روسيا تعلن إحباط هجوم أوكراني كبير على جبهة دونيتسك

قالت وزارة الدفاع الروسية، إنها أحبطت ما وصفته بـ”هجوم واسع النطاق”، شنّته القوات الأوكرانية صباح الأحد، على 5 محاور باتجاه جنوب دونيتسك، مشيرة إلى أن كييف حاولت إدخال اللواءين الميكانيكيين 23 و31 من الاحتياطيات الاستراتيجية لقواتها بدعم من الوحدات العسكرية الأخرى. فيما لم تعلّق أوكرانيا على هذه الأنباء.

واعتبرت الوزارة، في بيان نشرته وكالة “ريا نوفستي” ووسائل إعلام روسية، أن هدف القوات الأوكرانية كان اختراق دفاعات القوات الروسية على المحور الأكثر ضعفاً برأيها من الجبهة، مشيرة إلى أن القوات الأوكرانية “لم تنجز مهامها ولم تنجح”.

وأضافت الوزارة أن أوكرانيا شنت هجومها باستخدام ست كتائب‭ ‬ميكانيكية وكتيبتي دبابات.

وأوضحت أن خسائر القوات الأوكرانية بلغت أكثر من 250 فرداً وتدمير 16 دبابة و 3 مركبات قتال مشاة و21 عربة قتال مصفحة “نتيجة الأعمال الماهرة والكفؤة للمجموعة الشرقية من القوات الروسية”، حسب ما جاء في البيان.

وذكر المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيجور كوناشينكوف، أن قائد المجموعة الموحدة للقوات، رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، فاليري غيراسيموف، كان متواجداً في أحد مواقع القيادة المتقدمة في المنطقة التي وقع فيها الهجوم الأوكراني”.

ولا يزال من غير الواضح إن كان الهجوم المشار إليه يمثل البداية الرسمية للهجوم المضاد المتوقع على نطاق واسع أن تشنه أوكرانيا لاستعادة بعض الأراضي التي احتلتها القوات الروسية منذ الغزو الذي بدأ في فبراير شباط 2022، وفقاً لـ”رويترز”.

“محاولة اختراق أوكرانية”
كانت روسيا أعلنت في وقت سابق الأحد، صد مجموعة أوكرانية حاولت العبور إلى منطقة بيلجورود غرب البلاد، فيما طالب الجيش الأوكراني مجدداً، بالتزام الصمت فيما يتعلق بتنفيذ هجوم مضاد طال انتظاره ضد القوات الروسية، وذلك في أحدث رسالة توجهها كييف بينما تستعد لشن الهجوم.

وقال الجيش الروسي في بيان: “في 4 يونيو، رصدت وحدات تغطي حدود المنطقة العسكرية الغربية (…) محاولة مجموعة تخريبية من الأوكرانيين عبور النهر قرب قرية نوفايا تافوليانكا”، مضيفاً أنه: “ضُرب العدو بالمدفعية وتفرقت صفوفه وتراجع”.

وفي السياق، أفاد حاكم منطقة بيلجورود الروسية المتاخمة للحدود الأوكرانية فياتشيسلاف جلادكوف، باندلاع حريق في منشأة للطاقة بالمنطقة، مشيراً إلى أن السبب الأولي للحريق إسقاط عبوة ناسفة من على متن طائرة مسيرة.

وقال حاكم المنطقة إن الحادث لم يسفر عن سقوط أي ضحايا، وأن خدمات الطوارىء تعمل في مكان الواقعة.

وأعلن جلادكوف أن “معارك” تدور في قرية نوفايا تافوليانكا، مشيراً في رسالة عبر “تيليجرام”، الأحد، إلى “وصول مجموعة مخربين إلى المنطقة”. وأضاف: “تدور الآن معارك في نوفايا تافوليانكا. آمل أن يتم القضاء عليهم جميعاً”.

وأعرب جلادكوف عن استعداده للقاء المقاتلين الروس الموالين لأوكرانيا والذين تبنوا شن هجمات على المنطقة، بعدما عرضوا هذا الأمر لتبادل أسرى.

وقال جلادكوف: “الأمر الوحيد الذي يمنعني من التفاوض معهم هو رجالنا الذين بين أيديهم. ربما قتلوا. ولكن إذا لم يكن الأمر كذلك، يمكنهم أن يتوجهوا بين الساعة 17:00 (14:00 بتوقيت جرينتش) والساعة 18:00 (15:00 بتوقيت جرينتش) إلى معبر شيبيكينو الحدودي. أضمن الأمن”.

اشتباكات باخموت
وأشارت أوكرانيا، الأحد، إلى استمرار الاشتباكات حول مدينة باخموت التي تعرضت لدمار كبير في شرق البلاد، لافتةً إلى أن موسكو ما زالت تتكبد “خسائر فادحة”.

وشنت روسيا، الأحد، ضربات جوية ليلية على مطارات عسكرية أوكرانية وإسقاط طائرات مسيرة بالقرم.

وأضاف الجيش الروسي أنه شنّ ضربات جوية ليلية على مطارات عسكرية أوكرانية، مؤكداً أنه أصاب مراكز قيادية ومعدات.

وقالت وزارة الدفاع الروسية: “هذه الليلة، شنّت القوات المسلحة الروسية ضربة مشتركة بأسلحة بعيدة المدى وعالية الدقة من الجو ضد منشآت العدو في مطارات عسكرية”.

كانت روسيا، أعلنت أواخر الشهر الماضي، السيطرة على باخموت عقب أطول معارك الحرب وأكثرها دموية، لكن أوكرانيا تقول إن قواتها ما تزال تحتفظ بموطئ قدم محدود في المدينة، وتنفي ما تقوله موسكو بشأن السيطرة الكامل على المدينة.

ضربات جوية
في المقابل قالت أوكرانيا إنها تعرضت لغارات جوية قرب العاصمة كييف، وإن مطاراً بوسط البلاد تعرض لقصف بالصواريخ.

وذكرت القيادة العسكرية الأوكرانية العليا في تقريرها اليومي أن القوات الروسية نفذت عمليتين فاشلتين حول باخموت وشنت عدداً من الضربات الجوية والقصف المدفعي على قرى مجاورة.

وأفاد التقرير بوقوع نحو 23 اشتباكاً على مدى الـ24 ساعة الماضية، في منطقة دونيتسك حيث تقع باخموت، ومنطقة لوجانسك المجاورة. وأعلنت روسيا ضم المنطقتين من أوكرانيا بالإضافة إلى 3 مناطق أخرى منها شبه جزيرة القرم.

وفي بيان عبر تطبيق “تيليجرام”، السبت، قال أولكسندر سيرسكي قائد القوات البرية الأوكرانية بعد زيارة مقاتليه في المنطقة: “يواصل العدو تكبد خسائر فادحة في تجاه باخموت.. قوات الدفاع تواصل القتال. سننتصر”.

ولم يتسن التحقق بشكل مستقل من صحة تقارير ساحة المعركة.

مواقع مراقبة
ويرى محللون عسكريون أن باخموت، التي بلغ تعداد سكانها قبل الحرب 70 ألف نسمة، ليس لها أي قيمة استراتيجية، لكن موسكو قالت إن الاستيلاء عليها يساعد قواتها في التوغل لعمق أكبر في شرق أوكرانيا.

وقالت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني إن قوات كييف ما تزال تُسيطر على المشارف الجنوبية الغربية لباخموت.

ورداً على تعليقاتها، قال يفجيني بريجوجين رئيس مجموعة “فاجنر” العسكرية الروسية الخاصة إن القوات الأوكرانية ربما تكون قد نصبت مواقع مراقبة في باخموت.

ومجموعة “فاجنر” هي القوة الدافعة الرئيسية لهجوم موسكو على باخموت.

وأضاف في تسجيل صوتي على “تيليجرام”، الأحد: “إن كان الأمر كذلك، فانتظروا الخطوات القادمة إذن”.

وأعلن بريجوجن قبل أيام أن 99% من مقاتليه غادروا باخموت بعدما سلموا المدينة إلى الجيش الروسي.

