أمريكا تؤجل تسليم مقاتلات “F-16” لتايوان .. ما السبب؟
قال الجيش الأميركي إن تسليم مقاتلات جديدة من طراز “F-16” إلى تايوان، تأجل بسبب مشكلات فنية أكثر تعقيداً من مشكلات سلاسل التوريد المرتبطة بجائحة كورونا، فيما انتقد أعضاء بالكونجرس تراكم عقود دفاعية للجزيرة وسط تصاعد التوتر مع الصين، وفقاً لما أوردته “بلومبرغ”.
وتعمل الحكومة الأميركية وتايوان مع شركة “لوكهيد مارتن”، لتخفيف الآثار الناجمة عن التأجيل، مع ظهور “تحديات معقدة” بشأن تطوير هذه المقاتلات، وفقاً لبيان أصدرته القوات الجوية الأميركية.
وأشار البيان إلى “مشكلة فنية”، لم يسبق الكشف عنها، من دون ذكر تفاصيل إضافية.
وقالت القوات الجوية: “نحن ملتزمون ببذل قصارى جهدنا لإيجاد حلول لتسليم هذه الطائرات، بكامل قدراتها، إلى شركائنا في أقرب وقت ممكن”.
وبدأ تشغيل المقاتلة “F-16” في عام 1979، وتمتلك تايوان نسخاً قديمة منها. وتحتوي أحدث نسخة من المقاتلة “بلوك 70″، على “رادار للتحكم في إطلاق النار” من إنتاج شركة “نورثروب جرومان” الأميركية، وهو مصمم لإطلاق ذخائر دقيقة التوجيه من مسافات بعيدة، بحسب “بلومبرغ”.
وحلّقت أول مقاتلة “بلوك 70” في يناير الماضي. وأفادت صحيفة “لو موند” الفرنسية بأنه يجري حالياً استخدام نحو 3 آلاف طائرة “F-16” في 25 دولة، ما يمثل 16% من الطائرات المقاتلة قيد التشغيل في العالم.
66 طائرة جديدة
وكان من المقرر أن تتسلّم تايوان أول طائرتين، من أصل 66 طائرة جديدة طراز “F-16″، في صفقة محتملة تبلغ قيمتها 8 مليارات دولار، في الفترة بين شهري أكتوبر وديسمبر من هذا العام، لكن عملية التسليم ارجئت إلى الفترة ما بين يوليو وسبتمبر من عام 2024، بحسب مسؤولين تايوانيين.
وذكر المسؤولون أن الولايات المتحدة عزت التأخير إلى مشكلات سلاسل التوريد الناجمة عن جائحة كورونا.
وقالت وزارة الدفاع التايوانية في بيان إن الولايات المتحدة تتعامل بشكل فعال مع طلب الشراء لتسليم الطائرات في الموعد المحدد، مضيفة أن جميع الطائرات، البالغ عددها 66 طائرة، سيتم تسليمها بحلول عام 2026، كما كان مقرراً.
ورفضت القوات الجوية الأميركية و”لوكهيد مارتن” الإفصاح عما إذا كانت “التحديات التطويرية”، ستؤثر أيضاً على النسخة الأحدث من المقاتلة “F-16”.
انتقادات في الكونجرس
في غضون ذلك، انتقد مشرعون أميركيون احتمال تراكم عقود عسكرية أميركية بقيمة 19 مليار دولار مع تايوان، ما يُعد مسألة حساسة، مع تصاعد التوترات مع الصين، التي تؤكد أنها ستستعيد تايوان يوماً ما، ولو بالقوة.
وقال وكيل وزارة الدفاع لشؤون الاستحواذ والاستدامة ويليام لابالانت في مارس الماضي، إن جزءاً كبيراً من الأعمال المتراكمة يتمثل في خط إنتاج المقاتلة “F-16″، لافتاً إلى ضرورة تلبية طلبات الشراء السابقة.
وقالت “بلومبرغ” إنه يجري تجميع مقاتلات “F-16” الجديدة في مصنع “لوكهيد مارتن” في مدينة جرينفيل بولاية ساوث كارولينا.
وقالت القوات الجوية الأميركية إن مسؤولين بارزين في وزارتي الخارجية والدفاع، تواصلوا فور علمهم بالمشكلة الفنية، مع شركة “لوكهيد مارتن”، وزاروا مصنعها في جرينفيل “للاجتماع مباشرة مع المديرين التنفيذيين في الشركة لمناقشة هذه المشكلة”.
وقالت المتحدثة باسم “لوكهيد مارتن” ليز لوتز في بيان إن “الشركة تعمل بشكل وثيق مع الحكومة الأميركية لمواجهة التحديات، لدعم الأهداف الأمنية الأميركية”.
أزمة تايوان
وتنظر الصين باستياء إلى التقارب الذي حدث في السنوات الأخيرة بين السلطات في تايوان والولايات المتحدة، التي توفر دعماً عسكرياً كبيراً للجزيرة، رغم غياب العلاقات الرسمية.
ويُوسع الجيش الأميركي نطاق تواجده في آسيا والمحيط الهادئ، بهدف “تعزيز قدرات الحلفاء في ردع الصين عن أي تصرفات عدائية”، وسط تصاعد المخاوف من غزو صيني محتمل لتايوان في السنوات المُقبلة.
وأجرت الصين مناورات عسكرية حول تايوان في 8 أبريل، عقب عودة رئيستها تساي إنج وين من جولة خارجية توقفت خلالها في الولايات المتحدة، حيث التقت رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي في ولاية كاليفورنيا، وهو اللقاء الذي عارضته الصين بشدة، وطالبت الولايات المتحدة بعدم السماح بحدوثه.
وتعرب الصين عن أملها باستعادة تايوان سلمياً، لكنها لا تستبعد استخدام القوة إذا لزم الأمر، ولا تسمح لأي بلد بإقامة علاقات دبلوماسية معها ومع تايوان في آن واحد عملاً بمبدأ “صين واحدة”.