“إكسير الحياة” المصنوع من دم الإنسان.. ماذا نعرف عن الأدرينوكروم؟
أثار نقل المطربة العالمية مادونا إلى العناية المركزة قبل أيام التكنهات بشأن تعاطيها “الأدرينوكروم”، إكسير الحياة المصنوع من دم الإنسان.
وأعلن جاي أوسيري مدير أعمال مادونا، الأيقونة العالمية البالغة 64 عاما، في بيان، إصابتها “بعدوى بكتيريّة خطيرة أدّت إلى مكوثها في وحدة العناية المركزة لأيام”.
وذكر موقع wonkette أن “مادونا أصيبت بعدوى بكتيرية من لقاح ربما لم تتناوله منذ فترة”، مضيفا أن “هناك الكثير من الأشخاص الذين يعتقدون أن هذا له علاقة بنقص الأدرينوكروم”.
ما هو الأدرينوكروم؟
الأدرينوكروم Adrenochrome عبارة عن مادة كيميائية حقيقية يتم تصنيعها في المختبرات عن طريق أكسدة الأدرينالين، وتباع بطريقة شرعيّة.
لكن هناك خرافة انتشرت قبل سنوات منبعها رواية وفيلم “لاس فيغاس بارانو”، وبناء عليها “يعتقد أن الأدرينوكروم عقار يتم تصنيعه عن طريق إخافة الأطفال بإساءة استخدام الطقوس الشيطانية ثم استنزاف الغدد الكظرية”.
ووفقا لهذه الخرافة فإن الأدرينوكروم “أقوى بعشر مرات من الهيروين”، وأيضًا يحافظ على كل المشاهير في سن الشباب، لكن في الواقع لن تجعلك هذه المادة الكيميائية منتشيًا أو يبقيك شابًا.
وذكرت وكالة “فرانس برس” أن المعلومات المتداولة بين الناس عن كيفية صنع الأدرينوكروم هي من نسج الخيال، موضحة: “هذه المادة تُصنّع في المختبرات وتُستخرج عن طريق أكسدة مادة الأدرينالين، ولا علاقة لها بدماء الأطفال كما ادّعت المنشورات المضلّلة”.
وآثار الأدرينوكروم على جسم الإنسان غير معروفة تماماً، إذ أثار باحثون فرضية ارتباطها بمرض انفصام الشخصيّة، لكن لم تذكر أي دراسة أنها من المواد المهلوسة أو المؤثرات العقلية.
وقالت لوران كاريلا وهي عالمة نفس وأخصائيّة في علوم الإدمان في مستشفى بول بروس الفرنسي، إن “الأدرينوكروم هو أحد مشتقات الأدرينالين، وبالتالي من الممكن أن تكون له آثار كالأدرينالين كالخفقان السريع للقلب والتعرّق”.
وأضافت المختصة: “لم أسمع قط بحالات إدمان وتسمم بالأدرينوكروم، إنها قصّة خرافيّة”.
لا تندرج هذه المادة على لائحة وزارة الصحة الفرنسية للمواد المخدرة، ولا يُحظّر استخدامها في الولايات المتحدة، ويزوّد المركز الوطني للصحة على صفحته على الإنترنت بمعلومات وإرشادات حول المادة والجهات الرسمية التي تبيعها.
الأدرينوكروم وخرافة إكسير الحياة
تنتشر خرافة الأدرينوكروم منذ عام 2018 على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يصحب تلك المنشورات صور سياسيين ومشاهير تقدّموا في السنّ ولكنّهم حافظوا مع ذلك على شبابهم.
وتتناول النصوص المرافقة ما يُقال إنها معلومات عن تعذيب أطفال بهدف تحويل الأدرينالين في دمهم إلى أدرينوكروم، بل وتذهب تلك المنشورات للقول إن لتراً واحداً من هذه الدماء يتطلّب التضحية بثلاثين ألف طفل، تباع أعضاؤهم في ما بعد.
وتدعي المنشورات أن للأدينوكروم تأثيرات على دماغ الإنسان إذ يعطي النشوة ودرجة عالية من التركيز ويحافظ على شباب الشخص.
ورغم أن هذه القصّة تبدو خياليّة، إلا أنها لاقت تصديقاً وانتشاراً واسعاً على مواقع التواصل وتطبيق واتساب بلغات عدّة حول العالم.
ويرجع أصل الخرافة إلى رواية “لاس فيغاس بارانو” للكاتب الأمريكي هانتر تومسون التي تأتي في أحد فصولها على ذكر أن مصدر الأدرينوكروم الوحيد “هو غدد البشر الأحياء”، واستغلال أحد عبدة الشيطان المجانين للأطفال في سبيل ذلك.
حوّلت هذه القصة إلى فيلم من إخراج تيري جيليام، الذي شدّد على أن كلّ ما يتعلّق بمادّة الأدرينوكروم في فيلمه هو من نسج الخيال.