د. رضوى مجدى تكتب: تغيير كسوة النفس البشرية !

د. رضوى مجدى

فى كل عام ينتظر المسلمون فى كل بقاع الأرض لحظة تغيير كسوة الكعبة المشرفة .. كان هذا الحدث العظيم يجرى بعد مغرب يوم عرفه من شهر ذى الحجة فى كل عام الا ان المسؤلين عن بيت الله الحرام قامو بتغييره ليكون فى الأول من شهر الله المحرم لتكون بداية سنة هجرية مع كسوة جديدة للكعبة
كل ما جال بخاطرى اليوم وأنا أشاهد هذا الحدث العظيم هو (نحن) ماذا لو كانت لنا كسوة تتغير كل عام !!

ولست أقصد بالكسوة هنا ( الملبس ) الذى يستر الجسد فحسب ولكن الكسوة التى تكسو الروح والنفس
حين تنظر إلى كسوة الكعبة القديمة والتى تنسدل من أسفل الكسوة الجديدة تجد لونها قد بهت وحالها لم يعد كالجديدة فما مرت به خلال عام لم يكن هين .. الرياح الشديدة المليئة بالأتربة والأمطار الغزيرة والشمس الوهاجة ودرجات الحرارة العالية وأنفاس المعتمرين والحجاج ولمسات أيديهم وأيدى عمال الحرم ..أشعر حين تغييرها بأنه آن الآوان لتستريح وتستبدل فقد بال أمرها

وهكذا النفس ..فما أزحم ما نمر به فى كل عام ..فهذا فشل وهذا فرح وهذه خيبات أمل متكررة وهذا إرهاق وذاك استرخاء وحزن ومرض ووفاة وولادة ونجاح واخفاق وخطوات جديدة نحو مستقبل مجهول و … أكثر
ماذا لو استطعنا أن نغير كل ما مررنا به ونبدأ كل عام بنفوس بيضاء مطمئنة هادئة تصنع ذكريات وأحداث وتحتفظ بما مضى من لحظات السكينة والسعادة دون أن يرهقها عناء التذكر وعبء حمل الماضى الأليم

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى