“ولا يبهرني في هذا العالم سوي السينما وزوجتي” .. عن سينما عاطف الطيب
كتبت – روان شرقاوي
وصفت أعماله بأنها أصدق توثيق لفترة الثمانينات قال عنه نجيب محفوظ أنه عميد الخط الواقعي في السينما المصرية الحديثة ، حارب الفساد بكل أنواعه في السينما تنوعت كدراته بين بطئ الإجراءات وعجز القوانين
عاطف الطيب الذي اجتمع علي حبه المخرجين والممثلين والجمهور والنقاد
عن سينما عاطف الطيب سينما الحب والحرب والحياة
أول خبراته في الحياة كانت مشاركته في حرب أكتوبر ١٩٧٣ تخرج من المعهد العالي للسينما قسم الإخراج ومن بعدها قام بتأدية الخدمة العسكرية عام ١٩٧٠ بعدما عاصر انهيار المشروع الناصري والتي تأثر به كل شباب جيله وكمثل أي شباب في تلك الفترة مكث عاطف الطيب في الجيش مدة ٦ سنوات ليشارك في الحرب هذا الأمر الذي لطالما شعر بالفخر من أجله وعبر عن ذلك من خلال أفلامه ، فكان أول فيلم من اخراجة وثائقي قدم للقوات المسلحة وكان موضوعه ” انفصال الإعلام عن الجبهة وقت الحرب ”
نشأته كانت في الصعيد لكنه انتقل مع أسرته إلي القاهرة الأمر الذي جعله يتأثر بحياة الناس ومشاكلهم ، قال ”إننا نعيش واقع تغمره الأحزان اليومية ، والسينما مؤثرة بشكل كبير فى سلوكيات الناس ولابد أن نناقش هذا الواقع ونسجل أحزان الناس ، ونحاول بقدر المستطاع أن نغوص فى أعماقهم ونطرق بود على أسباب متاعبنا … هذا هو هدفى”الذي وصفه عاطف الطيب في كدرات أفلامه بمنتهي الدقة والواقعية والوضوح ، وبعد الحرب وفي فترة الانفتاح الإقتصادي وبظهور أفلام المقاولات ابتعد عاطف الطيب عن ذلك النوع من الأفلام وعمل كمساعد مخرج لبعض الأفلام العالمية التي قاموا بتصويرها في مصر وبعض الأفلام الوثائقية إلي جانب عمله كمساعد مخرج للمخرج يوسف شاهين في فيلم اسكندرية ليه
مما اثقله ذلك بخبرات فنية انعكست علي أفلامه فيما بعد بالتركيز علي الشخصيات وحياتهم وملابسهم ارتبط ارتباطًا مباشرًا بقضايا المواطن المصري ولذلك كانت ولا تزال أعماله مثيرة للجدل وهو ما يمكن ملاحظته في الكثير من أفلامه بدأ في إخراج أول أفلامه عام ١٩٨٢ وكان فيلم روائي بعنوان ” الغيرة القاتلة ” ومن ثم ” التخشيبة ” و ” الزمار ” عام ١٩٨٤ والذي لم يعرض علي الجمهور بل تم عرضه في عروض خاصة علي الرغم من اشتراكه في مهرجان موسكو ومهرجاني برلين والقاهرة عام ١٩٨٥ ، ويليه فيلم ملف في الآداب ، الحب فوق هضبة الهرم ، البرئ عام ١٩٨٦ وكتيبة الإعدام والهروب وغيرهم الكثير ففي ١٥ عامًا قام بإخراج ٢١ فيلمًا سينمائيًا سعت إلي الصدق في التعبير والجرأة في طرح القضايا التي يمر بها المواطن المصري البسيط ولا ننسي آداء العبقري أحمد زكي في فيلم ” الهروب ” ومحمود عبد العزيز في ” الدنيا علي جناح يمامه” وآداء نور الشريف في ” ناجي العلي ” .
ولكن يشاء القدر بعدم تمكنه من إتمام فيلمه الأخير جبر الخواطر بسبب وفاته في ٢٣ من يونيو عام ١٩٩٥ ،
ولا ننسي جملته الشهيرة ” ولا يبهرني في هذا العالم إلا السينما وزوجتي ” .