قلبٌ يعيد تشكيل المعنى
بقلم : سحر الزارعي
في زحمة الأيام، ونحن نعبر بين اللحظات، نكتشف أن المعنى الحقيقي للحياة ليس في الأشياء الكبيرة التي نسعى إليها، بل في التفاصيل الصغيرة التي نغفل عنها. في تلك الإيماءات البسيطة التي تُذكرنا أن الحب هو البداية والنهاية، وأن كل ما بينهما مجرد محاولات للبحث عن الذات.
الحب، بكل أشكاله، هو اللغة التي لا تخطئ أبدًا. إنه يختبئ في نظرة صادقة، في لحظة نمنح فيها أنفسنا مساحة للتأمل، أو في إشارة صغيرة تحمل ما تعجز الكلمات عن قوله. عندما نُشكّل أيدينا على هيئة قلب، فإننا لا نرسم مجرد شكل؛ نحن نخلق حوارًا صامتًا بيننا وبين العالم، نقول فيه: “أنا هنا، ما زلت أؤمن، وما زلت أحب.”
الحياة ليست سباقًا للوصول، بل دعوة لإعادة اكتشاف ما نحمله في داخلنا. في قلب كل إنسان مساحة مليئة بالأسئلة التي لا إجابة لها، والأحلام التي لم تتحقق بعد، والذكريات التي تسكننا دون أن نعي. لكن في لحظة صافية، عندما نتوقف لنُعيد تشكيل الحب في دواخلنا، نفهم أن الإجابات لم تكن يومًا الهدف. الرحلة بحد ذاتها هي المعنى.
هذه ليست مجرد دعوة للآخرين، بل هي رسالة لنا جميعًا: لا تخافوا من مواجهة أنفسكم. افتحوا قلوبكم للحياة كما هي، بكل جمالها وفوضاها. اجعلوا من هذا العام فرصة لإعادة تشكيل حبكم، لأنفسكم ولأحلامكم، وامنحوا الضوء مساحة لينساب من داخلكم. ففي النهاية، الحياة ليست سوى انعكاس لما نحمله في قلوبنا.