كامل مراد يكتب: ( غَيّر مُحيطَكَ تَزدَد قيمَتُك )
كامل مراد
شاهدتُ مقابلةً لطبيبٍ نفسيٍّ يتحدث فيها عن الشَّخصيَّات المُؤثرة سلبًا في حياتنا، فهذه الشخصيَّات عند الجلوس معها ومناقشتها بكثرة فإنَّها تقوم بالتَّأثير علينا سلبًا، ويسببون لنا أمراضًا نفسيَّةً لا نشعر بها إلَّا بعد مرور الوقت، ويضّطر الواحد منّا بعد ذلك للذَّهاب إلى طبيبٍ نفسيٍّ؛ ليأخذ علاجًا يتخلص به من هذه الأمراض النفسيَّة، بمعنى آخر نحن نتناول العلاج نيابةً عمّن سببه لنا، وكان من الأجدر ذهاب المُتسبّب للعلاج وليس الضَّحيّة.
وبالتَّأكيد فإنَّ معظمنا قابل مثل هذه الشَّخصيَّات والتي تدَّعي الفهم في كلّ شيء، حتّى عند ذهابنا للطبيب يقومون بالسُّؤال عن نتائج التَّشخيص وكأنَّهم أطباء، وربَّما يتعارض دواء الطّبيب مع دوائهم المُقترح، وعند مخالفتهم الرأي يقولون لكَ نحن أعلم بمصلحتك، وعلى غرار هذه الشخصيَّة يوجد أشخاص يفهمون في كلّ المجالات إلّا في مجالهم وهؤلاء يظنّون أنَّهم ناجحون، لكنَّهم وبشهادة الجميع في آخر قافلة النَّجاح، ومن نماذج هذه الشخصيَّة مُتعدّدة الوجوه، الشخصيَّة التي ترفض كلَّ شيء أثناء تواجدها في اللقاءات، وتجادل على خطأ وتهدر الوقت في أحاديث لا فائدة منها، بل وتجلب الهم للمستمع، ومهما سألته عن رأيه في شخصيَّات سواء خاصة أو عامة يبدي رأيه الهدّام فيها ويقيّمها تقييمًا سلبيًا، ويذكر عيوبها دون ذكر محاسنها، فكلّ من يراه من وجهة نظره هو سيّء.
وعندما مللتُ من هذه النّوعيَّة، وكان هذا القرار متأخرًا من عمري، اكتشفتُ أنَّ أفضل علاجٍ لهؤلاء هو الابتعاد عنهم فخسارتهم مربحٌ وراحةٌ، ومع ذلك ستجدهم يبحثون عنك؛ لأنَّهم شريحةٌ غير مرغوب بلقائها ويبحثون عمَّن يستمع لهم ويصبر عليهم؛ لذلك أفضل شيءٍ أن يغيَّر الإنسان محيطه، ويختار الأصدقاء الذين يقدّرونه ويرفعون من شأنه، والابتعاد عن الفئة المُحبطة التي تستمع بإظهار عيوب غيرها وتنسى نفسها.
ويجب ألَّا نغفل عن الشخصيَّات الإيجابيَّة التي تأخذ صديقها من يده وتوصله إلى طريق النَّجاح وتكون مساندةً له في كلّ المراحل، وحتَّى عندما يواجه أصدقاؤهم أيَّ صعوبات سواء في حياتهم الشخصيَّة أو العمليَّة فإنَّهم يقدّمون لهم الحلول، ويهوّنون عليهم مشاكل حياتهم، ويجعلون جليسهم يغادرهم وهو مرتاحٌ ومطمئنٌّ بأنَّ لكلّ مشكلةٍ حل، وأثناء مجالستهم تشعر مع مرور الوقت أنَّ مفتاح النَّجاح يطرق بابك وتزداد ثقتك بنفسك للدخول في مشاريع تجاريَّة ناجحة والخوض في تجارب ومغامرات؛ لأنَّهم يملكون الحافز الذي يدفعك للإقدام على النَّجاح، وأختم بالمثل العامي جاور السَّعيد تسعد.