كارثة الكوارث.. 23 تريليون دولار في مهب الربح بسبب المناخ

وضع تأثير تغير المناخ من موجات الحر وحرائق الغابات التي تؤثر على أوروبا، إلى الأمطار الموسمية التي تسبب فيضانات مدمرة في بنغلاديش. الاقتصاد العالمي وأرباح الشركات في مهب الريح.

وفقًا لتقرير صادر عن Swiss Rek وهي شركة تقدم خدمات إعادة التأمين والتأمين وأشكال أخرى من تحويل المخاطر القائمة على التأمين، فإن تغير المناخ يمثل أكبر تهديد طويل الأجل للاقتصاد العالمي.

إذا لم يتم تحقيق أهداف المناخ الصافية الصفرية بحلول عام 2050، فإن العالم يخاطر بخسارة 23 تريليون دولار من الناتج الاقتصادي العالمي.

الأثر الاقتصادي للتغيرات المناخية
مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية، تنشأ الأحداث المناخية المتطرفة في كثير من الأحيان، مما يتسبب في مزيد من الدمار ويؤدي إلى ارتفاع التكاليف. فقد وجدت دراسة أجرتها مؤسسة Christian Aid الخيرية في المملكة المتحدة أن أكثر 10 أحداث جوية تدميراً في عام 2021 كلفت مجتمعة 170 مليار دولار من الأضرار.

كما تتعرض دول جنوب آسيا مثل سريلانكا والهند وباكستان وبنغلاديش بشكل أكبر للفيضانات ونقص المياه وحرائق الغابات والعواصف. هذا ويقدر تقرير صادر عن S&P Global أن جنوب آسيا قد تخسر ما بين 10٪ و18٪ من ناتجها المحلي الإجمالي بسبب الأحداث المناخية القاسية – أي 10 أضعاف ما تخسره أوروبا. ووفقًا للتقرير، كذلك تواجه دول في آسيا الوسطى والشرق الأوسط وأفريقيا أيضًا تهديدًا مشابهًا.

وتقدر شركة إعادة التأمين Swiss Re أن الخسائر الاقتصادية التي تأتي نتيجة لتغير المناخ ستزداد بمرور الوقت. على وجه التحديد، فإنه يحدد مرحلتين من التغيير الاقتصادي. في المرحلة الأولى، يستمر نمو الناتج المحلي الإجمالي كما كان في الماضي. في هذه المرحلة، ستستمر الاقتصادات الناشئة في النمو جنبًا إلى جنب مع الاقتصادات الأكثر تقدمًا. ومع ذلك، مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة، ستصبح التأثيرات الاقتصادية أكثر وضوحًا، لا سيما في المناطق الأكثر عرضة للمخاطر المادية التي يشكلها تغير المناخ.

وتقدر Swiss Re أن المرحلة الثانية من التغيير الاقتصادي – تباطؤ الناتج المحلي الإجمالي – ستبدأ حوالي عام 2050 وستزداد في النصف الأخير من القرن.

تأثير التغيرات المناخية على مناخ الأعمال
وفقًا لبحث من Jordan Schoenfeld من كلية Tuck للأعمال في كلية Dartmouth College وVenky Nagar من جامعة ميشيغان، فإن بعض الشركات الأمريكية تعاني بالفعل من الآثار الاقتصادية للطقس القاسي. فقد قام Jordan Schoenfeld بتجميع وتحليل أكثر من 100 ألف تقرير سنوي منشور للشركات بين عامي 1994 و2018، باستخدام خوارزمية نصية لتحديد كلمة “الطقس” في التقارير. ثم أنشأ الباحثون مقياسًا بناءً على عدد المرات التي ذكرت فيها الشركات كلمة الطقس كل عام وقاموا بمقارنته بمقاييس أخرى مثل الربحية وعوائد الأسهم.

وجد الباحثون أن الشركات التي تتعرض بشكل أكبر للطقس تكون أقل ربحية وتنفق أكثر على الاستثمار الرأسمالي وتعتبر استثماراتها أكثر خطورة عند قياسها بعوائد 20 عامًا. والأكثر من ذلك، وجد الباحثون أن الشركات تشير إلى الطقس أكثر في تقاريرها السنوية مع مرور الوقت. في عام 1994، ذكرت 25٪ فقط من الشركات حالة الطقس في تقاريرها السنوية، مقارنة بحوالي 65٪ في عام 2018.

تستشهد الدراسة بأمثلة محددة لكيفية تأثير الطقس السيئ على عمليات الشركات. على سبيل المثال، خسرت شركة Midway Airlines خمسة أيام عمل من التشغيل في عام 2000 بسبب الطقس القاسي. وحددت شركة Kinder Morgan للبنية التحتية للطاقة تحديات الطقس كسبب لزيادة النفقات الرأسمالية على المشاريع الكبرى في عام 2008.

كما لاحظ الباحثون أن الشركات الكبيرة التي لها عمليات منتشرة عبر مناطق جغرافية مختلفة لديها تعرض أعلى لتغيرات الطقس. كما يلعب الموقع أيضًا دورًا. على سبيل المثال، الشركات التي يقع مقرها الرئيسي في الأجزاء الجنوبية الشرقية والوسطى من الولايات المتحدة لديها تعرض أعلى للطقس. كما يشهد الجزء الجنوبي الشرقي من الولايات المتحدة موسم الأعاصير من يونيو إلى نوفمبر.

بالإضافة إلى ذلك، تتأثر بعض الشركات بالطقس أكثر من غيرها. لاحظ الباحثون أن شركات المرافق والطاقة والغذاء كانت أكثر تعرضًا للطقس من شركات الرعاية الصحية والخدمات المالية

كيف يمكن للشركات مكافحة تغير المناخ؟
وجد تقرير Deloitte أن تحقيق أهداف المناخ يمكن أن يؤدي إلى زيادة حجم الاقتصاد العالمي بمقدار 43 تريليون دولار بحلول عام 2070. وأوصت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، بأنه يجب خفض إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري (GHG) بنسبة 43٪ تقريبًا بحلول عام 2030.

لتحقيق الأهداف المناخية، ستحتاج الشركات إلى التعامل مع انبعاثات غازات الدفيئة، مما يعني الحصول على البيانات والرؤى اللازمة لتحديد بصمات الكربون الخاصة بها. وبالتالي وضع خطة لإزالة الكربون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى