ماذا يعني صاروخ فرط صوتي إيراني جيوسياسيا؟
ماذا يعني صاروخ فرط صوتي إيراني جيوسياسيا؟
سيجعل هذا الصاروخ إيران محصنة من هجمات قد تشنها إسرائيل بل وحتى الولايات المتحدة خوفا من الرد.
يمنح هذا الصاروخ للقوات العسكرية الإيرانية قدرة ردع كبيرة للغاية، وذلك من خلال إصابة أهداف بعيدة ونسبة عالية في التدمير.
تفاجأ العالم في السنوات الأخيرة باقتحام دول تعتبر بمقاييس معينة من “العالم الثالث” أو “صاعدة” تقتحم مجال الصناعة العسكرية بقوة وأساسا إيران وتركيا.
إعلان إيران عن تجربة صاروخ فرط صوتي منعطف حقيقي في تاريخ صناعة الأسلحة ومقدمة لردع كبير بالشرق الأوسط، واستحالة تنفيذ إسرائيل أي هجوم على إيران.
لا أنظمة مضادة للطيران تستطيع اعتراض صواريخ فرط صوتية نظرا للفارق بين سرعتها وسرعة الأنظمة المستعملة كالقبة الحديدية الإسرائيلية أو نظام باتريوت الأمريكي.
* * *
أعلنت إيران، الثلاثاء، عن تجربة صاروخ فرط صوتي، في منعطف حقيقي في تاريخ صناعة الأسلحة ومقدمة لردع كبير في منطقة الشرق الأوسط، ومنها استحالة تنفيذ إسرائيل أي هجوم على إيران بل وحتى الولايات المتحدة.
واعتاد العالم على أن أخبار التقدم في الصناعة العسكرية تقتصر فقط على الدول الكبرى وأساسا الغربية وروسيا ولاحقا الصين لكنه يتفاجأ في السنوات الأخيرة باقتحام دول تعتبر بمقاييس معينة من “العالم الثالث” أو “صاعدة” تقتحم هذا المجال بقوة وأساسا إيران وتركيا.
ولأول مرة في تاريخ الحروب خلال القرون الثلاثة الأخيرة، يكون ضمن الأسلحة الرئيسية في حرب معينة، وفي هذه الحالة الحرب الروسية الأوكرانية، الطائرات المسيرة الإيرانية والتركية. وكيف تعتمد دولة تمتلك صناعة عسكرية متطورة مثل روسيا على مسيرات “شاهد” الإيرانية بمختلف أنواعه.
في هذا الصدد، أعلنت إيران، اليوم الثلاثاء، عن تجربة صاروخ فرط صوتي يحمل اسم “فتاح”، وهو من إنجاز القوة الجوفضائية الإيرانية ويبلغ مداه 1400 كلم. وبالتالي، الصواريخ فرط صوتية الإيرانية لديها القدرة على الطيران بسرعة تفوق 5 أضعاف سرعة الصوت (ماخ).
وتقول إيران إن صاروخ “فتاح” تبلغ سرعته 13 ماخ، فهو يقارب 18 ألف كلم في الساعة. وإن كان هذا المعطى صحيحا، فهو رقم قياسي بين الصواريخ فرط صوتية. وتعني هذه التجربة الصاروخية، ثلاثة أمور رئيسية وهي:
أولا، تقدم ملحوظ في الصناعة العسكرية الإيرانية، لأن صنع محرك صاروخ فرط صوتي يتطلب تقنية عالية للغاية، تتوفر حتى الآن لكل من روسيا ثم الصين وبعدها الولايات المتحدة، وأعلنت كوريا الشمالية عن تصنيع صاروخ فرط صوتي، بينما الدول الغربية ذات التاريخ في الصناعة العسكرية مثل فرنسا وبريطانيا لم تنجح حتى الآن في صناعة صاروخ فرط صوتي.
وإذا كانت إيران قد صنعت صاروخا بهذه السرعة، فهي قادرة على صناعة أنظمة اعتراض جوي متقدمة. في هذا الصدد، لا يمكن فهم نظام الاعتراض الجوي الأكثر تطورا في العالم “أس 500” الروسي بل وحتى “أس 400” الذي اقتنته تركيا دون التقدم في الصواريخ فرط صوتية. وإلى جانب البرنامج النووي الإيراني، كان الغرب يريد فرض حظر تطوير إيران للصواريخ ولكنه فشل في هذا المسعى.
ثانيا، يمنح هذا الصاروخ للقوات العسكرية الإيرانية قدرة ردع كبيرة للغاية، وذلك من خلال إصابة أهداف بعيدة ونسبة عالية في التدمير، ولا توجد أنظمة مضادة للطيران قادرة على اعتراض هذه الصواريخ بسهولة نظرا للفارق بين سرعتها وسرعة الأنظمة المستعملة مثل القبة الحديدية الإسرائيلية أو نظام باتريوت الأمريكي.
كما سيجعل هذا الصاروخ إيران محصنة من هجمات قد تشنها إسرائيل بل وحتى الولايات المتحدة خوفا من الرد. وعلاقة بهذه النقطة الأخيرة، أي شن هجمات ضد إيران، فإن الإعلام الغربي وعددا من الخبراء ثم المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين يتحدثون ومنذ عشرين سنة عن هجمات إسرائيلية وأمريكية ستستهدف البرنامج النووي الإيراني، غير أن هذه الهجمات لم تقع نهائيا. ويعود السبب الى التخوف من خطر الصواريخ الإيرانية.
ثالثا، إذا ما قررت إيران مستقبلا بيع هذه الصواريخ لدول صديقة خاصة إذا جعلتها تنطلق من منصات ثابتة وليس من الغواصات والسفن الحربية والمقاتلات، فهي قادرة على تغيير الكثير من الموازين العسكرية في عدد من المناطق.
ينظر الغرب بقلق إلى إقدام تركيا وإيران على الإخلال بموازين القوى في مناطق معينة بسبب بيع الطائرات المسيرة.