مصر “تمنع” فريق آثار هولندي من التنقيب في سقارة .. قرار صائب 

منع فريق من علماء الآثار من متحف هولندي من إجراء حفريات في مقبرة سقارة الغنية في مصر، بعد أن أقام المتحف معرضا زور فيه تاريخ مصر ولاقي إدانة من السلطات المصرية، وفق ما نقلته شبكة “سي إن إن” الأميركية.

وبعد افتتاح معرض “كيميت: مصر في الهيب هوب والجاز والسول والفانك”، تلقى المتحف القومي للآثار في ليدن بريدا إلكترونيا من رئيس البعثات الأجنبية لجهاز الآثار المصرية يقول إن المتحف “يزيف التاريخ” بنهجه “الأفروسنتريك” أي (الذي يركز على الحضارة الأفريقية)، حسبما ذكرت صحيفة “NRC” الهولندية يوم الاثنين.

وأكد ويم ويلاند، المدير الإداري للمتحف، لشبكة “سي إن إن” عبر البريد الإلكتروني أن السلطات المصرية رفضت منح المؤسسة تصريحا لموسم التنقيب المقبل في سقارة.

وقال ويلاند: “يعمل متحف ريجكس فان أوديدن في سقارة منذ عام 1975″، مضيفا للشبكة “بالنسبة للموسم المقبل، تم رفض منح المتحف تصريح التنقيب.”

وذكر ويلاند أن سبب رفض التصريح هو “التاريخ المفترض أنه مزور في المعرض الحالي”، مضيفا أن المتحف يحاول “فتح حوار” مع السلطات المصرية حول هذه المسألة.

ووفقا لموقع المتحف فإن المعرض الذي افتتح في أبريل ويستمر حتى الثالث من سبتمبر المقبل “يجسد رحلة عبر تاريخ الموسيقى”، حيث يعكس “تأثير مصر القديمة ونوبيا .. في أعمال عدد من الموسقيين من أصحاب الأصول الأفريقية، من بينهم أيقونات الجاز مثل مايلز دايفيز وصن را وآخرين من الفنانين الحديثين، مثل بيونسيه وريانا”.

وكانت المملكة النوبية تقع شمال شرقي أفريقيا، وامتدت من وادي النيل في مصر وصولا إلى ما يعرف اليوم باسم الخرطوم، العاصمة السودانية، وكانت تعرف باسم مملكة كوش أو “الفراعنة السود”، وفقا لما ذكرته “سي إن إن”.

ولم يرد مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، على طلب “سي إن إن” للتعليق.

وتابع ويلاند قائلا إن الهدف من معرض “كيميت” هو “إظهار وفهم تصوير مصر القديمة والرسائل في الموسيقى من قبل الفنانين السود” ، وكذلك “إظهار ما يمكن أن تخبرنا به الأبحاث العلمية والمصرية عن مصر القديمة والنوبة”.

وشجع المتحف الزوار على “زيارة المعرض وتكوين آرائهم الخاصة”، قائلا إنه “يرحب بالحوار المحترم حول التراث الثقافي لمصر والنوبة”.

وليست هذه هي المرة الأولى التي تعترض فيها مصر على تصوير أسلافها القدامى.

أثار وثائقي “الملكة كليوباترا” الذي أنتجته شركة “نتفليكس” الكثير من الجدل في مصر على مدار الأشهر الأخيرة، وحصد معدلات تقييم متدنية وُصفت بأنها “الأسوأ” في تاريخ الأعمال التلفزيونية.
وانتقدت مؤخرا مسلسل Netflix الوثائقي “الملكة كليوباترا”، الذي يصور حاكمة مملكة مصر البطلمية على أنها امرأة سوداء.

وكتب زاهي حواس، عالم المصريات ووزير الآثار المصري السابق، الشهر الماضي، أنه “لا يمكن لأي شخص لديه القليل من التعليم أن يصنع فيلما يظهر كليوباترا على أنها سوداء”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى