“أمل حقيقي”.. هل يعالج لقاح “الميلانوما” السرطان؟
نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا، للصحفي، أندرو غريغوري، قال فيه إن الأطباء بدأوا بتجربة أول لقاح شخصي في العالم للسرطان من نوع “mRNA” (الميلانوما)، وهو سرطان الخلايا الصبغية في الجلد، على مئات المرضى، في الوقت الذي أشاد فيه الخبراء بقدرته على “تغيير قواعد اللعبة” في علاج السرطان بشكل تام.
وتصيب الميلانوما حوالي 132 ألف شخص سنويا على مستوى العالم وهو أكبر قاتل من سرطانات الجلد المختلفة. في الوقت الحالي، تعد الجراحة هي العلاج الرئيسي على الرغم من استخدام العلاج الإشعاعي والأدوية والعلاج الكيميائي في بعض الأحيان.
ويقوم الخبراء الآن باختبار لقاحات جديدة مصممة خصيصا لكل مريض وتطلب من جسمه مطاردة الخلايا السرطانية لمنع عودة المرض على الإطلاق. فيما وجدت تجربة المرحلة الثانية أن اللقاحات قللت بشكل كبير من خطر عودة السرطان لدى مرضى الميلانوما.
وتم الآن، إطلاق المرحلة الثالثة من التجربة النهائية، وتقودها مؤسسة مستشفيات يونيفيرستي كوليدج لندن التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية (UCLH).
وقالت المحققة الوطنية المنسقة للتجربة، هيذر شو، إن اللقاحات لديها القدرة على علاج الأشخاص المصابين بالميلانوما ويتم اختبارها على سرطانات أخرى، بما في ذلك الرئة والمثانة والكلى.
وقالت شو: “هذا أحد أكثر الأشياء إثارة التي رأيناها منذ وقت طويل حقا. هذه أداة مطورة بدقة حقا. أن تكون قادرا على الجلوس هناك وإخبار مرضاك أنك تقدم لهم شيئا يشبه فعلا وجبة فاخرة بدلا من وجبة ماكدونالدز، إنه ذلك المستوى من الخدمة الخصوصية التي تقدم إليهم.. المرضى متحمسون حقا بهذا الشأن”.
ويعتبر اللقاح علاجا فرديا بمولدات المضادات الجديدة. وهو مصمم لتحفيز الجهاز المناعي حتى يتمكن من مقاومة نوع معين من السرطان والأورام لدى المريض.
اقرأ أيضا:
يستهدف اللقاح، المعروف باسم mRNA-4157 (V940)، مولدات المضادات الجديدة للورم، والتي يتم التعبير عنها عن طريق الأورام لدى مريض معين. هذه هي علامات على الورم والتي من المحتمل أن يتعرف عليها الجهاز المناعي.
ويحمل اللقاح ترميزا لما يصل إلى 34 مولدا جديدا للمضادات وينشّط الاستجابة المناعية المضادة للورم بناء على الطفرات الفريدة في سرطان المريض.
ومن أجل تخصيصه، تتم إزالة عينة من الورم أثناء الجراحة للمريض، يليها تسلسل الحمض النووي واستخدام الذكاء الاصطناعي. والنتيجة هي حقنة مضادة للسرطان مصممة خصيصا للورم الذي يعاني منه المريض.
وقالت شو: “هذا علاج فردي إلى حد كبير، وهو أكثر ذكاء في بعض النواحي من اللقاح. لقد تم تصميمه خصيصا للمريض، لا يمكنك إعطاء هذا للمريض الذي يليه لأنك لا تتوقع أن ينجح”.
وأضافت: “قد يكون لديهم بعض مولدات المضادات الجديدة المشتركة، ولكن من المحتمل أن يكون لديهم مولدات مضادات جديدة فردية خاصة بهم والتي تعتبر مهمة للورم الخاص بهم، وبالتالي، فهي شخصية حقا”.
وقالت شو إن الهدف النهائي هو علاج مرضى السرطان بشكل دائم. مضيفة: “أعتقد أن هناك أملا حقيقيا في أن تكون هذه العقاقير مغيّرة لقواعد اللعبة في العلاج المناعي”.
إلى ذلك، وجدت بيانات المرحلة الثانية أن الأشخاص المصابين بأورام ميلانينية شديدة الخطورة والذين تلقوا الحقنة إلى جانب العلاج المناعي كيترودا كانوا أقل عرضة للوفاة أو عودة السرطان بعد ثلاث سنوات بنسبة النصف تقريبا (49 في المئة) مقارنة بأولئك الذين تلقوا كيترودا فقط.
تلقى المرضى 1 ملليغرام من لقاح mRNA كل ثلاثة أسابيع بحد أقصى تسع جرعات، و200 ملليغرام من كيترودا كل ثلاثة أسابيع (بحد أقصى 18 جرعة) لمدة عام تقريبا.
وستشمل المرحلة الثالثة من التجربة العالمية الآن مجموعة واسعة من المرضى، وتهدف إلى تجنيد حوالي 1100 شخص. ويهدف فرع المملكة المتحدة إلى استقطاب ما لا يقل عن 60 إلى 70 مريضا عبر ثمانية مراكز، بما في ذلك لندن ومانشستر وإدنبره وليدز.
إلى ذلك، قال أحد المرضى الأوائل الذين خضعوا للتجربة في UCLH هو ستيف يونغ، 52 عاما، من ستيفنيغ في هيرتفوردشاير: “أنا متحمس حقا، هذه هي أفضل فرصة لي للتخلص من السرطان”.