الشتاء في قطاع غزة: غياب البنية التحتية يفضح إخفاقات حماس
يارا المصري
مع حلول فصل الشتاء في قطاع غزة، يتجلى مرة أخرى الواقع القاسي الذي يعانيه السكان نتيجة الإهمال المستمر للبنية التحتية. فقد تسببت الأمطار الشتوية الأولى في تحويل شوارع بأكملها إلى موحلة وغمرتها المياه، ما ترك العديد من الأسر دون مأوى مناسب أو كهرباء. وتظهر العديد من الوثائق المنشورة عبر شبكات التواصل الاجتماعي أطفالاً يخوضون في برك ضخمة، ومنازل غمرتها المياه، وسكان يحاولون إنقاذ ما تبقى من ممتلكاتهم.
“ليس لدينا حتى سقف لا يتسرب”
يعبر العديد من سكان قطاع غزة عن إحباطهم الشديد تجاه قيادة حماس، التي يرون أنها تتخلى عن المواطنين لصالح مصالحها السياسية. يقول محمد، أحد سكان مخيم جباليا للاجئين:
“نواجه نفس الشيء كل عام. أسطح منازلنا تتسرب، والشوارع تتحول إلى أنهار من المياه والصرف الصحي، ولا أحد يفعل أي شيء. بدلاً من مساعدتنا، يواصلون إنفاق الأموال على الأسلحة والأنفاق. متى سيهتمون بنا؟ نحن؟”
“لا أحد يفكر فينا”
تصف فاطمة، وهي أم لأربعة أطفال من غزة، محنتها قائلة:
“بيتنا يغرق كلما هطل المطر. لا كهرباء ولا تدفئة، وننام مع الأطفال بملابس مبللة. لو كانت قيادتنا تهتم حقاً بالمواطنين، لبنوا لنا البنية التحتية بدلاً من الأنفاق.”
الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية – اللوم على حماس
تتوجه انتقادات واسعة إلى قيادة حماس التي لم تعمل على تحسين البنية التحتية المدمرة. فقد أدت سنوات من الاستثمار في الموارد العسكرية إلى إهمال شبكات الصرف الصحي والكهرباء، وهو ما كان يمكن أن يخفف من معاناة مئات الآلاف من السكان خلال فصل الشتاء القاسي.
قالت إحدى الوكالات الدولية العاملة في مجال المساعدات في غزة:
“في الماضي، قدم المجتمع الدولي مساعدات مالية ومعدات لإعادة بناء البنية التحتية، لكن قيادة حماس استخدمت هذه الموارد لتلبية الاحتياجات العسكرية. وهذا خيار واعٍ يترك السكان دون استجابة كافية.”
توقعات صعبة لفصل الشتاء القادم
لقد بدأ فصل الشتاء للتو، لكن التوقعات في غزة تشكل مصدر قلق. وتحذر منظمات الإغاثة الإنسانية من أن العديد من الأسر لن تتمكن من البقاء على قيد الحياة في الموسم المقبل دون الحصول على الكهرباء والماء الساخن والسقف المناسب.
“إذا استمر الوضع على هذا النحو، فإن المزيد من الأطفال وكبار السن سيفقدون حياتهم بسبب البرد والرطوبة”، حذر مسؤول طبي في مستشفى الشفاء بغزة.
دعوة للعمل: تغيير الأولويات
بينما تستمر حماس في إلقاء اللوم على إسرائيل في معاناة سكان غزة، هناك دعوة متزايدة من السكان للتحرك نيابة عنهم.
قال ساكن آخر من غزة: “لقد سئمنا من هذه الفوضى. عليهم أن يعتنوا بنا، وليس بالأسلحة فقط. نحن مدنيون ولسنا مقاتلين.”
يمثل هذا الشتاء فصلاً آخر من تفاقم الفجوة بين قيادة حماس وسكان قطاع غزة الذين يتحملون عواقب الإهمال. وإذا لم تتحرك حماس لتغيير الأولويات، فإن التكلفة البشرية قد تكون أكبر.