“بريكس” تفتح الباب أمام انضمام أعضاء جدد.. ومصر في المقدمة
أعلن دبلوماسيون كبار من دول مجموعة”بريكس” خلال محادثات في جنوب إفريقيا الخميس، أن المجموعة منفتحة على انضمام أعضاء جدد، في وقت تسعى الكتلة إلى الحصول على صوت أقوى في الساحة الدولية.
ودعا وزراء خارجية مجموعة الدول الخمس، المؤلفة من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، إلى “إعادة توازن” النظام العالمي، وذلك خلال اجتماعهم في إطار مؤتمر يستمر يومين تطغى عليه تداعيات الحرب في أوكرانيا.
ومن البنود التي أدرجت على جدول الأعمال التوسع، إذ تطمح 19 دولة للانضمام، واحتمال إنشاء عملة مشتركة، بحسب “بلومبرغ”.
الاجتماع الذي يمهد لقمة رؤساء دول “بريكس” في جوهانسبرغ من 22 إلى 24 أغسطس، استعرض كذلك أهداف التكتل لترسيخ نفسه قوةً اقتصاديةً وسياسيةً مؤثرة.
وقال وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار خلال كلمة افتتاحية “اجتماعنا يجب أن يبعث رسالة قوية مفادها أن العالم متعدد الأقطاب، وأنه يعيد توازنه، وأن الطرق القديمة لا يمكنها معالجة الأوضاع الجديدة”.
وأضاف: “نحن رمز للتغيير ويجب أن نتصرف على هذا الأساس”.
ترحيب بالراغبين في الانضمام
وأدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى عزل موسكو إلى حد كبير على المسرح الدولي، ما دفعها إلى السعي لتوثيق العلاقات مع الصين وغيرها.
من جهته قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن “أكثر من عشر دول” من بينها مصر والسعودية أبدت اهتمامها بالانضمام إلى مجموعة بريكس.
وذكر لافروف أن القضية نوقشت مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان الموجود في القمة.
بدوره قال نائب وزير الخارجية الصيني ما تشاو تشو إن بكين ترحب بالمتقدمين المحتملين.
وأضاف في مؤتمر صحافي “نتوقع انضمام مزيد من الدول إلى عائلتنا الكبيرة”.
ويأتي اجتماع دول مجموعة بريكس قبل قمة لرؤساء الدول في أغسطس تهيمن على تحضيراتها إمكانية حضور فلاديمير بوتين إلى جنوب إفريقيا، الدولة المضيفة للقمة.
وصدرت في حق بوتين مذكرة توقيف عن المحكمة الجنائية الدولية بتهمة “ترحيل” أطفال أوكرانيين في إطار هجوم موسكو على أوكرانيا.
نظرياً، وبصفتها عضواً في المحكمة الجنائية الدولية، يتوجب على جنوب إفريقيا اعتقال الرئيس الروسي إذا دخل أراضيها. لكن البلدين يقيمان علاقات وثيقة.
ترقب لحضور بوتين
في هذا الصدد أكدت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا ناليدي باندور أن “دعوة وجهت إلى كل من رؤساء الدول الخمس”.
وأضافت أن حكومة جنوب إفريقيا التي لم تتخذ موقفاً من مسألة احتمال اعتقال الرئيس الروسي، تدرس “الخيارات القانونية”.
وأشارت باندور إلى أن القمة ستعقد في جوهانسبرغ بعد أن ذكرت تقارير إعلامية أن الحكومة تدرس نقلها إلى مكان آخر للالتفاف على هذه القضية.
في غضون ذلك، هتف متظاهرون يحملون الأعلام الأوكرانية خارج الفندق الذي انعقد فيه الاجتماع “أوقفوا بوتين! أوقفوا الحرب!” وحمل البعض لافتات تصوّر لافروف كُتب عليها “قاتل أطفال” بحروف حُمر.
وقالت دزفينكا كاتشور (41 عاماً) عضو الرابطة الأوكرانية في جنوب إفريقيا لوكالة فرانس برس “صعب أن نرى أن جنوب إفريقيا التي لديها موقف قوي لناحية حقوق الأطفال، تصافح شخصاً هو جزء من جرائم الحرب المنهجية ضد الأطفال الأوكرانيين”.
عملات بديلة للدولار
وأوضحت باندور أن وزراء الخارجية لم يناقشوا مسألة حضور بوتين، بل ركزت محادثاتهم على الاستخدام المحتمل لعملات بديلة للدولار الأميركي في التجارة الدولية وعلى تعزيز بنك التنمية الجديد، المعروف أيضا باسم بنك بريكس.
وفي إشارة واضحة إلى الإجراءات الغربية ضد روسيا، قالت إنه تم البحث أيضاً في سبل “ضمان عدم وقوعنا ضحايا للعقوبات التي لها آثار ثانوية على الدول التي لا تنخرط في القضايا التي أدت إلى تلك العقوبات الأحادية”.
وترفض بريتوريا إدانة موسكو منذ بدء الحرب على أوكرانيا، مؤكدة أنها تتخذ موقفاً محايداً وتفضل الحوار لحل الأزمة، وهو ما يثير القلق على الساحة الدولية.
وفي أبريل قال رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا إن مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق بوتين تضع جنوب إفريقيا “في موقع صعب”.
هذا الأسبوع منحت حكومة جنوب إفريقيا حصانة دبلوماسية للمسؤولين الذين حضروا قمة بريكس قائلة إنه إجراء اعتيادي لتنظيم المؤتمرات الدولية.
مخاوف غربية
وتأتي هذه المحادثات في وقت يتصاعد فيه التوتر بين واشنطن وبكين، ومن المرجح أيضاً أن تثير المحادثات مخاوف الغرب من أن المجموعة تتجه لتصبح قوة موازنة للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وبالفعل، رفضت الدول الأعضاء الانضمام إلى “مجموعة السبع” في توجيه اللوم إلى روسيا، حليفتها في “بريكس”-وفرض عقوبات عليها- جراء غزو الرئيس فلاديمير بوتين الشامل لأوكرانيا.
والصين هي من ترفع راية التوسع والعملة المشتركة. وتتعرض دولتان على الأقل من الدول التي حضرت في كيب تاون- إيران وكوبا – لعقوبات اقتصادية أميركية.
وقال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا لأعضاء البرلمان في كيب تاون الأربعاء، “لقد اكتسبت مجموعة بريكس مكانة مهمة للغاية في العالم، حيث تسعى العديد من الدول عبر قارات مختلفة من عالمنا إلى أن تكون جزءاً منها”.
وكان ناليدي باندور، وزير الخارجية ومستضيف الاجتماع، قال الشهر الماضي إن الكتلة يمكن أن تكون “حاملة مشعل التغيير”، حيث تمثل تلك الدول “التي ترغب في لعب دور في الشؤون العالمية وضمان المنفعة لجنوب الكرة الأرضية”.
والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا مؤيد قوي لأهداف “بريكس” الجديدة، فهو يدافع عن استخدام عملة مشتركة، وأرسل وزير ماليته فرناندو حداد لحضور اجتماع “نيو دفيلوبمنت بنك” (New Development Bank) أو “بنك التنمية الجديد”، الذي أنشأته دول المجموعة، ومقره شنغهاي، للضغط من أجل مساعدة الأرجنتين، جارة بلاده التي تعاني أزمة اقتصادية.
وقالت رئيسة البنك ديلما روسيف هذا الأسبوع إن المصرف يتطلع إلى توسيع عضويته. وكانت بنجلاديش والإمارات انضمتا إليه في 2021، بينما أصبحت مصر عضواً في فبراير الماضي.