حماس وحزب الله: بين المسؤولية الوطنية والمعاناة الإنسانية

 
لا يتوفر وصف للصورة.
يارا المصري
بينما تتخذ الحكومة اللبنانية وحزب الله خطوات نحو تهدئة الأوضاع على الحدود الشمالية للبنان وإيجاد حلول دبلوماسية للصراع، تستمر حركة حماس في غزة في تبني نهج الصراع العسكري المستمر، وسط انتقادات متزايدة لسياساتها التي يُنظر إليها على أنها تهمل معاناة السكان المدنيين في القطاع.
في خطوة نادرة في سياق الشرق الأوسط، أبدى حزب الله استعداده للدخول في مفاوضات تهدف إلى إنهاء القتال على الحدود مع إسرائيل، مشددًا على أهمية حماية المواطنين اللبنانيين وتخفيف معاناتهم. وأكد الحزب أن مسؤوليته تجاه الشعب اللبناني تقتضي السعي نحو تحقيق الأمن والاستقرار، وهو ما لاقى ترحيبًا من الحكومة اللبنانية، التي تعاني من ضغوط اقتصادية وسياسية متزايدة.
هذه المبادرة قد تفتح المجال لإعادة تأهيل اقتصادي واستقرار داخلي للبنان، مما يعكس تحولاً استراتيجياً في نهج حزب الله، الذي غالبًا ما يُنظر إليه كمنظمة عسكرية بحتة.
على النقيض من ذلك، تبدو الصورة في قطاع غزة أكثر قتامة. منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، تواصل حماس تصعيد المواجهات العسكرية مع إسرائيل، مما يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع. يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والماء والكهرباء والوقود، بينما تواصل القيادة السياسية لحماس التركيز على إطلاق الصواريخ بدلاً من البحث عن حلول لوقف القتال وتحسين ظروف العيش.
ومع استمرار هذا النهج، تزداد الانتقادات الموجهة لحماس، سواء من الداخل أو من المجتمع الدولي. يتهم العديد من سكان غزة القيادة باستخدامهم كدروع بشرية، بينما يتهم مسؤولون دوليون حماس بتفاقم الأزمة الإنسانية بدلاً من معالجتها.
تثير سياسات حماس تساؤلات حول ترتيب أولوياتها، حيث تبدو مصالح القيادة العسكرية مقدمة على مصالح المدنيين. وبينما يعاني السكان من الدمار المتواصل وانعدام الاحتياجات الأساسية، تواصل حماس تبني استراتيجية تُبقي على دائرة الصراع، مما يزيد من المعاناة الإنسانية في القطاع.
المقارنة بين حزب الله وحماس: من يهتم فعلاً بالمدنيين؟
يكشف قرار حزب الله الدخول في مفاوضات للتهدئة عن فجوة واضحة بين نهج المنظمتين. ففي حين يسعى حزب الله لتخفيف الضغوط عن الشعب اللبناني، تستمر حماس في تصعيد الصراع، متجاهلةً الاحتياجات الإنسانية لسكان غزة.
إذا كانت حماس تسعى حقًا لتمثيل مصالح سكان غزة، فعليها أن تراجع سياساتها بشكل عاجل. الحل الحقيقي لا يكمن في استمرار الصراع، بل في اتخاذ خطوات ملموسة لوقف القتال، وتحسين الأوضاع الإنسانية، وإظهار التزام حقيقي برفاهية المواطنين.
في الوقت الذي يظهر فيه حزب الله نموذجًا لتحمل المسؤولية تجاه شعبه، تظل حماس في دائرة النقد لتمسكها بسياسة تضع الطموحات العسكرية فوق احتياجات سكان غزة. يبقى الأمل معلقًا في أن تدرك حماس أهمية التحرك نحو حلول تضع حدًا للمعاناة وتفتح آفاقًا أفضل لمستقبل سكان القطاع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى