيوية مثل الرياضة والخدمات المالية والعقارات والتجزئة والنقل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى