مفاجأة.. شمخاني يستعد للترشح لانتخابات الرئاسة الإيرانية
قال موقع “ميدل إيست آي” البريطاني إن علي شمخاني يعتزم الترشح لانتخابات الرئاسة الإيرانية بعد استقالته من منصب رئيس مجلس الأمن القومي في البلاد.
ونقل الموقع البريطاني عن مسؤول محافظ سابق قوله إنه في حال حصول شمخاني على إذن للترشح من المرشد الأعلى علي خامنئي، فمن المؤكد أن مجلس صيانة الدستور سيقبل ملف ترشحه.
وأكد مصدر أصولي مطلع على التطورات للموقع البريطاني، أن شمخاني سعى لتعزيز مكانته أكثر من ذلك، عندما كتب خطاباً إلى خامنئي يطلب فيه إذناً لإتمام الاتفاق النووي على خطة العمل الشاملة المشتركة، لكن المرشد الأعلى لم يرد على الخطاب.
وأضاف المصدر: “يلعب شمخاني لعبةً مزدوجة. إذ كتب إلى القائد قائلاً: (دعني أنهِ العمل على الاتفاق)، لكن المسؤولية ستقع في النهاية على عاتق القائد. ولا ينوي القائد تحمُّل أي مسؤولية عن إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة”.
ورغم نفوذه السياسي والمالي، ما تزال هناك بعض المخاوف حيال أبناء شمخاني وسط المعسكر المحافظ.
إذ أفاد المصدر الأصولي بأن أبناء شمخاني يملكون شركة شحن لديها عشرات ناقلات النفط. وتقول الشائعات إن تلك الناقلات استُخدِمَت لتهريب النفط الإيراني، ما يعني أنهم تربحوا مالياً من العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران.
تأتي أنباء نية شمخاني بالترشح للرئاسة مع تداول شائعات تستبعد فوز الرئيس الحالي إبراهم رئيسي بولايةٍ ثانية بعد تراجع شعبيته لدى الرأي العام ولدى المؤسسة الإيرانية الحاكمة على حدٍّ سواء، بالتزامن مع إخفاق حكومته في حل المشكلات الاقتصادية العويصة التي تعانيها البلاد.
وعزّز شمخاني سمعته أثناء فترة رئاسة رئيسي، كما أصبح يُنظر إليه باعتباره شخصيةً نافذة في عملية صنع السياسة الخارجية الإيرانية بدرجةٍ متزايدة.
حيث يُعزى إليه الفضل، لأنه لعب دوراً حاسماً في اتفاق الانفراجة الأخير مع السعودية، الذي ضمن إحياء العلاقات الدبلوماسية وتخفيف التوترات الإقليمية، بعد أن وقع ذلك الاتفاق في بكين.
وتأتي حملة شمخاني المحتملة مدعومةً بخبرته السياسية الكبيرة، وعلاقاته القوية مع حرس الثورة الإسلامية الإيراني، إضافة إلى ثروته الطائلة.
تهديد لمكانة رئيسي
وتُمثِّل مكانة شمخاني المتنامية ونفوذه صداعاً في رأس رئيسي، إذ قال مصدر محافظ للموقع البريطاني إن دائرة رئيسي الداخلية، التي تضم صهره، تعارض وجود شمخاني بشدة، وقد ضغطت تلك الدائرة مطولاً لإقالته من منصبه.
حيث تم التوصّل إلى اتفاق مبدئي مع مكتب خامنئي من أجل استبدال عبدالرضا رحماني فضلي بشمخاني، لكن الخطة فشلت في النهاية عام 2022.
وأثار شمخاني غضب إدارة رئيسي عندما أطلعه المفاوض النووي الإيراني، علي باقري كني، على تفاصيل المحادثات مع الولايات المتحدة بشكل مباشر.
وأفاد المصدر المحافظ بأن شمخاني نسخ التقارير السرية وشاركها مع عدة أشخاص، ومنهم المفاوض النووي السابق سعيد جليلي، إذ ضغط بعدها حلفاء الأخير لمنع تمرير مسودة الاتفاق، ما قوّض فرص إحراز التقدم في مارس/آذار 2022.
وشعر كني بالغضب فكتب خطاباً إلى مكتب المرشد الأعلى ليشكو من تسريب التقارير، بحسب المصدر المحافظ.
ثم ساءت الأمور أكثر عندما فشل فريق رئيسي في محاولته إبعاد شمخاني من منصبه، بعد إعدام شريك شمخاني المقرب علي رضا أكبري في يناير/كانون الثاني، بتهمة التجسس لصالح المملكة المتحدة، لكن علاقة شمخاني المقربة من خامنئي نجحت في حمايته.
وذكر المصدر الموجود داخل المعسكر المحافظ أن شمخاني عرض الاستقالة أثناء الاحتجاجات المناهضة للمؤسسة الحاكمة العام الماضي. لكن خامنئي رفض قبول الاستقالة، في خطوةٍ تدل على مدى قوة العلاقة بينهما.
وقال موقع Nour News الإيراني، المعروف بقربه من شمخاني، إن الأخير اختار الاستقالة من المجلس الأعلى من تلقاء نفسه. لكن خطاب الاستقالة لم يُنشر حتى الآن، ما يدل على أنه قد تعرض للإقالة.
ويتمتع شمخاني بتاريخ طويل من الطموحات الرئاسية، إذ قرر ترشيح نفسه للرئاسة في عام 2001 من أجل منافسة خاتمي.
وقال مسؤول محافظ سابق للموقع البريطاني، إنّ ترشح شمخاني وقتها جاء بتنسيقٍ من مكتب خامنئي، وكان الهدف منه هو تقويض فرص خاتمي في الفوز.