خبير مصري: تشاد تضع نقطة النهاية للوجود الفرنسي في ساحل افريقيا

القاهرة- سعيد زينهم
اعتبر الدكتور رامي زهدي، الخبير المصري في الشؤون الأفريقية، أن إعلان تشاد إنهاء تعاونها العسكري مع فرنسا، وطلبها إنهاء الوجود العسكري الفرنسي على أراضيها، يشكل نقطة تحوّل في علاقة فرنسا مع واحدة من أبرز دول الساحل الإفريقي.
وقال زهدي في تعليق على إعلان تشاد إنهاء التعاون الدفاعي مع فرنسا: هذا الإعلان يحمل أبعادًا سياسية واستراتيجية تتجاوز تأثيره المحلي ليعيد تشكيل المشهد الأفريقي والعلاقات الفرنسية مع القارة السمراء”.
وأضاف أن تشاد تاريخيًا تعتبر واحدة من أكثر الدول التي اعتمدت على فرنسا في المجالين العسكري والسياسي.
ومنذ استقلال تشاد عام 1960، يتابع، ظلت باريس تلعب دور الحامي للشأن الأمني التشادي، خاصة في ظل عدم الاستقرار الداخلي وتنامي التهديدات الإرهابية في منطقة الساحل.
ومستدركا: “ومع ذلك باتت الأصوات المعارضة للوجود الفرنسي تتزايد في السنوات الأخيرة، نتيجة لتراجع الثقة الشعبية في نوايا فرنسا وقدرتها على تقديم حلول مستدامة للأزمات الأفريقية”.
ولفت الخبير المصري إلى أن “هذا القرار يعكس تصاعد التيار السياسي الذي يطالب بالتحرر من النفوذ الفرنسي، ويأتي متماشيًا مع موجة من المواقف المماثلة التي شهدتها المنطقة، كما حدث في مالي وبوركينا فاسو”.
وبالنسبة له، فإن “إعلان تشاد إنهاء علاقتها العسكرية مع فرنسا ليس مجرد حدث عابر، بل هو مؤشر على تحول جذري في علاقة أفريقيا مع القوى الاستعمارية السابقة”.
«ضربة جديدة»
وأوضح الخبير المصري أن انسحاب فرنسا من تشاد يشكل ضربة جديدة لاستراتيجيتها في منطقة الساحل، حيث ظلت فرنسا تعتمد على قاعدة تشاد كمحور لعملياتها في مواجهة الإرهاب.
وأوضح أنه “مع تقليص وجودها في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، يبدو أن نفوذها التقليدي يتعرض لتراجع كبير، ما يضعف قدرتها على حماية مصالحها الاقتصادية والسياسية في ساحل أفريقيا”.
وتوقع أن يؤدي انسحاب فرنسا إلى خلق فراغ أمني قد تسعى أطراف دولية أخرى لملئه، مثل روسيا والصين، خصوصا أن موسكو باتت، من خلال مجموعة فاغنر وغيرها، تُظهر حضورًا متزايدًا في الدول الأفريقية التي تطالب بالتحرر من النفوذ الفرنسي.
وأشار إلى “تعرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لضغوط داخلية متزايدة بسبب الانتقادات الموجهة لفشل فرنسا في الحفاظ على علاقاتها الأفريقية وتعزيز دورها كمحور استقرار في المنطقة”.
ووفق الخبير، فإنه “من المتوقع أن تستغل المعارضة الفرنسية هذه التطورات لإظهار ضعف استراتيجية ماكرون الخارجية”.