تفاؤل التجار في أعياد الميلاد وتسهيلات الشحن تبعث الأمل في انتعاش السوق

 
يارا المصري
مع اقتراب موسم الأعياد ورأس السنة الميلادية، يتطلع تجار البلدة القديمة في القدس إلى تحسن الأوضاع الاقتصادية بعد فترة طويلة من التحديات. فالأجواء الاحتفالية والزخم المتوقع من الزوار يعززان آمال التجار بانتعاش الأسواق المحلية، وسط تفاؤل حذر يتخلله القلق من استمرار التوترات في المنطقة.
خلال مقابلات مع عدد من التجار، عبّر أحدهم عن تفاؤله قائلًا: “نأمل أن تجلب الأعياد الزوار إلى البلدة القديمة ليستمتعوا بالأجواء المميزة، ويتعرفوا على ما نقدمه من بضائع وخدمات فريدة.” وأضاف أن تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما قرب المسجد الأقصى، يُعد شرطًا أساسيًا لتشجيع السياحة وجذب المزيد من الزبائن.
التجار شددوا أيضًا على أهمية الحفاظ على النظام العام والأجواء الهادئة في البلدة القديمة، معتبرين ذلك عاملًا رئيسيًا لإنعاش الحركة التجارية وتعزيز الاقتصاد المحلي الذي يعاني منذ فترة طويلة من التباطؤ.
تحول لوجستي: ميناء العقبة كنافذة جديدة للتجارة الفلسطينية
في خطوة لدعم الاقتصاد الفلسطيني، بدأت حاويات البضائع الفلسطينية بالعبور عبر معبر الكرامة (جسر الملك حسين) باستخدام ميناء العقبة الأردني على البحر الأحمر. هذا التحول جاء كحل للتخفيف من الضغط على الموانئ الإسرائيلية، مثل مينائي حيفا وأسدود، التي كانت المصدر الرئيسي لاستيراد البضائع إلى الأراضي الفلسطينية.
وفقًا للاتحاد الأوروبي، تهدف هذه الخطوة إلى تسريع إجراءات الشحن، خفض التكاليف، وتحسين جودة السلع التي تصل إلى المستهلكين. حيث كانت البضائع تواجه تأخيرات طويلة ومخاطر التلف بسبب إجراءات التفتيش المعقدة في الموانئ الإسرائيلية.
من مزايا استخدام ميناء العقبة:
خفض التكاليف: يُتوقع أن يقلل استخدام ميناء العقبة من تكاليف الشحن بنسبة تصل إلى 40% مقارنة بالشحن عبر الموانئ الإسرائيلية.
تسريع الإجراءات: البضائع القادمة من الصين ودول شرق آسيا ستصل بشكل أسرع، مما يقلل من زمن التسليم ويحسن جودتها.
تعزيز الصادرات: هذه التسهيلات من شأنها تحسين القدرة التنافسية للمنتجات الفلسطينية في الأسواق الدولية.
تجري حاليًا أعمال تطوير معبر الكرامة في محطاته الثلاث: الفلسطينية، الإسرائيلية، والأردنية، لزيادة كفاءته واستيعاب المزيد من البضائع. رئيس الهيئة العامة للمعابر الفلسطينية أشار إلى أن هذه التوسعات ستساعد على تخفيف التكدس وتقليل فترات الانتظار، لكنها تحتاج إلى أشهر لإنجازها بالكامل.
يرى الخبراء أن هذه التحسينات اللوجستية، إلى جانب النشاط المتوقع خلال موسم الأعياد، قد تشكل دفعة إيجابية للأسواق الفلسطينية، خاصة في البلدة القديمة بالقدس. ومع ذلك، فإن استمرار التحسن الاقتصادي يتطلب استقرارًا أمنيًا أكبر، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية وتعزيز التعاون الإقليمي.
يحمل موسم الأعياد بارقة أمل لتجار البلدة القديمة، فيما يفتح ميناء العقبة نافذة جديدة للتجارة الفلسطينية. ومع استمرار الجهود لتحسين الظروف اللوجستية والاقتصادية، يبقى الاستقرار السياسي والأمني العامل الحاسم لتحقيق نمو مستدام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى