رادار لكشف مخبأ السنوار.. أمريكا «تخرق الأرض» لأجل إسرائيل
حرمت قدرة يحيى السنوار على النجاة من الأسر أو القتل إسرائيل من تحقيق نجاح عسكري في الحرب التي بدأت بعد هجوم أكتوبر/ تشرين الأول.
في يناير/كانون الثاني، اعتقد المسؤولون الإسرائيليون والأمريكيون أنهم كانوا قاب قوسين أو أدنى من اعتقال أحد أكثر الرجال المطلوبين في العالم، عندما داهمت قوات الكوماندوز الإسرائيلية مجمع أنفاق متقن جنوب قطاع غزة في 31 يناير/كانون الثاني بناءً على معلومات استخباراتية تفيد بأن يحيى السنوار، زعيم حماس، كان مختبئًا هناك، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.
وأظهرت مقاطع مصورة أنه كان مختبئًا هناك بالفعل. لكن السنوار غادر المخبأ قبل أيام قليلة فقط، ليتواصل البحث، مع ندرة الأدلة القاطعة على مكان وجوده.
وقال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون إن السنوار تخلى عن الاتصالات الإلكترونية منذ فترة طويلة، وقد تجنب حتى الآن شبكة استخباراتية متطورة. ويُعتقد أنه يظل على اتصال بالحركة التي يقودها من خلال شبكة من الرسل البشريين. ولا يزال عمل هذا النظام لغزا.
وتكشف المقابلات التي أجريت مع أكثر من عشرين مسؤولا في إسرائيل والولايات المتحدة أن كلا البلدين قد ضخ موارد هائلة في محاولة العثور على السنوار.
وقد أنشأ المسؤولون وحدة خاصة داخل مقر جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت)، كما كُلِّفت وكالات التجسس الأمريكية باعتراض اتصالات السنوار. كما قدمت الولايات المتحدة رادارًا يخترق الأرض لإسرائيل للمساعدة في البحث عنه وعن قادة حماس الآخرين.
وما من شك أن قتل أو أسر السنوار من شأنه أن يخلف تأثيرا هائلا على الحرب. ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن ذلك من شأنه أن يوفر لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سبيلا للإعلان عن نصر عسكري كبير وربما يجعله أكثر استعدادا لإنهاء العمليات العسكرية في غزة.
لكن لا يزال من غير الواضح حجم التأثير الذي قد يخلفه موت السنوار على المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن الذين اختطفوا في السابع من أكتوبر/تشرين الأول. وقد يؤدي إبعاده إلى جعل خلفائه أقل استعدادا لإبرام صفقة مع إسرائيل.
وقال مسؤولون إسرائيليون وقطريون ومصريون وأمريكيون إن التواصل مع السنوار أصبح أكثر صعوبة. فقد اعتاد أن يرد على الرسائل في غضون أيام، لكن المسؤولين قالوا إن الأمر بات يستغرق وقتًا أطول بكثير للحصول على رد منه في الأشهر الأخيرة، وأن بعض نوابه كانوا في بعض الأحيان وكلاء عنه في تلك المناقشات.
وأُعلن السنوار، البالغ من العمر 61 عامًا، كزعيم سياسي أعلى للمجموعة في أوائل أغسطس/آب، بعد أيام من اغتيال إسماعيل هنية، الزعيم السياسي السابق، في طهران.
وكان السنوار يعتبر منذ وقت طويل زعيم حماس الفعلي، على الرغم من حمل القادة المقيمين بالدوحة ألقاب القيادة الرسمية.
وزادت الضغوط على السنوار من صعوبة قدرته على التواصل مع القادة العسكريين وتوجيه العمليات اليومية، رغم إعلان المسؤولين الأمريكيين أنه لا يزال لديه القدرة على توجيه الاستراتيجية العامة للمجموعة.