الرشيد على عمر يكتب: في رثاء السفير المغيرة

من فرط رونق بيانه ..
ولطافة معشره..
وظرافة لسانه ..
فان الكلمات تأبى ان تغادر فيه وكانها تستلذ ان تقيم ساكنه
لتخوض معركة بقاء ..
وباستماتة ..
وبلا استسلام او رفع راية بيضاء ..
حتى …
حتى …
تصطدم بمخارج الحروف وتشتعل معها قتالا فتخور قواها لتلحظ ما تعودنا عليه اصطلاحا (بتمتمه ) خفيفه تزيد من عذوبة جاذبيته ..
يا يا. الرشيد إ. إ. إ إنت حيوان ها هات مويه …
هكذا كان المغيرة …
يخلد اثره في نفوس الاخرين ..
يترك انهارا من الوداعه تزيل حواجز الاحتراس الفطريه فتغوص معه تسامرا وان قابلته للوهلة الاولى وبلا معرفة سابقة فينطلق بعدها رباطا وثيقا معه يزداد عمقا مع الايام ..
المغيرة علي عمر براكين تتقد من العفويه تتفجر دعاشا طيبا نحو الاخرين محتشدة بتوادد ينهمر بلا انقطاع …
كان صديقا للكل …
الصغير قبل الكبير ..
فردنه وصحبنه وشفتنه معنا قبل ان يكون شقيقا فلا عهد لنا معه بالزجر القاسي ولا التعليمات الصارمه ولا العبوس المكشر ولم نلامس كفه الا سلاما وترحابا ومؤانسة …
وربما حفر القدر له دبلوماسية الحضور منذ المولد لينشأ عليها وتصبح ديدنه قبل ان يمتطي صهوتها مهنة فيكون ضمن ابرع فرسانها متجولا بها بين المجت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى