أزمة مرتقبة في الإمارات.. نتنياهو والأسد بقمة المناخ
الامة – ترجمات
تمثل مشاركة رئيس النظام السوري بشار الأسد (أبرز حليف إقليمي لإيران) المرتقبة في قمة المناخ بالإمارات (كوب 28) تحديا لمشاركين محتملين آخرين في مقدمتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بحسب تقرير لريتشارد سبنسر في صحيفة “التايمز” البريطانية (The Times) ترجمه “الأمة”.
سبنسر قال إن الإمارات وجهت إلى نتنياهو، الإثنين، دعوة طال انتظارها لحضور المؤتمر في الدولة الخليجية بين 30 نوفمبر/ تشرين الثاني و12 ديسمبر/ كانون الأول المقبلين، “ولكن مع لدغة في الذيل: الرئيس السوري الأسد سيكون هناك أيضا”، حيث دعته أبوظبي مسبقا.
ولفت إلى أن الإمارات وقَّعت مع إسرائيل في 2020 اتفاقية لتطبيع العلاقات الثنائية، ولحقت بها كل من البحرين والمغرب والسودان في العام نفسه، “لكن أبوظبي أصبحت تنتقد التحول الأخير لليمين المتطرف في السياسة الإسرائيلية، ورفضت دعوة نتنياهو منذ أن استعاد السلطة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي”.
ومنذ 29 من ذلك الشهر، يترأس نتنياهو حكومة يمينية توصف بـ”الأكثر تطرفا” منذ أن أُقيمت دولة الاحتلال عام 1948 على أراضٍ فلسطينية محتلة، ولاسيما على صعيد سياساتها المناهضة لحقوق الشعب الفلسطيني.
وبموازاة سياسات حكومة نتنياهو اليمينية، “أدى تحرك دول الخليج للتصالح مع منافستها التاريخية إيران إلى إعاقة المزيد من صفقات التطبيع مع إسرائيل، ولا سيما من جانب السعودية”، وفقا لسبتنسر.
ووقَّعت السعودية وإيران، بوساطة الصين، في 10 مارس/ آذار الماضي، اتفاقا لاستئناف علاقتهما الدبلوماسية؛ ما ينهي قطيعة استمرت 7 سنوات بين دولتين يقول مراقبون إنهما تتصارعان على النفوذ في دول عديدة بينها اليمن ولبنان والعراق وسوريا.
وقال سبنسر إن “تحولا مماثلا في المواقف أدى إلى مصالحة مع سوريا، الحليف الوثيق لإيران زعيمة المقاومة الإقليمية لإسرائيل”، وتعتبر كل من تل أبيب وطهران بعضهما البعض العدو الأول لها.
حل وسط
وفي الأصل، بحسب سبنسر، “كان من المتوقع أن يزور نتنياهو الإمارات، حيث يمكن لآلاف السياح الإسرائيليين الآن زيارة شواطئ دبي، مباشرة بعد اتفاقية 2020، لكن الرحلة لم تتحقق قط”.
وأردف أن “نتنياهو فقد السلطة لفترة وجيزة في العام التالي، قبل أن يفوز في انتخابات مكنته من العودة إلى المنصب، لكن بالاعتماد على تحالف مع أحزاب قومية ودينية يمينية متطرفة يتسم خطاب بضعها بأنه شديد العداء للفلسطينيين”.
سبنسر اعتبر أنه “تم الآن التوصل إلى حل وسط، بدعوة نتنياهو لحضور مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في دبي، كما تمت دعوة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج، ربما كإجراء احتياطي إذا لم يرغب نتنياهو (في تلبية الدعوة) لأنها ليست دعوة خاصة، بل مع قادة آخرين”.
واستدرك: “مع ذلك، أظهرت صورة نشرتها سفارة الإمارات في إسرائيل أن نتنياهو يبدو مبتهجا عندما تلقى دعوته الرسمية من السفير الإماراتي محمد محمود آل خاجة”.
وأشار إلى أن الأسد شارك في القمة العربية الأخيرة بالسعودية في 19 مايو/ أيار الجاري، للمرة الأولى منذ نحو 12 عاما، حين جمدت جامعة الدول العربية مقعد دمشق في التكتل، ردا على قمع الأسد لاحتجاجات شعبية طالبت بتداول سلمي للسلطة؛ مما زج بسوريا إلى حرب أهلية مدمرة.
وأضاف سبنسر أنه “ستتاح للأسد الفرصة للاختلاط مع القادة الغربيين؛ ما يشكل تحديا دبلوماسيا كبيرا لأولئك الذين ما زالوا يدعون إلى الإطاحة به”.