قبل ساعات من جولة الاعادة.. استطلاع: أردوغان وكيليتشدار متقاربان !
أفاد استطلاع للرأي في تركيا، أجراه موقع “المونيتور” بالشراكة مع شركة “بريمس داتا”، قبل ساعات من إجراء جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة يوم الأحد المقبل، بأن الرئيس الحالي، رجب طيب أردوغان، ومرشح المعارضة، كمال كيليتشدار أوغلو، متقاربان للغاية، وأن نسبة كبيرة من الناخبين “مترددة”.
وشمل الاستطلاع 970 شخصا في الفترة ما بين 19 مايو/أيار و23 مايو/أيار في جميع أنحاء تركيا، بهامش خطأ يبلغ +/- 3، حسبما أورد تقرير للموقع، ترجمه “الخليج الجديد”.
ويشير الاستطلاع إلى سباق قضم الأظافر في تركيا، مظهرا أن 40% من المستطلعين يؤيدون أردوغان و39% يؤيدون كيليتشدار أوغلو، فيما لا يزال 15% مترددين.
وتبرز قضايا الاقتصاد واللاجئين والعدالة باعتبارها أهم 3 قضايا يرى المستطلعون أنها تمثل تحديات كبرى لتركيا، بحسب التقرير.
الأسعار والتضخم
وفي التفاصيل، يعتقد غالبية المستطلعين أن أهم مشكلات هي أسعار المواد الغذائية والتضخم، بنسبة تزيد على 57%.
ويتبع البنك المركزي التركي، على مدى السنوات القليلة الماضية، سياسة نقدية غير تقليدية، بدعم من أردوغان، تعتمد على رفض رفع سعر الفائدة لكبح جماح التضخم، بل إن البنك المركزي التركي أجرى العديد من التخفيضات في أسعار الفائدة، ووصل بها إلى نسبة 8.5%.
ويلقي معارضو أردوغان باللوم على نظريته الاقتصادية غير التقليدية، التي تجادل بأن أسعار الفائدة المرتفعة تسبب ارتفاع التضخم، ويتهمونه بالتسبب في تضخم السريع ارتفع إلى 85.5% أواخر العام الماضي قبل أن يتراجع إلى أقل من 45% في أبريل/نيسان.
ومع ذلك، يبدو أن كيليتشدار أوغلو لم يتمكن من إقناع الناخبين بأنه قادر على استعادة الاقتصاد، إذ قال 52% من المستطلعين إنهم يثقون بأردوغان في الاقتصاد و48% قالوا إنهم يثقون في كيليتشدار أوغلو.
عودة اللاجئين
وفي المقابل، يبدو أن مرشح المعارضة التركية نجح في كسب ثقة الناخبين بنسبة أكبر فيما يتعلق بقضية اللاجئين في تركيا، فمن بين المستطلعين قال 57% إنهم يثقون في كيليتشدار أوغلو أكثر في هذا الملف، بينما قال 43% إنهم يثقون بأردوغان.
ويرى 71% من المستطلعين أن اللاجئين عليهم العودة إلى بلادهم في أسرع وقت ممكن، فيما قال 5% فقط إن القرار يجب أن يعود إليهم، بينما قال 20% إنهم يجب أن يعودوا فقط عندما يكون ذلك آمنًا لهم.
وردا على سؤال عن ما إذا كانوا يؤيدون تسوية العلاقات مع حكومة الرئيس السوري، بشار الأسد، قال 44% من المستطلعين: نعم، بينما قال 24% منهم: لا.
واشتد الجدل العام حول اللاجئين بشكل خاص في الحملة الانتخابية بعد أن حصل المرشح اليميني المتطرف، سنان أوغان، على نسبة غير متوقعة، بلغت 5.17%، ليحتل المركز الثالث في التصويت الرئاسي الذي جرى في 14 مايو/أيار.
وكانت العودة الفورية للاجئين موضوعًا رئيسيًا في حملة أوغان وتحالف “الأجداد” اليميني المتطرف.
ودفع الدعم غير المتوقع الذي حصل عليه أوغان في الجولة الأولى كيليتشدار أوغلو على تصعيد لهجة خطابها المناهض للاجئين.
وبنبرة شوفينية غير معتادة في وقت سابق من هذا الأسبوع، وصف مرشح المعارضة التركية اللاجئين بأنهم “مجرمون محتملون” وتعهد بإعادتهم إلى بلدانهم بمجرد انتخابه.
لكن تصريحات كيليتشدار أوغلو فشلت في التأثير على أوغان، الذي أعلن تأييده لأردوغان في جولة الإعادة يوم الأحد.
استقلال القضاء
وتعد العدالة ثالث أكبر قضية يهتم بها الأتراك بحسب الاستطلاع، بنسبة 11%، إذ يجادل منتقدو الحكومة بأن استقلال القضاء تآكل في ظل رئاسة أردوغان.
ويبدو من واقع الاستطلاع أن جهود أردوغان لجعل الأمن القومي الموضوع المهيمن للحملة، من خلال تصوير التحالف الانتخابي المكون من 6 أحزاب المعارضة ومرشحهم كيليتشدار أوغلو كمتعاونين مع الجماعات المحظورة، المتعاونة مع الإرهاب، قد باءت بالفشل إلى حد ما، إذ يعتقد 3% فقط من المستطلعين أن الأمن القومي هو أهم قضية تواجه البلاد اليوم.
ومع ذلك، قال 57% من المستطلعين إنهم يثقون بأردوغان أكثر في قضايا تتعلق بالأمن القومي، بينما قال 43% إنهم يثقون في كيليتشدار أوغلو.
وردا على سؤال عما إذا كانوا يصدقون اتهامات المعارضة لروسيا بتلفيق مقاطع فيديو لاستهداف مرشحي المعارضة، قال 21% فقط من المستطلعين إنهم يصدقون ذلك، بينما قال 40% إنهم لا يصدقون، وقال 39% إنهم لا يعرفون.
ويحق للناخبين الأتراك، البالغ عددهم أكثر من 61 مليون شخص في الداخل، التصويت في جولة الإعادة يوم الأحد، لكن يخشى كل من معسكري أردوغان وكيليتشدار أوغلو من أن يتسم السباق بلامبالاة الناخبين ويطالبون مؤيديهم بالإدلاء بأصواتهم.
وأظهر استطلاع “المونيتور” أن 6% من المستطلعين لا يخططون للتصويت في جولة الإعادة، وأن 14% لن يصوتوا لنفس المرشح الذي صوتوا له في الجولة الأولى.