هل تعتقد أن دماغك بأمان؟ هذا غير صحيح .. هناك ما يجب فعله كي تطمئن عليه
بقلم – سحر الزارعي
هل يتقلص حجم دمغتنا؟
إحدى الدراسات الحديثة خرجت ببعض النتائج اللافتة الخاصة بالمهن التي تؤثر سلباً في العمليات الفيزيولوجية الجارية في الدماغ، فقد تمكّن علماء من روسيا وبلجيكا والولايات المتحدة من الوصول لنتيجة أن الأخدود المركزي في الدماغ الفاصل بين الفص الجبهي والفص الجداري لدى رواد الفضاء يصبح ضيقاً، بينما تتحرّك قشرة الدماغ نحو الأعلى في الجمجمة، وتضطرب دورة السائل الدماغي النخاعي في الفصوص الجدارية، حيث تتناسب فترة وجود الرواد في الفضاء طردياً مع مستوى هذه التغيرات كما يحدث تقلص مؤقت في حجم المادة الرمادية في الجزء الصدغي للقشرة الدماغية بمقدار 3%، بينما تتضاءل كمية المادة البيضاء على نحو دائم.
ووفقاً لذات الدراسة فإن سائقي سيارات الأجرة لوحظ لديهم تأثير عكسي، فخلال تدريباتهم على القيادة، ازداد حجم «الحصين» الذي يعمل على تخزين الذاكرة، وهو ما يربطه العلماء بضرورة حفظ المسارات والخرائط والطرق المختلفة، لكن تطبيقات وأجهزة الملاحة الإلكترونية الحديثة تعيد حجم «الحصين» إلى حالته الأولية، بسبب أن تطبيقات وأجهزة الملاحة الإلكترونية تحل عملياً محل «الحصين» وتُعوّض السائق عن ضرورة حفظ عدد كبير من المسارات والطرق.
وبالعودة للتأثير السابق على سائقي سيارات الأجرة، فمن البديهيّ أن دماغنا شديد التفاعل مع طريقتنا في العيش وأسلوبنا في إدارة حياتنا! فعندما نترك الأجهزة الذكية والأنظمة المتطوّرة تؤدي المهام العقلية والفكرية، نعتقد مخدوعين أننا نقوم بتسهيل أمور الحياة! بينما الحقيقة أننا نُرسل رسالةً شديدة اللهجة لأدمغتنا مفادها (نحن لسنا بحاجة لك)! وبالتالي نجد الخمول يجد طريقه للدماغ ويدخل في حالة من الكسل المتكرر والذي ينتهي بتقلّص الدماغ نظراً لعدم استخدامنا لقدراته.
من أخطر الأمور التي نسوّقها لأطفالنا عبر أنفسنا كنماذج، هي التساهل في إعمال العقل في العديد من مسائل الحياة اليومية! وتركها للأجهزة! عندها ستعتاد عقولهم على اختيار الأسهل دون الالتفات للجانب الفكري الإنساني في السلوك واتخاذ القرارات.