إنجي الحسيني تكتب: مخطط الاجبار على الشذوذ الجنسي

          إنجي الحسيني
      (عضو اتحاد كتاب مصر)

في العصور القديمة وخاصة في فترة حكم الامبراطورية الرومانية، كان يتم حرق واعدام كل من يمارس الشذوذ الجنسي، وشملت العقوبات أيضا النبذ العام، وحلق الرأس، والجلد، والإخصاء، حتى وصل الأمر إلى استخدام المثليين جنسياً كبش فداء لمشاكل مثل «المجاعات والزلازل والأوبئة على يد الإمبراطور المسيحي جستنيان الأول؛ والذي سن القوانين باعدام كل من يمارس هذا الفعل، وكذلك استمرت العقوبات وتطبيق كل أشكال التعذيب والمحارق خلال العصور الوسطى بأوروبا، لكن وصولا إلى القرن الثامن عشر بدأت الأمور في التغيرتدريجيا، وتحديدا عام 1785 حيث يعتبر “جيرمي بنثام” عالم القانون والفيلسوف الانجليزي، واحدا من أوائل الأشخاص الذين جادلوا بعدم التجريم في إنجلترا، حتى قامت فرنسا عام 1791 بتشريع وتقنين العلاقات الجنسية المثلية بالتراضي بين البالغين وبذلك تصبح أول دولة في غرب أوروبا تلغي تجريم و تعنيف المثليين ثم تبعتها مملكة بروسيا والتي ألغت عقوبة الإعدام وكذلك كل الدول والبلاد التي كانت تحت حكم الجمهورية الفرنسية الأولى مثل بلجيكا و لوكسمبورغ و موناكو.
فهل تخطينا مرحلة حقوق الشواذ جنسيا، ووصلنا إلى مرحلة أخرى وهي الاجبار على الشذوذ الجنسي وهي الأمزوحة التي تم تداولها للممثل الكوميدي الايرلندي “ديف آلن” عبر مقطع قصيريظهر ببساطة حجم التغيرات التي وصلت لها تلك المجتمعات والتي بدأت بعمل غسيل مخ للأطفال من خلال أفلام ديزني، واحتواء الكتب المخصصة للأطفال من جميع الاعمار في المكتبات على مواضيع الشذوذ والتحول الجنسي، ونشر الفكرة في المدارس حتى تصبح مستساغة لدي الطفل، إلى جانب السماح للشواذ بتبني الأطفال كما دعمت الجمعية الطبية الأمريكية ذلك، وجمعية علم النفس الأمريكية والتي صرحت بأن “التحيز الاجتماعي يضر بالصحة النفسية للمثليين والمثليات مع ملاحظة أنه لا يوجد دليل على أن الأبوة والأمومة لديهم تسبب الأذى”،.. بل وصل الفجر إلى دعوة اتحاد الأطباء الامريكي بعدم كتابة جنس الطفل في شهادة ميلاده كي يكون حرا في اختيار نوعه كما يدعمون حرية التحويل الجنسي ويعطون الهرمونات للأطفال لمنع البلوغ وربما وضعت تلك الأشياء في الحلوى والطعام حتى يحدث خلل هرموني لدي هؤلاء الأطفال، ولما لا؟! فبحسب ما ذكره المركز الوطني للصحة التكميلية والتكاملية بأمريكا، فإن استخدام الميلاتونين تؤثر على التطور الهرموني، سنّ البلوغ، ودورات الحيض، والإفراط في إنتاج هرمون البرولاكتين يتسبّب بنمو الثدي والحليب.
