لوحة فسيفسائية جمعت الجمال العربي في باريس
.
الارث الثقافي العربي العريق كان حاضرا في باريس .
برعاية سعودية وبتنظيم اردني ، افتتحت الفعاليات الثقافيه العربية في مقر اليونسكو
باريس 5-11-2024 – روان العدوان .
يعتبر الفن وسيلة حضارية موثره للتعبير عن الارث الثقافي العالمي ، وهو وسيلة فعالة تستقطب الجمهور ، ، ومن هذا المنطلق فقد ارتايت انه من واجبي كفنانه اردنية عربية مقيمة في جنيف حضور الفعاليات الثقافية العربية التي عقدت في اليونسكو قبل يوم امس .
حيث عقد الأسبوع العربي بمبادرة من المملكة العربية السعودية وبمشاركة ٢٢ وعشرون دولة عربية ، وبدعوة وبتنظيم من سفارة المملكة الأردنية الهاشمية بصفته رئيس المجموعة، على مدار يومين ،نظمت سفارة المملكة الاردنيه الهاشمية برئاسة سفيرة الاردن لدى “اليونسكو” السيدة لينا الحديد والتي افتتحت هذه الفعاليات بكلمة اشارت فيها , الى اهمية عقد مثل هذه الفعاليات التي تسلط الضوء على الارث الثقافي العربي العريق ، والذي هو مجموعة من القيم والمبادىء ، العادات والتقاليد و التي تمثل الحضارة العربية التي ورثناها عن الاجداد ، هذا الارث لربما يوجد فيه بعض الاختلاف ، الا انه يوحدنا جميعا كعرب ، تتكلم نفس اللغه ، انه ارث حضاري يفتخر به والذي هو جزء لا يتجزا من الارث العالمي ..
عقدت فعاليات هذا الأسبوع للمرة الأولى منذ خمسة وعشرون عاما ، حيث اجتمعت خلالها الدول العربية من خلال المجموعة العربية لدى “اليونسكو”، لإبراز ارثها المادي والشفوي وتسليط الضوء على الثراء الثقافي والحضاري العربي وتنوعهما، وتعزيز الحوار بين الثقافات، والإسهام في تحقيق أهداف التنمية الثقافية، ودعم المبادرات التي تخدم التواصل الثقافي الحضاري بين الدول،
اشتمل الأسبوع العربي في “اليونسكو” على معارض ثقافية وفنية من بينها سوق للمنتجات الثقافية العربية، ومعرض عن الخط العربي، وآخر عن صور للمواقع التراثية في العالم العربي المسجلة في “اليونسكو”، إلى جانب جناح الموسيقى العربية، وفعالية الطهي العربي، وجناح عن الحرف اليدوية العربية، وآخر عن الأزياء العربية، كما تضمنت الفعاليات ، ندوة عن الرواية العربية، وأخرى عن الذكاء الاصطناعي، وندوة عن اللغه العربيه، الخط العربي والادب ، التعليم وندوة عن أدب الأطفال، إلى جانب ندوة عن الشيلة الجنبية، العروض المصاحبة لمسابقة الخط العربي، وعرض لأعمال فنانين ومصممين، إضافة إلى عرض عن فن الرسم بالرمل.
عقدت عدة فعاليات ثقافية تضمنت عرض للحرف اليدوية والتطريز، عرض لوحات فن تشكيلي وصور فوتوغرافية للاماكن الاثرية ، بجانب عزف للموسيقى على العود ، جلسات طرب لاغاني شعبية ، نالت اعجاب الجمهور .
ان تراث واثار المملكة الاردنيه الهاشمية والتي يعود تاريخها الى اكثر من ٧٠٠٠٠سنة قبل الميلاد , من تماثيل عين غزال الى حضارة الانباط ، بالاضافة الى الطبيعة الخلابة والنادرة التي يتميز بها الاردن كالبحر الميت ، البتراء ، اثار جرش ، مادبا ، كل هذه العناصر الحيوية تجمعت في كتيبات كانت متوفرة للزوار في الركن الاردني ، بالاضافة الى عرض مجموعة من الحلي والمطرزات الشعبية ، حرف يدوية ،،ولوحة للفنان التشكيلي عبد الله التميمي في هذا الركن ، كما عرضت بعض الالعاب التي تساهم في تنمية المهارات الفكرية., املاح البحر الميت الاردنية المعروفة عالمية كانت حاضرة في هذا الركن بالاضافة الى الشماغ الاردني والملابس التراثية الشعبية ، وشاشة عرض، عرضت اهم معالم الاردن السياحية والتي ميزت الاردن عالميا ، بالاضافة الى وصلات غنائية شعبية اردنية ، وعزف على العود، تفاعل معها الجمهور ،، تالقت السيدة لينا الحديد بلباس حديث مطعم بتطريز التراث الاردني .
كان للملكه العربية السعودية حضور قوي في هذه الافتتاحية، خصصت قاعة كاملة لعرض اعمال بعض الفنانين السعوديين ، حيث قدم سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية فرنسا السيد فهد الرويلي الفنانين السعودين بحفاوة لسعادة سفيرة الاردن السيدة لينا الحديد ، والتي ابدت الاعجاب بهذة الاعمال ، كما طرحت عليهم بعض الاسئلة عن كيفية عمل هذه الاعمال والفتره الزمنية التي تاخذ الفنان لانتاج هذه الاعمال والتي هي اعمال قيمة لا تنتهي مدتها تتوارثها الاجيال المثقفة المقبلة .
كما تم عرض لبعض انواع الصقور النادرة والتي جذبت ولاقت اعجاب الحضور ، بالاضافة الى عرض ازياء سعودي ، رافقه عزف على العود وغناء .القهوة العربية السعودية المطعمة برائحة الهيل بالاضافة الى التمور والتي كانت حاضرة هناك .
