“الحمى النزفية” تعاود الظهور في العراق
من جديد تعاود الحمى النزفية ظهورها في العراق بعد تراجعها خلال الأعوام الماضية، فسجلت 194 إصابة بينها 29 حالة وفاة منذ مطلع العام الحالي في وقت تصدرت محافظة ذي قار الإصابات.
وقال مدير عام دائرة البيطرة في وزارة الزراعة ثامر حبيب حمزة إن عدد الإصابات بالحمى النزفية بلغ 194 إصابة مع 29 وفاة، عازياً أسباب زيادة الإصابات خلال العامين الماضيين إلى ارتفاع نسبة التصحر وعدم استخدام المبيدات خلال أزمة كورونا.
وأوضح حمزة أن “تاريخ الحمى النزفية في العراق يعود لعام 1979 ومنذ ذلك الحين تقوم دوائر البيطرة برش وتعقيم الأماكن التي يوجد فيها القراد الناقل للمرض”، مشيراً إلى أنه منذ أزمة كورونا “توقفت إجراءاتنا لمدة عام ونصف العام، مما أدى إلى ازدياد إصابات القراد بشكل كبير، فضلاً عن أن زيادة نسبة التصحر وقلة الأمطار كان لهما دور في القضاء على القراد، إضافة إلى قلة الوعي الصحي للمصابين وعدم مراجعة المراكز الصحية وشراء اللحوم من المجازر العشوائية”.
ودعا حمزة إلى “ضرورة مراجعة الدوائر الصحية عند الشعور بالأعراض المتمثلة في ارتفاع درجة الحرارة وآلام المفاصل والقيء”، منوهاً بأنه “من الممكن معالجة الإنسان المصاب، بينما الحيوان لا يوجد لقاح أو علاج له”.
وتابع، “لدينا 293 فرقة جوالة تضم أطباء ومنتسبين تتولى عملية الرش والتعقيم للأماكن التي تضم حظائر الحيوانات، وفرقنا تصل إلى أية بقعة في البلاد لضرب طوق حول الموقع الذي رصد فيه المرض”، مشيراً إلى أن الحمى النزفية موجودة في العراق وعدد من دول الجوار، منها تركيا وإيران والكويت وأذربيجان.
ولفت إلى أن هناك وزارات كثيرة تشترك من أجل السيطرة على المرض منها دائرة الصحة والبيئة والأمن الوطني والبلديات لمنع الذبح العشوائي، موضحاً أنه “لا توجد مجازر كافية فعددها 48 مجزرة في عموم العراق، بينما من المفترض أن تكون 200 مجزرة، علماً أنه لم تُبنَ مجزرة واحدة مجهزة منذ 30 عاماً، أما الموجودة، فلا تضم أجهزة حديثة”.
ذي قار تتصدر الإصابات
وعزا حمزة سبب زيادة الإصابات في محافظة ذي قار لعدم السيطرة على حركة الحيوانات، فضلاً عن الجزر العشوائي، إذ إنها تصدرت عدد الإصابات بـ56 إصابة وسبع وفيات، وتشتهر المحافظة الجنوبية بتربية قطعان الجاموس، لا سيما في الأهوار، حيث تقدر أعدادها بنحو 80 ألف رأس.
بدورها تقول الطبيبة البيطرية وصال معروف عبدالمجيد إن قلة رش المبيدات في أماكن وجود المرض وتراجع الوعي أديا إلى انتشاره، مضيفة أن “الإجراءات الوقائية من قبل الدولة تراجعت مما زاد من تفشي المرض، فضلاً عن قلة الوعي لدى مربي الماشية، بخاصة أنه مرض مشترك بين الحيوان والإنسان لذلك يجب أن تكون هناك توعية للمربين وغيرهم على حد سواء”.
وتابعت، “كانت هناك موازنة كبيرة لدوائر البيطرة لشراء مواد لمكافحة المرض ونحتاج إلى المبيدات للحشرات، ويجب أن تعطى مجاناً إلى المربين وكذلك التحذير من خطورة المرض والذبح بالمجازر الحكومية من أجل محاصرة العدوى وعدم انتقالها إلى الإنسان”.