لقد عملت الأمم المتحدة بمؤسساتها على دعم الشذوذ وحمايته وأطلقت النداءات للدفاع عن حقوق الشواذ، واعتمدت يوما عالميا تحت مسمى “اليوم العالمي لمناهضة كراهية المثلية الجنسية”، وسبب اختيار هذا اليوم لأنه يوافق تاريخ قرار منظمة الصحة الدولية بإزالة الشذوذ الجنسي من قائمة الأمراض العقلية عام 1990. وفي الدورة الـ 53 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والتي بدأت في 19 يونيو 2023 أُعُلن أن قضايا الهوية الجنسية والتوجه الجنسي، ضمن القضايا الرئيسية ، وبناءا عليه أعلنت 37 دولة في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة دعمها لعائلات المثليين وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وألمانيا وإسبانيا والأرجنتين والبرازيل من بين الدول الموقعة على بيان بذلك، كما طالب ممثل أستراليا نيابة عن دول عديدة إضافة نيوزيلندا وتيمور الشرقية والاحتلال الإسرائيلي.
والآن يجب الوصول إلى التساؤل البديهي؛ لماذا يحرص الغرب على تعميق تلك الأفكار من شذوذ وتحول جنسي وحماية حقوق الشواذ جنسيا؟ والقضاء على الفطرة السليمة وتزويج الرجال بالرجال والنساء بالنساء في الكنائس!!! بعدما صار “الزنا” علاقة مشروعة ومقننة ومقبولة اجتماعيا ليس فقط في مجتمعاتهم، بل من خلال عيون مجتمعاتنا أيضا والتي أصبحت تتقبل الحياة بين رجل وامرأة بدون زواج رسمي، وتراه لا يختلف عن الزواج الرسمي إلا في الأمور مادية كما روجت أفلامهم كما صارت مجتمعاتنا تُقيم الحرام كتقليد طبيعي يخص تقاليد وعادات مجتمعاتهم التي يجب علينا احترامها!! مثل عدم تحريم الزواج بين المحارم وتأجير الأرحام ووجود ما يسمى ببنوك الحيوانات المنوية والبويضات مما يكون عرضة لاختلاط الأنساب.. إلا أن العدوى بدأت تتسلل إلينا عبر مصطلح المراد تقبله وهو مصطلح “المساكنة” كبديل واضح لمفهوم” الزنا”، تماما كما يُستخدم مصطلح “المثلية” بديلا عن الشذوذ أو اللواط أو السحاق، فيصيروقع الكلمة أقل أثرًا على النفس والعقل.
ذهب بعض المحللين أن الغرض من نشر هذا الخبث، هو الوصول إلى فكرة “المليار الذهبي” والتعجل بنهاية العالم، بينما يجد البعض الآخر أن الهدف هو استخدام الجنس والشهوات والغرائز كأداة من ضمن أدوات عدة كالحروب بمختلف أشكالها والأوبئة والتنظيمات الارهابية والتغيرات المناخية وغيره ، من أجل لسيطرة على الجنس البشري والتحكم فيه اقتصاديا واجتماعيا وفكريا وثقافيا وجينيا.
إن تلك الأفكار من وجهة نظري هي بمثابة تحدي لقيم الدين الاسلامي ، العدو الأول للغرب “الاسلاموفوبيا” من باب مواجهة الفكر بالفكر، مما يهدد استقرار وأمن العالم والدول الاسلامية ويقتل مبادئه ويحدث خلل قوي وواضح في منظومة قيمه، مما يمكن تلك الدول من التحكم في مقدرات تلك الشعوب، بالهيمنة على الفرد وخاصة “الأسرة” والتي صارت تدخل تحت بند “الأمن القومي الاجتماعي”
كل ما يجب علينا فعله، هو استيعاب ما يجرى حولنا، فالايقاع صار أكثر سرعة، والخطط أصبحث أكثر وضوحا، ويجب أن نبدأ بأنفسنا كأفراد ثم كأسر وأخيرا كمؤسسات، من خلال تضافر الخطاب الاعلام السليم والقوى الناعمة الموجهة، وتعاون المؤسسات الدينية “الأزهر والكنيسة” وتشديد القوانين على الفتاوى التى تثير الفتن بين شريكي الوطن لبناء مجتمع صحي، تغليظ التي تجرم كل من يخرج على تعاليم الأديان وتقاليد المجتمع ومنع أي مظاهر تروج لتلك الأفكار.
إن المجتمعات القوية، والمتماسكة يصعب اختراقها، ولنعتصم بحبل الله جميعا، فهل نستطيع أن ذلك ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى