د. إسراء عبدالحميد : المرأة الصعيدية رمز القوة والحكمة
علاء حمدي
نظمت وزارة الثقافة من خلال قطاع شئون الإنتاج الثقافى برئاسة المخرج خالد جلال، ملتقى الهناجر الثقافي الذى جاء هذا الشهر تحت عنوان “صوتهن قوة.. قصص نجاح منتدى فتيات الصعيد”، أمس الاثنين، بمركز الهناجر للفنون برئاسة الفنان شادى سرور.
أدارت الملتقي الناقدة الأدبية الدكتورة ناهد عبد الحميد مدير ومؤسس الملتقى، وقالت إن موضوع الملتقى اليوم من الموضوعات الهامة والمتميزة، وكما قال أستاذ الجيل المفكر والفيلسوف أحمد لطفى السيد : تعليم وتربية الإناث أنفع للمجتمع من الذكور، مشيرة إلى أن المرأة أساس النهضة والرقي لأى مجتمع، وأن المجتمع الذى يعطى للمرأة حقها يصنف من المجتمعات المتحضرة، وأن المرأة هى حجر الزاوية فى بناء وتنمية قدرات المواطن المصرى فى ظل الجمهورية الجديدة، مؤكدة أن “منتدى فتيات الصعيد” نموذج حي ومثل مشرف للعزيمة والإرادة القوية .
وعن “منتدى فتيات الصعيد” قالت الدكتورة نورا سمير حنا استشاري تدريب ومدير ومؤسس المنتدى، إن هدف المنتدى تسليط الضوء على قوة صوت المرأة والنماذج الناجحة المشرفة من بنات الصعيد، وهى منصة حوارية ثقافية تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة، وتم تدشين المنتدى فى أغسطس الماضى، بهدف أن تكون المرأة صاحبة قرار وقادرة على إدارة حياتها الأسرية والعملية، وتثقيف المرأة وتنمية مهاراتها، وبالتالي يعود بالفائدة على المجتمع كله، مؤكدة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية أولى اهتماما كبيرا لدعم المرأة وتمكينها .
وتحدثت الفنانة هايدى سامح بطلة فيلم “رفعت عيني للسما” الفائز بجائزة العين الذهبية لأفضل فيلم تسجيلي بمهرجان كان السينمائي الدولي بدورته 77، عن أول مسرحية قدمها فريق العمل بالصعيد تدور أحداثها حول مشاكل الفتاة وماتعانيه فى قرى الصعيد، وقالت : كان هدفنا النجاح وتوصيل صوتنا للمجتمع كله، ولكن قوبل العمل برفض شديد من المجتمع الصعيدى، إلى أن شاهدنا مجموعة من المخرجين وأعجبوا بالفكرة، وبعد نجاح الفيلم أصبح المجتمع الصعيدى فخور بينا .
ووجهت الدكتورة إسراء عبد الحميد مدربة وصاحبة العديد من مبادرات لدعم وتمكين المرأة، الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، الداعم الرئيس للمرأة، وقالت : لولاه ماكان حال المرأة الصعيدية بهذا المستوى الراقى، فالمرآة الصعيدية رمز القوة والحكمة، ولها من الذكاء والفطنة ما يميزها عن غيرها، وعندما يتوفر لها العوامل والمقومات تجدها فى الصدارة، وذكرت العديد من المبادرات الخدمية التى قدمتها، بالإضافة إلى أنها استطاعت فتح ١٨ فصلا من فصول محو الأمية فى محافظة قنا، إلى جانب عدد من المبادرات الثقافية بالتعاون مع وزارة الثقافة، وتنظيم عدد من القوافل الطبية فى قرى الصعيد بالتعاون مع الجامعة، وحصلت على العديد من التكريمات المحلية والدولية .
وفى مجال الرياضة وعن نظرة المجتمع للإعاقة، تحدثت الكابتن سمية بهاء نصر عضو المجلس القومي للمرأة بالمنيا عن ذوي الإعاقة واستشاري إتاحة هندسية ومعلوماتية للأشخاص ذوي الإعاقة، وروت كيف حدثت لها الإعاقة، وكيف خاضت تجربتها للتعبير عن نفسها وأن حلمها هو تغيير نظرة المجتمع لذوى الإعاقة، وقررت التعامل مع المجتمع من منطلق كونها امرأة تستطيع أن تعطى وتساعد الغير، وساهمت فى اختيار القوانين الخاصة بذوى الإعاقة، وحصلت على بطولة الجمهورية فى ألعاب القوى (أول الجمهورية فى الرمح) وعلى الميدالية الذهبية لعدة سنوات، كما شاركت فى العديد من المبادرات الناجحة التى ينظمها المجلس القومي للمرأة لتوعية المرأة الصعيدية .
