الرئيس الصيني يجهز بلاده للصراع مع الغرب

في الوقت الذي تتحدث فيه واشنطن عن “تحسن وشيك” للعلاقات مع بكين، يكثف الرئيس الصيني، شي جينبينغ، جهوده لإعداد الصين لصراع مع الغرب، وفق تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال”.

أواخر الشهر الماضي، حث شي شعب بلاده مرتين على الاستعداد لما وصفه بالسيناريوهات أو الظروف القاسية، إذ تحدث بعبارات تشير إلى احتمال تصعيد التوترات مع اشتداد المنافسة بين الولايات المتحدة والصين.

في اجتماع رفيع المستوى ركز على الأمن القومي يوم 30 مايو، قال الزعيم الصيني، “يجب أن نكون مستعدين لأسوأ السيناريوهات وأشدها، وأن نكون مستعدين لتحمل الاختبار الرئيسي للرياح العاتية … وحتى العواصف الخطيرة”.

وبعد أسبوع من تلك التصريحات، قال شي خلال تفقده مجمعا صناعيا في منغوليا الداخلية، إن الجهود المبذولة لبناء السوق المحلية تهدف إلى “ضمان التشغيل الطبيعي للاقتصاد الوطني في ظل الظروف القصوى”.

وتأتي تصريحات شي التصعيدية بعد أيام على تصريحات للرئيس الأميركي جو بايدن، تحدث فيها عن “تحسن قريب جدا” في العلاقات بين واشنطن وبكين.

وقال بايدن خلال مؤتمر صحفي في هيروشيما باليابان يوم 21 مايو، حيث شارك في قمة مجموعة السبع، إن وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، سيجري زيارة إلى دول المحيطين الهندي والهادئ، مؤكدا على ضرورة إنشاء خط ساخن للتواصل مع الصين.

ويخطط بلينكن للسفر إلى الصين هذا الشهر كجزء من جهود الحكومتين لإعادة بناء خطوط الاتصال التي خرجت عن مسارها بسبب منطاد تجسس صيني مشتبه به حلق فوق سماء الولايات المتحدة خلال شهر فبراير الماضي.

في وقت سابق من يونيو، أعلنت وزارة الخارجية الصينية أن دبلوماسيين صينيين وأميركيين أجروا في بكين محادثات “صريحة” و”بناءة” حول سبل تحسين العلاقات الثنائية.

وقالت الوزارة في بيان إن مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون شرق آسيا، دانيال كريتنبرينك، زار العاصمة الصينية خلال الأيام القليلة الماضية برفقة سارة بيران، مستشارة الرئيس بايدن لشؤون الصين وتايوان.

ولكن تصريحات “الظروف القاسية” التي تأتي متوازية مع الجهود المبذولة لإصلاح العلاقات مع واشنطن، تشير إلى أن شي لا يتوانى عن جهود إعاقة الاقتصاد والبلد ضد التوترات الطويلة مع الغرب، بحسب “وول ستريت جورنال”.

وتسعى إدارة بايدن لإقامة حواجز حماية حول العلاقة الثنائية بين البلدين لمنعها من التطور إلى صراع مباشر.

من ناحية أخرى، تبدو بكين أقل اهتماما بالتفاصيل منها بالمبادئ العامة التي تقوم عليها العلاقات. وتريد الصين على وجه الخصوص، التأكد من أن الولايات المتحدة لا تتخطى الخطوط الحمراء في الأمور التي تعتبرها بكين محظورة، مثل تايوان.

“مهمة جوهرية”
وتعتبر الصين تايوان جزءا لا يتجزأ من أراضيها، مؤكدة عزمها على استعادتها، وبالقوة إذا لزم الأمر. وتعيش الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي، في ظل خوف دائم من غزو صيني لأراضيها.

الباحثة البارز في السياسة الخارجية للصين، جين كانرونغ، لم تخفف الكلمات حول تفسيرها لتصريحات شي، قائلة لصحيفة “غلوبال تايمز” التابعة للحزب الشيوعي، إن السيناريوهات القاسية التي أشار إليها شي تعني “خطر الحرب”.

وقال المتحدث باسم السفارة الصينية لدى واشنطن، ليو بينغيو، إن شي أوضح أنه يجب على الجانبين العمل معا لضمان أن العلاقات الثنائية “تمضي قدما في المسار الصحيح دون أن تفقد الاتجاه أو السرعة، ناهيك عن حدوث تصادم”.

ويشترك شي، الذي فاز بولاية ثالثة جديدة غير مسبوقة في السلطة، مع مؤسس البلاد، ماو تسي تونغ، في ولع التصريحات التي تجسد التهديدات الخارجية المتصورة كوسيلة لتأمين السلطة.

وذكر شي المخاطر الخارجية من قبل، لكن الإشارة المتكررة إلى “الظروف القاسية”، والتي جاءت بعد انتقاده للولايات المتحدة في مارس، أثارت مخاوف جديدة.

وقال الزميل البارز بمعهد بروكينغز، ريان هاس، إن “مهمة شي الجوهرية في فترته المقبلة هي تقوية الصين من نقاط الضعف الخارجية”.

وأضاف هاس الذي كان مستشارا رئاسيا سابقا لشؤون الصين وآسيا أنه “بالنظر من هذه العدسة، سيكون من المنطقي أن يسعى شي إلى زيادة الشعور بالإلحاح والأهمية حول تعزيز قدرة الصين على تحمل الظروف القاسية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى