روان العدوان تكتب عن: لوحات الفنان التشكيلي عكاشة
لوحات الفنان التشكيلي عكاشة ،
—رحلة تاخذ المشاهد لاكتشاف الحياة اليومية ما بين القاهرة وباريس.
في عالم الفن التشكيلي، تبرز أعمال الفنان عبد الرازق عكاشة كالشمس ،
تأخذنا في رحلة ممتعة ما بين مدينتين عريقتين: القاهرة وباريس. يتميز عكاشة بأسلوبه الديناميكي المفعم بالطاقة والحيوية وبالوان اشعة الشمس المنعكسة على اعماله في مختلف الفصول.
يتمتع الفنان بسرعة البديهة التي يعبر عنها بروحه الفكاهية ، انها سخرية ،تحمل هموم وقضايا الانسان لتحقيق العدالة واهمها الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني ، حيث قال انه منحاز للشعب الفلسطيني الجبار
. إنه فنان مثقف ومتمرس، درس تاريخ الفن في أوروبا، واستلهم إبداعه من روائع كبار الفنانين في متحف اللوفر بباريس.
ان هذه التناقضات التي يعيشها الانسان ، هم، حزن، فرح ، قلق ، هذه المشاعر الانسانية توثر على تجربة الفنان، مما يجعل لكل لوحة ،تجربة بصرية مميزة .
تتجلى ثراء الثقافات في أعمال عكاشة، حيث يعكس من خلال لوحاته مشاهد الحياة اليومية التي تنبض بالحياة في كلا المدينتين. إن أعماله ليست مجرد تجسيد للواقع، بل هي تعبير عن التناقض الجميل والتفاعل بين ثقافتين مختلفتين، يسعى الفنان إلى دمجهما في رؤية فنية واحدة.، حيث ان كل لوحة تحمل في طياتها قصة، تأخذ المشاهد في رحلة عبر الزمان والمكان.
تتميز لوحات عكاشة باستخدامه للألوان الزاهية والأشكال المجردة، مما يخلق تجربة بصرية غنية تنقل المشاهد إلى عالم مليء بالحركة والحرية. الألوان المتنوعة تعكس تنوع الحياة اليومية، بينما الأشكال المجردة تعبر عن المشاعر والانفعالات التي قد تكون غير مرئية في الواقع. هذا التلاعب بالألوان والأشكال يجعل من كل لوحة تجربة مميزه ، حيث يمكن للمشاهد أن يشعر بالقلق والانسجام في آن واحد كسينفونية موسيقية بنوتات متباينه.
عبر أعماله، يسلط عكاشة الضوء على التباينات الثقافية بين القاهرة وباريس، مما يتيح للمشاهد فرصة استكشاف الروابط المشتركة التي تربط بين هاتين الثقافتين. فالقاهرة، بتاريخها العريق وثقافتها الغنية، تتقاطع مع باريس، التي تمثل الحداثة والفن،،باريس المدينة التي تغنى بها الشعراء .. يسعى الفنان إلى توحيد هذه العناصر المتناقضة في أعماله، مما يخلق حوارًا بصريًا يجمع ما بين الشرق والغرب.
إن أعمال عبد الرازق عكاشة تجسد تجربته الشخصية كفنان يعيش بين هذين العالمين. فهو لا يكتفي بتصوير المشاهد، بل يسعى إلى نقل الأحاسيس والتجارب التي عاشها، مما يجعل كل عمل فني يحمل قصة لها طابعها الخاص . إن لوحاته تدعو المشاهدين إلى التفكير في الهوية الانسانية ، الانتماء، العدالة ،، ومواكبة الحضارة وتطرح تساؤلات حول كيفية التفاعل بين الثقافات المختلفة.
ما يميز عكاشة أيضًا هو قدرته على الجمع بين اللغتين العربية والفرنسية في أعماله، مما يعكس تفاعله مع الثقافات المختلفة. هذه الثنائية اللغوية تضيف عمقًا إضافيًا لأعماله، حيث تتداخل الكلمات والرموز لتعبر عن الأفكار والمشاعر بطريقة مميزه . إن استخدامه للغة العربية بجانب الفرنسية يعكس هويته الثقافية المتعددة، ويعزز من تواصل أعماله مع جمهور أوسع.
إن أعماله تجسد تجربته الشخصية كفنان يعيش بين هذين العالمين. فهو لا يكتفي بتصوير المشاهد، بل يسعى إلى نقل الأحاسيس والتجارب التي عاشها، مما يجعل كل عمل فني يحمل قصة ، تعبر عن شعوره بقلق وتيرة الحياة المتسارعة وطموحه بمستقبل افضل نحو تحقيق العدالة ومن ثم النجاح.
لذا فان أعمال عبد الرازق عكاشة ليست مجرد فن بصري، بل هي رحلة فكرية وانسانية تأخذنا إلى عوالم جديدة. من خلال دمج الثقافات والتعبير عن التجارب الإنسانية، يساهم عكاشة في إثراء المشهد الفني المعاصر، ويجعلنا نتأمل في قضايانا الانسانية المشتركة التي تجمع بيننا ، من اجل تحقيق السلام .
في كل لوحة من لوحاته هناك حكاية تنتظر أن تُروى، تاخذ المشاهد الى عالم الابداع ،اين نشا الفنان في بلاد الحضارة العربية الفرعونية ، واين يعيش في قلب مدينة النور .