د / أمل عبد الرحمن تكتب: الغباء العاطفي
هناك بالحياة ما يسمي بالغباء العاطفي
فهناك ثوابت لدى الانسان تجعله يفكر بالمرآه بانها حاله ثابتة فى حياتة كما فى بعض الاشياء مثلها مثل بعضا من الاثاث ويفكر فى وجودها بانها شي حتمى لا مفر منه فيبدأ بالتعامل معها على ان وجودها شئ مسلم به ويعاملها ك روتين يومه الى ان تصبح بالنسبة اليه موجودة ايا كانت الاوضاع فيتعامل معها بكل غباء متناسيا انها امرآه تحمل بين ضلوعها وفى تكوينها مشاعر رقيقة فانوثتها ك الزرع يود ان يرتوى دائما ولكنه يعاملها بإهمال مستمر اعتقادا ان وجودها لن يطرأ عليه اى تغير
فيهمل ويهمل ويقسي ولا يحنو عليها ولا يعطيها ما تحتاجة من الحب والحنان يجعل استمرارها بالحياة ذو معنى عالقا هذا الخطأ على شماعة ظروف الحياة وزحمتها وهى ما زالت على عطائها معه لا تتراجع ولم يري منها اى تقصير معه فتتزايد انانيته معها ويتجاهلها اكثر ويطالبها بجميع حقوقه بالاهتمام والرعاية فتعطي هى اكثر وتستمر بالعطاء ولكنه يتمادى بغباؤه بالعطاء لهذه الزهرة الرقيقة ويتعمد اهمال سقيها بماء الحياة وهو المحبة والحنان والاحتضان
فتبدا هى بفقدان جزءا وراء الاخر من رصيد حبه داخلها ورصيد صبرها على اهماله وحينما يحدث ذلك يوبخها ويلومها على ان هناك تقصير واضح بنشاعرها دون النظر الى المسببات لذلك دون التظر انه هو من يبخل ويقصر فتضغط على نفسها وتحاول ابقاء مركب الحياة تسير فيستمر هو بطريقتة معها دون ان يراجع نفسه ولو مرة واحدة ويرمى كل اللوم عليها بكل مرة تحاول بها التوقف عن العطاء ولو بموقف واحد وتستمر الحياة هكذا هى تذبل امامة وهو بغباءه يسير لا يري لا يحتوى لا يحنو لا يمد اليها يده ولا يطبطب ويداوى جروحها التى كادت دمائها تنزف ارضا وهو يراها ويسير عليها بقدميه دون النظر وراه ماذا فعل بها وهى بالجروح تعيش ويآبي كبرياؤها بطلب الحب الذي فقدته اعتقادا انه لابد وان يري بنفسه ما اصابها وهى داخل حياته فلا يرفق بها ولا بقلبها ولا يسمح لها بان تتآلم ويطالبها بالاستمرارية
.هذا النوع من الرجال لدية من الغباء ما يجعله يفقد امرأة من انقي المخلوقات تحب فى صمت تتفانى بالعطاء والتضحيات دون انتظار اى مقابل مادى كل ما تريدة فقط هو الاحتضان حتى ولو كان صامتا دون كلام ف يراها تتآلم ولا يعى ل المها يراها تبكي ولا يعى لدموعها
يراها تذبل ك ورقات الازهار المتساقطة احتياجا الى الماء ولا يعطيها ما يكفيها لكى تنمو وترترع
ايها الرجل ان وجدت امرآتك تذبل وهى بين يداك يوما بعد يوم فلا تلوم اهمالها بحق نفسها فقط لوم غبائك بعدم تقدير الجوهرة التى بين يداك فقط لوم نفسك واعلم ان فقدانها شئ مرير لان هذه المرآه المتحاملة المتصابرة المعطاءة حينما تفقد رصيدك لديها لن يتجدد لانها حاولت توصيل الكثير والكثير من الرسائل اليك عبر نظراتك عيناها الذابلة عبر صوت انين قلبها عبر جروحها المتكررة حول صمتها الذي تزايد عبر فقدانك شغفها معك بالحديث عبر توقفها عن الثرثرة معك وجنونها الذي كان
لعلك تنظر اليها بعين الرحمة العاطفية وتآخذها لاحضانك وتعاملها ك طفلة وتدللها وترويها وتسقيها حتى تترعرع بين يداك من جديد ولكنك بدلا من ذلك ظللت اعمى تتغافل عن قصد ظللت بغباؤك العاطفي الذي يري عطائها من الثوابت والمسلمات بالحياة فالزهرة التى كانت بالامس لديك تعطى كل الوان الحياة اصبحت اليوم مجرد ورقه ذابلة مهمله ف ماتت بين يداك ماتت وبكاؤك اليوم لفقدانها لن يحييها ولن يعيدها ابدا للحياة