الرئيس التشادي يوفي بوعده ويطرد القوات الفرنسية من بلاده

تحليل بقلم – سعيد زيتهم رئيس التحرير
ضربة جديدة تتلقاها فرنسا بإعلان تشاد إنهاء التعاون الدفاعي معها، في خطوة تجرد باريس من آخر قلاعها الحصينة في ساحل أفريقيا.
فبعد انسحاب فرنسا من مالي وبوركينا فاسو والنيجر، يبدو أن البوصلة تتجه اضطراريا إلى تشاد، البلد الأفريقي الذي ظل حتى الآن آخر نقطة ارتكاز لها في منطقة الساحل الأفريقي.
ولا يزال مئات الجنود منتشرين في هذه المستعمرة السابقة، حيث حافظ الجيش الفرنسي على تواجده فيها منذ نحو 40 عاما، لكن بعد إعلان نجامينا، سيتعين على هؤلاء حزم أمتعتهم.
واتفق خبراء على أن القرار يضع نقطة نهاية للوجود الفرنسي في تشاد، وبالتالي في آخر «حصون» باريس بساحل فرنسا، معتبرين أن الخطوة «مدروسة» من جانب نجامينا.
كما رأوا أن القرار يأتي ضمن توجه إقليمي بالمنطقة يقطع مع الوجود الفرنسي ويحاول صياغة تحالفات جديدة تتماشى مع خصوصية المرحلة وتحولات القارة السمراء.
«خطوة مدروسة»
جاء قرار انهاء اتفاقية الدفاع مع فرنسا ، متزامنا مع العيد الوطني لاستقلال تشاد عن فرنسا في 28 نوفمبر/ تشرين ثاني 1960.
وهذه الخطوة كانت مدروسة، وسبقها خطوات من التقارب مع روسيا، وتأتي أيضا نتيجة لتأزم العلاقات بعد الهجوم الأخير لجماعة بوكو حرام والذي راح ضحيته العشرات من الجيش التشادي”.
ومع وجود 12 قاعدة عسكرية في تشاد، 7 منها معلنة، ومع وجود اتفاقية الدفاع المشترك، لم تحرك فرنسا ساكنا.
كما ان القرار يأتي إيفاء لوعد الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي قطعه خلال الحوار الوطني”.
أسباب
أما بخصوص الأسباب، فترجع بالأساس إلى الهجوم الأخير لبوكو حرام في بحيرة تشاد.
فما حدث في مالي وبوركينا فاسو والنيجر كان دافعا قويا لزيادة النفور من الوجود الفرنسي، وتعالت أصوات الشعب التشادي بضرورة طرد فرنسا والاستقلال الكامل عنها.