روان العدوان تكتب: الأهرامات وأسطورة العمالقة
”عند دراسة أي مادة، يجب علينا الاعتماد على الحقائق، وليس على ما نؤمن به.” – برتراند رسل.
تداولت مؤخرًا فيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي، تم إنشاؤها باستخدام الذكاء الاصطناعي، تشير إلى أن العمالقة هم من بنوا الأهرامات. ورد ذكر العمالقة في الكتاب المقدس اليهودي، التوراة، في سفر التثنية. وهم قبيلة قديمة ذُكرت في العديد من النصوص التاريخية والدينية، ويُعتقد أنهم كانوا يعيشون في مناطق مختلفة من الشرق الأوسط. في بعض الروايات، يُعتبر العمالقة من الجبابرة المعروفين بقوتهم وشجاعتهم. هناك إشارات إلى العمالقة في الكتابات القديمة، حيث يُعتقد أنهم كانوا يتواجدون في الأراضي المجاورة لمصر. ومع ذلك، لا يوجد دليل علمي على وجودهم. إذا كان العمالقة هم من بنوا الأهرامات، فأين كانت تسكن هذه الأقوام، وأين قبورهم؟ حتى الآن، لا توجد أدلة على أماكن تواجدهم، ولا يوجد أثر واحد يشير إلى قبورهم أو ملابسهم.
ورد ذكر العمالقة بطريقة أخرى في القرآن الكريم، حيث أشار إليهم بالجبابرة وأنهم أولي بأس شديد، ولكن هذه الإشارة تشير إلى قوة العزم والإرادة والصبر، وليس إلى طولهم الفارع أو أنهم كانوا عمالقة. القوة تكمن في ذكاء الإنسان وقوة إرادته. الإيمان يعطي الإنسان العزم والإرادة والقوة. كما أشار القرآن إلى قوم عاد، “أرم ذات العماد”، الذين لم يُخلق مثلهم في البلاد، لكن حتى الآن لم يتم العثور على أثر لهم. بالإضافة إلى قوم ياجوج وماجوج، الذين يُقال إنهم موجودون في باطن الأرض، ولكن لا يوجد دليل على وجودهم حتى الآن.
في عصرنا الحالي، استطاع الإنسان أن يبني الأبراج العالية التي تفوق طول الإنسان العادي بمئات المرات. واستطاع الوصول إلى الفضاء، اخترع الكمبيوتر وتوصل إلى الذكاء الاصطناعي وصناعة الروبوتات، لكن هذا لا يعني أن العمالقة قد جاءوا وبنوا هذه الأبراج العالية. إن الله قد خلق الإنسان بعقل ليتفكر به، وميزه عن بقية المخلوقات، حيث إن العقل البشري ليس له حدود ،قادر على الابتكار والإنجاز.
من منا لم يدرس عن تاريخ الأهرامات المصرية في المدارس؟ هذا الإرث الحضاري الذي يعتبر من أعظم المعالم الأثرية في العالم، حيث يعكس عبقرية الحضارة المصرية القديمة وتاريخها العريق. تقع هذه الأهرامات في منطقة الجيزة، وتحديدًا بالقرب من العاصمة المصرية القاهرة، وتُعد أهرامات خوفو، وخفرع، ومنقرع من أبرزها. تم بناء هذه الأهرامات كقبور للملوك الفراعنة، ولربما بُنيت لأهداف أخرى لم يُكتشف سرها بعد. ما يميز الأهرامات هو تصاميمها المعقدة والمميزة، بالإضافة إلى بنائها الضخم، حيث استخدم الفراعنة ملايين الكتل الحجرية لبناء هذه الهياكل الضخمة، وقد شارك فيها آلاف العمال. كان يُعتبر العمل في بناء الأهرامات شرفًا عظيمًا، حيث كان العمال يحصلون على أجور جيدة ويُقدم لهم الطعام والسكن
جاء العلم ليكذب الخرافات والاساطير ، لقد اثبتت تحاليل ال الجينات الوراثيه للمومياءات،ان المصريين المعاصرين هم من نفس السلالة ، يبقى السؤال: لماذا ظهرت خرافة العمالقة هذه الأيام وما الهدف من نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وربطها بالأهرامات؟
إن الأهرامات ليست مجرد هياكل حجرية، بل هي تجسيد لقصص وأحداث تاريخية غنية تستحق الاستكشاف والدراسة، وهي دليل على عبقرية المصريين العرب آنذاك،