بالاضافة الى الحضور السعودي ، فقد قدم المغرب عرضا متميزا للموسيقى الاندلسية ، و عرضا للازياء المغربية وخصوصا القفطان المغربي والمعروف عالميا ، عمت اجواء قاعة المؤتمرات الزغاريت والتهليلات المغربية الشعبية.
عرض الركن المغربي حرف يدوية ، حيث تم تنفيذ بعض من هذه الحرف على مراءى من عيون المشاهدين .
كان لفلسطين الصامدة حضور في هذه الفعالية ، حيث نظم وفد دولة فلسطين لدى اليونسكو ، برئاسة القاءم بالاعمال السفير لدى اليونسكو هالة الطويل ،عدة فعاليات ثقافية فلسطينية من عرض للحرف اليدوية والتطريز والنقش على المعادن، بجانب عزف للموسيقى على الات الناي والعود ، ومشاركه لطاهي فلسطيني قدم مجموعة من الاكلات الشعبية الفلسطينية.
وللوردة الشامية حكاية في هذه الفعالية، حيث اتاحت لي الفرصة لحوار حرم سعادة السفير السوري السيدة عبير فلوح ، والتي انعشتني بعطر الورد وشراب الورد الدمشقي والذي كما اشارت الى ان هذا العطر قد الهم قصايد شكسبير ونزار قباني ، كما وضحت الا ان هذا العطر ، هو منتج سوري عريق يعود تاريخه الى قرون ،حيث يتطلب تقطيره جهد كبير وكميات هائلة من الورد .
قدم الركن السوري ، صابون ، عطر وشراب الوردة الدمشقية .
كما بينت السيدة ملوح بانه يستخلص من الوردة الدمشقية ايضا ، زيت ، وماء الورد ، بالاضافة الى تطلي الورد وبعض الحلويات ، كما انه يدخل في صناعة بعض الادوية
كما كان لمصر ام الدنيا مشاركه مميزة ، والتي جمعت ما بين اصالة الماضي بتعبير معاصر ، حيث قدمت الأنشطة الثقافية التي تعكس غنى وتنوع تراثها. تتضمنا الفعاليات عروضاً فلكلورية استعراضية، ومعرضاً للحرف اليدوية التراثية، وعرض أزياء مستوحى من التراث المصري،بالاضافة الى عرض موسيقي غنائي شاركت فيه السوبرانو العالمية المصرية فرح الديباني.
كما قدم الدكتور خالد العناني، مرشح مصر لرئاسة اليونسكو لعام 2025، محاضرة عن تاريخ العلوم.
وتمثل وزارة الثقافة في الاحتفالية الدكتورة نهلة إمام، ممثلة مصر في اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي، والتي تقدم محاضرة بعنوان “صون التراث الثقافي غير المادي – آفاق مستقبلية”. استعرضت المحاضرة خارطة طريق تهدف إلى حماية التراث الثقافي وتعزيز دوره كوسيلة لتعزيز الاحترام المتبادل بين الشعوب ودعم السلام في عالم يتسم بالعنف ، والظلم في اماكن ما . كما بينت دور التراث كجسر يربط بين الشعوب ويدعو إلى احترام الإنسان والبيئة.
اكدت الدكتورة نهلة إمام في المحاضرة على ضرورة ربط التراث بأهداف التنمية المستدامة، نظراً لدوره الحيوي في تحقيق تنمية شاملة تحترم الهوية الثقافية وتعزز الترابط ما بين المجتمعات.
عرض الركن العماني عدة حرف تقليدية ، لكن ما لفت انتباه الحضور ، هو الرسم بالالوان الماءيه ، التي عبرت عن مظاهر الطبيعة الخلابه في عمان .
انتهت فعاليات هذا المنتدى البارحة مساءا بحفل تضمن رقص واغاني وطنية وعزف على العود ، القانون والناي .
كرمت سعادة السيدة لينا الحديد المساهمين الذين كان لهم الدور في انجاح هذه الفعالية وقدمت شهادات التكريم ، كما القت سعادتها كلمة شكر امام الحضور اثنت فيها على للقائمين على انجاح هذه المبادرة .
من جهة اخرى ،اثنت السيدة اودري ازولاي المدير العام لليونسكو على ، مشاركة الدول العربيه في هذه المبادرة وقالت بان منظمة اليونسكو تدعم مشاريع التنمية المستدامه،السياحه ، المبادرات الاقليمية للابحاث والتطوير وخاصة مشاريع الذكاء الاصطناعي باللغة العربية ، كما قالت بان اليونسكو سيدعم مشاريع التبادل الثقافي من خلال عقد المؤتمرات ، الندوات والمشاريع الثقافية المختلفه .
في نهاية الحفل دعت الدول العربية ، الحضور لتناول العشاء ، حيث كانت هناك اطباق مختلفة من تتوعت ما بين المنسف الاردني ، هذا الطبق الرسمي للاردن والذي يحبه كل الاردنيين ،يمتد جذوره الى مئات السنين ، والذي ارتبط اسمه بالبادية وكرم حفاوة اهلها ، بالاضافة ، الى الكسكس والطاجن المغربي، الكشري المصري ، الفريكة الفلسطينينه ، والاطباق الخليجية المختلفة ، هذا المهرجان من الطعام والذي هو مرتبط بقيم واصالة العرب ، حيث انها عادات عربية اصيلة متصلة بكرم الضيافة والتي توارثت عبر الاجيال .
حضر هذه الغعالية ، السفراء العرب ، الجاليات العربية في باريس ، ومحطات التلفزة للدول العربية بالاضافة الى محبي الثقافة والتاريخ والحضارة العربيه في باريس