رسالة أمريكية لإيران: لا تقترفوا هذا الخطأ
بينما أكدت إيران أن «من حقها وواجبها الدفاع عن نفسها»، بعد الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف السبت مواقع عسكرية على أراضيها، وجهت أمريكا رسالة إليها.
وأعلن الجيش الإسرائيلي صباح السبت أنّه شنّ ضربات “دقيقة وموجهة” على مواقع تصنيع صواريخ وقدرات جوية أخرى في إيران ردا على الهجوم الذي شنته طهران على اسرائيل مطلع الشهر الحالي، مهدّدا طهران بجعلها تدفع “ثمنا باهظا” في حال قررت الرد.
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان “تعتبر إيران أنّ من حقّها وواجبها الدفاع عن نفسها ضدّ الأعمال العدوانية الأجنبية، على أساس الحق الطبيعي في الدفاع عن النفس المنصوص عليه في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة”.
كما أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي السبت أن عزم بلاده على الدفاع عن نفسها “لا حدود له”، مضيفا “سندافع عن أرضنا ووطننا”.
تحذيرات أمريكية
إلا أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن حذر طهران يوم السبت من الرد على الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية في إيران، وأكد في اتصال مع نظيره الإسرائيلي على فرص نزع فتيل التصعيد في المنطقة.
وقال أوستن في بيان: “ينبغي ألا تقترف إيران خطأ الرد على الضربات الإسرائيلية، وهو ما ينبغي أن يمثل نهاية لهذا التبادل”.
من جهته، أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن السبت عن أمله في أن تكون هذه هي “النهاية” في التصعيد بين البلدين.
خسائر محدودة
وأعلن الجيش الإيراني مقتل أربعة عسكريين في حصيلة محدثة للهجمات التي خلفت وفقا له “خسائر محدودة” طالت “بعض أنظمة الرادار” وذلك “بفضل أداء الدفاع الجوي”.
وقبيل السادسة صباحا، قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته “قصفت منشآت تصنيع صواريخ أنتِجت فيها صواريخ أطلقتها إيران على دولة إسرائيل خلال العام الفائت”.
وتابع: “ضرب الجيش الإسرائيلي منظومات صواريخ أرض-جو وقدرات جوية إيرانية إضافية، كانت تهدف إلى تقييد حرية عملية إسرائيل الجوية في إيران”.
بدوره، أكد المتحدث باسم الجيش دانيال هغاري في بيان منفصل أنّه “إذا ارتكب النظام الإيراني خطأ ببدء دورة تصعيد جديدة، سنضطر إلى الرد”، مضيفًا: “باتت إسرائيل الآن تتمتع بهامش تحرك أوسع في أجواء إيران أيضا”.
من جهته، أكد المدير العام الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة رافايل غروسي مساء السبت أن المنشآت النووية الإيرانية “لم تتأثر” بالضربات الإسرائيلية.
ودعا غروسي إلى “الحذر وضبط النفس في ما يتصل بأعمال يمكن أن تعرض أمن المواد النووية ومواد أخرى مشعة للخطر”.
ونفّذت إيران هجومها الأول بالصواريخ والطائرات المسيّرة على إسرائيل ردّا على غارة إسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق قتل فيها قادة وعناصر في الحرس الثوري الإيراني.
وجاء الهجوم الثاني ردّا على مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ومعه قيادي في الحرس الثوري في غارات إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 سبتمبر/أيلول الماضي، ومقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في هجوم نسبت الى إسرائيل في طهران في 31 يوليو/تموز.
تجنب التصعيد
ورغم المخاوف، استمرت الحياة كالمعتاد في طهران وتل أبيب.
وأشارت زبيدة البالغة 30 عاما وهي مديرة تأمين إلى أنها استيقظت صباح السبت وتوجهت على عادتها إلى العمل على الرغم من مخاوفها. وقالت “الحرب مرعبة. ولدى الجميع مخاوف بشأن ما يحدث أثناء الحرب. إن أضرار الحرب تؤرق الجميع، لكنني لا أعتقد أن حربا مروعة ستندلع في إيران”.
ويرى خبراء أن الهدف من الغارات هو إظهار القدرات الهجومية الإسرائيلية مع تجنب التصعيد.
ووفق جوست هيلترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية، فإن الولايات المتحدة أرادت أن تكون هذه الهجمات الانتقامية “متناسبة، بحيث لا تحتاج إيران إلى الرد”.
أما حسني عبيدي، مدير مركز الدراسات والأبحاث حول العالم العربي والمتوسط في جنيف، فرأى أن “إسرائيل وجهت ضربة إعلامية وسياسية وليست عسكرية، وهي تتوقع مكافآت من واشنطن على الطبيعة المعتدلة لهجومها”.
وأضاف عبيدي: “في الوقت نفسه، أجرت إسرائيل اختبارا حقيقيا لمستوى القدرة التي وصلت إليها الدفاعات الإيرانية”.
وأشاد الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ بالضربات على إيران وبالتعاون الأمريكي، قائلا في منشور على منصة إكس: “أود بشكل خاص أن أشكر صديقتنا العظيمة الولايات المتحدة لكونها حليفا حقيقيا، وللتعاون العلني والسري”.
وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي شون سافيت أكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في الضربات الإسرائيلية موضحا أن “هدفنا هو تسريع المسار الدبلوماسي وخفض التصعيد في منطقة الشرق الأوسط”.