وفي وقت سابق السبت، قالت مخابرات الدفاع البريطانية إن روسيا تواصل إعادة نشر وحدات عسكرية نظامية في باخموت لتحل محل مقاتلي “فاجنر”.

وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن قواته مستعدة لشن الهجوم المضاد الذي طال انتظاره لاستعادة الأراضي التي تحتلها روسيا حالياً.

وفي مقابلة مع صحيفة “وول ستريت جورنال”، نُشرت السبت، قال زيلينسكي: “بصراحة، يمكن أن يمضي الأمر في مسارات مختلفة ومتنوعة. لكننا سنقدم عليه ونحن مستعدون له”.

وتأمل كييف أن يغير الهجوم المضاد الاتجاه الذي تسير فيه الحرب التي اندلعت منذ أن غزت روسيا أوكرانيا قبل 15 شهراً.

“التزام الصمت”
وتتزايد التكهنات إزاء ما يُتوقع أن يكون هجوماً واسعاً للقوات الأوكرانية لاستعادة الأراضي التي تحتلها روسيا في شرق أوكرانيا وجنوبها.

ودأب المسؤولون الأوكرانيون على مطالبة الشعب الأوكراني بعدم الحديث عن هذا الهجوم، قائلين إن ذلك يمكن أن يُساعد العدو.

وشنت السلطات في الآونة الأخيرة حملة على المواطنين الذين ينشرون صوراً أو لقطات لمنظومات الدفاع الجوي وهي تُسقط صواريخ روسية.

وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار في مقطع مصور نشرته عبر “تيليجرام” الأحد: “الخطط تحب الصمت. لن يكون هناك إعلان عن بداية (الهجوم)”.

وقدم حلفاء كييف الغربيون في الأشهر الأخيرة أسلحة ودروعاً وذخيرة لتستخدمها أوكرانيا في الهجوم المضاد الذي قال خبراء عسكريون إنه قد يكون صعباً في ظل تمترس القوات الروسية.

“تصاعد التوتر”
في السياق ذاته، اعتبر الكرملين أن إمداد فرنسا وألمانيا لكييف بصواريخ بعيدة المدى سيؤدي إلى جولة أخرى من “تصاعد التوتر” في الصراع الأوكراني.

وصارت بريطانيا، الشهر الماضي، أول دولة تزود أوكرانيا بصواريخ “كروز” بعيدة المدى.

وطلبت أوكرانيا من ألمانيا صواريخ “كروز” من طراز “توروس” التي يبلغ مداها 500 كيلومتر، كما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن بلاده ستمنح أوكرانيا صواريخ ذات مدى يسمح لها بتنفيذ هجومها المضاد الذي طال انتظاره.

وفي مقابلة الأحد مع قناة “روسيا-1” التليفزيونية، قال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين: “بدأنا بالفعل نشهد مناقشات بشأن تسليم صواريخ من فرنسا وألمانيا يصل مداها إلى 500 كيلومتر أو أكثر”.

وأضاف: “هذا سلاح مختلف تماماً.. سيؤدي إلى جولة أخرى من تصاعد التوتر”.

وانتقدت روسيا مراراً الدول الغربية لتزويدها أوكرانيا بالأسلحة، ونبهت إلى أن الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي “الناتو” صارت بالفعل أطرافاً مباشرة في الصراع.

وأوضحت موسكو أنها تعتبر مثل هذه الأسلحة التي يقدمها الغرب أهدافاً مشروعة لما تسميه “عمليتها العسكرية الخاصة” في أوكرانيا والتي بدأت في 24 فبراير 2022.

وتقول أوكرانيا إنها بحاجة إلى مزيد من الأسلحة، ومنها الصواريخ بعيدة المدى، للدفاع عن نفسها في مواجهة الهجمات الروسية ولاستعادة السيطرة على أراضيها المحتلة.

وأكد بيسكوف أن روسيا ستواصل عملياتها في أوكرانيا حتى “يتم إنجاز المهمة.. لا يوجد بديل”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى