روسيا تجدد اتهامها لأميركا بتطوير أسلحة بيولوجية في أوكرانيا
قالت روسيا، الجمعة، إن البيانات التي حصلت عليها وزارة الدفاع تثبت مرة أخرى تطوير الولايات المتحدة أسلحة بيولوجية على أراضي أوكرانيا، فيما تبادلت موسكو وكييف الهجمات والقصف بالمدفعية والطائرات المسيرة.
وأفاد قائد قوات الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي في روسيا إيجور كيريلوف، في تصريحات أوردتها وكالة “تاس”، بأن تفشي إنفلونزا الطيور في روسيا “تسبب في إثارة مخاوف بشأن التجارب البيولوجية التي تعاقدت عليها الولايات المتحدة والتي أجريت في محمية أسكانيا نوفا الطبيعية في خيرسون، عندما كانت خاضعة لسيطرة أوكرانيا”.
وأضاف: “في ضوء هذه الخلفية، فإن زيادة حالات الإصابة بإنفلونزا الطيور في روسيا والدول الأوروبية تثير قلقاً خاصاً. منذ بداية هذا العام، تم تسجيل 32 تفشياً لأنفلونزا الطيور في روسيا بجميع المقاطعات الفيدرالية، وفي الأسبوع الماضي وحده، تم اكتشاف المرض في مؤسسات بمنطقتي كيروف وياروسلافل”.
وسلط كيريلوف الضوء على حالات النفوق الجماعي للطيور التي حدثت داخل محمية خيرسون في عام 2021، مشيراً إلى أن الحكومة الأميركية كانت “المقاول لمثل هذه المشاريع”.
وتابع: “في أكتوبر 2022، أعلنت الولايات المتحدة عن الاستراتيجية الوطنية للتدابير المضادة للأخطار البيولوجية، وهي ذات طبيعة عقائدية، وتحدد إدارة المخاطر البيولوجية كأولوية حيوية للولايات المتحدة”.
وأردف: “بمساعدة الاستراتيجية المعتمدة، تخطط واشنطن لإنشاء هيكل تسيطر عليه الولايات المتحدة لمنع التهديدات البيولوجية والرد عليها وتحييدها، من أجل مصالحها الوطنية”.
ولفت كيريلوف إلى أنه رغم انتشار وباء إنفلونزا الطيور في الولايات المتحدة نفسها منذ عام 2003، إلا أنه لم يكن هناك تفشي للأمراض التي تشكل تهديداً كبيراً للأمن الغذائي في الولايات المتحدة، مثل مرض حمى القلاعية وحمى الخنازير الإفريقية.
وزاد: “في الوقت ذاته، يدرس الجيش الأميركي بنشاط هذه الإصابات المهمة اقتصادياً خارج أراضيه، في مختبرات بيولوجية تقع على طول حدود خصومه الجيوسياسيين، وهذا يؤكد مرة أخرى أن واشنطن تطور مكونات أسلحة بيولوجية خارج السيادة الوطنية، بما في ذلك أراضي أوكرانيا”.
بدورها، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، إن أوكرانيا “حاولت تدمير مواد حيوية موجودة في مختبر بمنطقة خيرسون”، مشيرة إلى أن العلماء الروس وجدوا آثاراً لإنفلونزا الطيور شديدة العدوى بالعينات المتبقية في المختبر.
وأضافت الوزارة: “خططت الولايات المتحدة، تحت غطاء العمل السلمي، لانتقاء مسببات الأمراض شديدة العدوى في آسيا الوسطى والقوقاز”، موضحة أن عدد المختبرات البيولوجية ذات مستويات العزل القصوى ارتفع بشكل ملحوظ”.
ولفتت الوزارة إلى أن زيادة حالات الإصابة بإنفلونزا الطيور في روسيا، يثير القلق، نظراً لأن عام 2021 شهد نفوقاً جماعياً للطيور بأوكرانيا بعد التجارب البيولوجية.
هجمات متبادلة
من ناحية أخرى، أعربت وزارة الخارجية الروسية، الجمعة، عن احتجاجها للسفارة الأميركية لدى روسيا على خلفية تصريحات مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الذي وافق على توجيه ضربات (أوكرانية) على الأراضي الروسية، بما في ذلك جمهورية القرم ومقاطعة بيلجورود.
ووصفت الخارجية الروسية تصريحات المسؤولين الأميركيين بأن واشنطن لا تشجع هجمات كييف على الأراضي الروسية بأنها “نفاق وكذب”.
وتم استدعاء الدبلوماسيين الأميركيين إلى الخارجية الروسية وتسليم مذكرة احتجاج على خلفية تصريحات سوليفان.
ميدانياً، أفاد مسؤول بمنطقة بيلجورود، الجمعة، بسقوط عشرات القذائف المدفعية خلال الساعات الـ 24 الماضية في المنطقة الروسية المتاخمة لأوكرانيا، والتي شهدت في بداية الأسبوع توغلاً مسلحاً تبنته مجموعتان روسيتان تقاتلان إلى جانب كييف.
وقال فياتشيسلاف جلادكوف عبر “تليجرام” إن “قرية كوزينكا خصوصاً في مقاطعة جريفورون أصيبت بـ132 قذيفة، فيما تضرر عدد من المباني في المنطقة، لكن لم ترد تقارير عن وقوع إصابات”.
من جانبها، أعلنت أوكرانيا إسقاطها 10 صواريخ وما يزيد على 20 مسيرة أطلقتها روسيا في هجمات خلال الليل على العاصمة كييف ومدينة دنيبرو ومناطق في شرق البلاد.
وقال مكتب الرئيس الأوكراني، في بيان، إن “النيران اندلعت على مشارف مدينة خاركوف (شمال شرقي) بعد ضرب مستودع للنفط مرتين وإن معدات لضخ المنتجات النفطية تضررت”.
ولفتت القوات الجوية الأوكرانية إنها أسقطت الصواريخ الـ 10 التي تم إطلاقها من بحر قزوين و23 مسيرة إيرانية الصنع من طراز “شاهد” وطائرتي استطلاع مسيرتين في هجمات شنتها روسيا خلال الليل.
وأضافت أن الهجمات شملت إطلاق 17 صاروخاً و31 مسيرة، فيما لفت مسؤولون إى أن عدداً من المسيرات والصواريخ وصلت لأهدافها في منطقتي خاركوف ودنيبروبيتروفسك.
وكثفت روسيا هجمات الصواريخ والمسيرات على أوكرانيا هذا الشهر واستهدفت بالأساس مراكز لوجستية ومنشآت بنية تحتية قبل هجوم أوكراني مضاد متوقع.
ويقول مسؤولون عسكريون إن روسيا حولت تركيزها إلى الضربات الصاروخية في محاولة لعرقلة استعدادات أوكرانيا لشن هجوم مضاد.