وعن العلاج بالفن التشكيلى مع مجموعة من ذوى الهمم، تحدثت الدكتورة رانيا يوسف صالح مستشارة التدريب والتثقيف بالمجلس العربي الأفريقي، وقالت إنها قررت أن تستغل موهبتها فى عمل لوحات فنية بإستخدام قطع خشبية وكمية من المعجون، وغيره من أنواع الفن التشكيلى مثل الجداريات والتماثيل والديكوباج، وتعلمت كل أعمال الحرف اليدوية المرتبطة بالألوان والعجائن وأعمال إعادة التدوير، ودربت عدد كبير من السيدات والفتيات، وحصلت على العديد من الدورات التدريبية من الجامعة الأمريكية فى الإرشاد الأسري وتنمية المهارات وتعديل السلوك، كما دربت ما لايقل عن ١٥٠ طفلا من ذوى الإعاقة الذهنية والسمعية وأقامت معارض لهم ناجحة نتاج هذا التدريب .
من جانبها تحدثت الأستاذة الدكتورة أماني فاخر أستاذ الاقتصاد الدولي بجامعة حلوان وعضو المجلس القومي للمرأة، وقالت إنها سعيدة بهذا الموضوع والاستماع لكل هؤلاء الملهمات والنماذج الناجحة، ولا ننكر أن الصعيد له طابع خاص وهذا ما يؤكد أن بنت الصعيد تتميز بقوة صوتها، وكيف قدمت هذه النماذج قصص نجاح تؤكد أنه ليس هناك مستحيل، ولكن هناك إصرار وعزيمة لتحقيق الحلم والهدف، وأن الدولة تساهم بشكل كبير فى إبراز ودعم هذه الطاقات الإيجابية .
من جهتها أكدت الكاتبة الصحفية سمية عبد المنعم مدير تحرير جريدة الوفد، أن هذا الملتقى يقدم رسالة ومستوى مشرف لإرادة ونجاحات المرأة المصرية، واعربت عن إعجابها الشديد بهذه النماذج المشرفة الذى وصل لحد الإنبهار، مؤكدة أن تلك النماذج تعد قوة دافعة لكل من يسعى لتحقيق حلمه، وأن تمكين المجتمع لابد بالفعل أن يكون من خلال تمكين المرأة أولا، مشيرة إلى أن هذه النماذج تبرز كيف استطاعت المرأة الصعيدية بذكائها وإصرارها وعزيمتها، أن تقف أمام أسرتها والمجتمع كله بأسلوب مهذب ومتعقل حتى تحقق حلمها، ويؤيدها ويدعمها بل يفتخر بها المجتمع .
وبدأت الكاتبة الصحفية دينا شرف الدين، كلمتها معبرة عن إعجابها بهذه النماذج الناجحة فى منتدى فتيات الصعيد، والتى استطاعت تحقيق حلمها وذاتها من قلب الصعيد الذى له طابع خاص يصعب عليهن تحقيق هذا النجاح، مؤكدة أن موضوع الملتقى هو جزء أصيل من المشروع القومى “بداية جديدة لبناء الانسان المصرى” التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي فى ١٧ سبتمبر الماضى، وأن ملف ذوى الإعاقة لولا دعم القيادة السياسية له ما استطاعوا تحقيق أحلامهم، وأن المرأة المصرية حصلت فى عهده على مكانة مميزة، من حفظ كرامة وحماية وتمكين وسن قوانين وتشريعات مختلفة.
وتخلل الملتقى باقة متنوعة من الفقرات الغنائية، قدمتها فرقة “كورال المدرج” بقيادة المايسترو الدكتور محمد يحيى، منها : “سلم علي، لولا الملامة، وحياتك يا حبيبى” وغيرها من أغانى كبار نجوم الطرب، بحضور الشاعر السعيد قنديل من كبار شعراء العامية فى مصر والوطن العربي، وعدد من أعضاء المجلس القومي للمرأة، واتحاد كتاب مصر، وبيت العائلة المصرية .