شركة “ساويرس” المفلسة تتعثر في سداد 143 مليون دولار لوكيلها السياحي
مدير “ميتنغ بوينت إيجيبت” لـ”الشرق”: شركتنا مملوكة بالكامل للشركة الألمانية.. وجزء من المديونية “مستحقات لفنادق مصرية”
الشركة المصرية تتوقف عن استقبال سائحي الشركة “المفلسة”.. وتناشد السلطات مساعدتها في تحصيل الأموال
الفنادق المصرية تعمل على حصر مستحقاتها.. و”التأمين” يغطي تكاليف سياح الشركة “المفلسة” المتواجدين حالياً في مصر
أظهرت “وثيقة” اطلعت عليها “الشرق”، أن شركة “إف تي آي توريستك” الألمانية، ثالث أكبر شركة سياحة ورحلات في أوروبا، والتي أعلنت إفلاسها مؤخراً والمملوكة في غالبيتها للملياردير المصري سميح ساويرس، مدينة بنحو 143 مليون دولار لصالح وكيل رحلاتها السياحية في مصر “ميتنغ بوينت إيجيبت”، بحسب الوثيقة المرسلة من الشركة المصرية إلى غرفة المنشآت الفندقية في مصر والتي أكد صحتها مدير الشركة في تصريحات لـ”الشرق”.
“إف تي آي توريستك”، وهي الشركة الأم لمجموعة “إف تي آي”، أعلنت إفلاسها منذ أيام بسبب “فجوة تمويلية” بعد تراجع الحجوزات لمستوى أقل من المتوقع وإصرار الموردين على الدفع المسبق لقيمة الخدمات، مع عدم قدرتها على توفير سيولة نقدية لتمويل عملياتها حول العالم.
تعرض شركة “سيتاريس” الأميركية الاستثمارية المتخصصة في قطاع السياحة والسفر الاستحواذ على كامل أسهم المجموعة الألمانية مقابل يورو واحد، مع ضخ 125 مليون يورو في رأس المال.
تأثر السياحة المصرية
بحسب الوثيقة يبلغ الحصر المبدئي لمديونيات الشركة المفلسة لصالح وكيلها في مصر 124.2 مليون يورو (135 مليون دولار)، و8.1 مليون دولار.
من جانبه، أوضح هشام ناجي مدير شركة “ميتنع بوينت إيجيبت” لـ”الشرق” أن شركته مملوكة كلياً للشركة المفلسة “إف تي آي”، متابعاً: “نعمل حالياً مع المستشارين القانونيين لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية لحفظ حقوق الشركة وعملائها”.
المديونيات المتراكمة لصالح الشركة المصرية دفعها لإخطار المجموعة الألمانية، وغرفة المنشآت الفندقية بمصر بالتوقف عن عمليات استقبال وتسكين الوفود السياحية الجديدة القادمة من طرف المجموعة الألمانية إلى جميع المطارات والفنادق المصرية، حيث تتوزع حجوزاتهم في مدن “القاهرة، الغردقة، شرم الشيخ، مرسى علم، الأقصر”، حسبما جاء في الوثيقة.
توظف مجموعة “إف تي آي” نحو 11 ألف شخص حول العالم، وتقدم جولات سياحية إلى أكثر من 40 وجهة حول العالم، وذلك من خلال 10 آلاف وكالة شريكة لها في ألمانيا وحدها.
تضرر مباشر للفنادق
هشام ناجي مدير شركة “ميتنغ بوينت إيجيبت” أكد لـ”الشرق” أن جزءاً من المديونية هي مستحقات لصالح منشآت سياحية في مصر.
تصريحات ناجي جاءت متسقة مع ما كشف عنه اثنان من كبار المستثمرين السياحيين في مصر لـ”الشرق”، لكنهما فضلا عدم كشف أسمائهما في الوقت الراهن، حيث قالا: “لدينا مستحقات متأخرة لم تسدد من وكيل الشركة الألمانية في مصر لصالح عدد من فنادقنا. نعمل حالياً على حصر قيمة هذه المديونيات”.
أحد المصدرين قال إن عمليات تسكين السياح المتواجدين في مصر حالياً التابعين للشركة الألمانية ستستمر، حيث ستتولى شركة التأمين سداد التكاليف.
تأثير غير جوهري على “أوراسكوم”
من جهتها، أشارت شركة “أوراسكوم للتنمية” إلى أنها لا تملك أي حصة في “إف تي آي” المفلسة، أو في “ميتنغ بوينت إيجيبت”، منبهة إلى أن تأثير إفلاس “إف تي آي” على أعمال الشركة “غير جوهري”، لافتة في بيان إلى أنها “تتابع الوضع بعناية”.
تنحى سميح ساويرس في مايو 2022 عن رئاسة مجلس إدارة “أوراسكوم للتنمية القابضة” لنجله نجيب، وظلّ كمستشار للشركة.
خفضت مصر في وقت سابق من العام الجاري مستهدفاتها السياحية إلى ما يتراوح بين 15.5 مليون إلى 16.5 مليون زائر بنهاية 2024 مقابل مستهدف سابق بين 17 إلى 18 مليون سائح، وذلك على خلفية التوترات الجيوسياسية بالمنطقة، بحسب تصريحات وزير السياحة أحمد عيسى لـ”الشرق” في وقت سابق من العام الجاري.
وطلبت الشركة المصرية “ميتنغ بوينت إيجيبت” من غرفة المنشآت الفندقية في مصر “اتخاذ اللازم لتأمين حقوق الشركة وتحصيل مستحقاتها، حفاظاً على حقوق الفنادق والموظفين والموردين”، بحسب الوثيقة.